أغاني الرحيل...(في رثاء فدوى طوقان)
هُنا حَيْثُ كُنْتُ..
ولَيْلِي الطَّويلْ
و(سُنْبُلَةُ القَمْحِ) تَرْوي لِقَلْبي...
جُذورَ الحِِكايَهْ
وكانَتْ بِدايَهْ
أَمامي حُطامٌ و(بابٌ مُغَلَّقْ)..
وهالاتُ حُلْمِي...
كَطَيْفٍ مُعَلَّقْ
تُعانِدُ سِجْني بِقَلْبٍ عَليلْ
هنا حيثُ كانوا..
وكُنْتُ (وَحيدَهْ)
ومِنْكَ...
تُرافِقُني الذِّكْرَياتْ
(كِتابٌ وصورَهْ)
(زُجاجَةُ عِطْرٍ)...
وتِلْكَ القَصيدَهْ
هُنا حَيْثُ حُزْنِي..
وَشَوْقِي وفَنَّي...
وَأَرْضٌ بِها (خِصْبُ) أُمٍّ عَنيدهْ
هُنا قَدْ وَقفْتُ الزَّمانَ الطَّويلْ
أُغَنِّي غِنائي لِتلْكَ (المَدينَهْ)
تِلْكَ (الحَزينَهْ)
تِلْكَ التي كَمْ بَكَيْنا سَوِياّ
مَسَحْنا دُموعًا...
وسِرْنا مُضِيّا
بِثَوْبِ التَّفاؤلِ بعضَ الفُصولْ
وبَعضَ الزَّمانِ...
بِثَوْبِ الذُّبولْ
كَما الياسَمينَهْ
هُنا جِئْتُ سِرًّا بِقَلْبٍ وَحيدْ
تَواطَأْتُ واللَّيْلُ...
نَرْثي الذي تاهَ مِنّا وغابْ..
وَسْطَ الزِّحامْ
تَسامى وعانَقَ حُضْنَ السَّحابْ
لَيُوْلَدَ في القَلْبِِ شَوْقٌ جَديدْ
وتُصْبِحُ كُلُّ حَياتي نِداءْ...
حُلْمي يُنادِي
أَرْضي تُنادي
وَبَعْضِي مِنَ الأُفْقِ أيْضاً يُنادي
وجاءَ المُنادي
سَمِعْتُ النِّداءَ الذي كُنتُ أَرْجو...
" تَعاليْ إِلَيَّ..
ومُدِّي يَدَيْكِ..
وهاكِ يَدَيَّ
تَعالَيْ..
مَللْنا انتظارَ الرَّحيلْ "
تَكَلَّمَ شَوْقٌ...
" لِماذا الرَّحيلْ ؟؟..
وكُلُّ القُلوبِ غَدَتْ أُغْنياتْ..
سَنابِلَ قَمْحٍ تَشي بِالحَكايا..
ولَحْناً جَميلْ
لِماذا الرَّحِيلْ ؟؟!!.. "
أَجابَتْ حُروفي...
" لأنِّي عَزَفْتُ مِنَ العُمْرِ (لَحْني الأَخيرْ) "
تَصاعَدَ شَوْقٌ..
" رُوَيْدَكِ مَهْلاً..
فَما زالَ قبلَ انتصافِ المَساءْ...
تَبَقّى قَصيدهْ
لَعَلَّ بِها قَدْ يَكونُ البَدِيلْ.."
" وَمَنْ قالَ أَنِّي عَزَمْتُ الرَّحيلْ؟!..
هُوَ الحُزْنُ راحِلْ
هُوَ الدَّمْعُ راحِلْ
هُوَ الاِنْتِظارُ وشَوْقي المُسافِرْ
لِتَبْقى (سَنابِلُ قَمْحي) هُنا
و(ديوانُ شِعْري) سَيَبْقى هُنا
فَإِنْ مادَ شَوْقٌ إِلى أُغْنِياتي..
فإنِّي أُغَنِّي بِصَمْتِ السَّنابِلْ
أُغَنِّي... بِصَوْتِ القَنابِلْ
بِأَصْواتِ حُبٍّ...
تُغَنِّي بِيَوْمٍ..
أَغانِي الرَّحِيلْ "
مي