ريــــف والغيم
ريف
أيتـها الأنشــــوطةالتفّي على حبلِ بكائي وباشري الخنق، اضغطي على مواجع الجروح ينهمرُ المطرَ ويزهو الســنبل، لن تشيخ الفصول، ها هي ذي تنبتُ بيـن أنامـــلكِ الـــمخمليـة ، أتعلمين؟ إنني أعرفُ ما هو الموت ..إنّهُ البوح على ثغر الحروف والتنزه في بساتين الغــــربة، جــودي عليـنا بهذه الأنفــاس الــزكيةنحنُ نحـــــتاج أحيانا تـنفــس الألـم
مميزةٌ أنت ، نعــم مـــميـزةٌ في النحتِ على الوجوه
١
غيــمٌ تناثرَ في الفضا يا ليــت شعري
لــو إنني بفراستي أدركتها أو كنتُ أدري
هـذا الـــــذي عـــانتهُ وهي وحيدةٌ
لــحــفرتُ قبري
٢
يا ريـــــف ليس لكونها معبودتي
ورديف عمري
أخفـــــي ببادي الوجد آفاقاً
لــســرّي
هذا الحوارُ الفــذُّ أدركني انكساري
مــــــــرّةً وهلمَّ يجري
كوني إذن ما كنتِ وقت قريحتي
وقبيل سهري
لا تـــملك الآجام بعثرةَ الندى
أو تدرك الرمضاء
أسباباً لقهري
٣
جودي عليَّ بنفحةٍ سمراء من عمر الضنا
ينثالُ سحري
إنـّـي عـلى ركبِ السحابِ تناثرتْ نجوايَ
واحتبست مواويل الهوى في صحن صدري
الدمعة السوداء نطفة ساهمٍ
فــــي الليلِ يحتطبُ الأسى
واللــيلُ يجري
لا تــــغلـــقي الأبوابَ جئتُ محمّــلاً
بــــــالشـــوقِ والكلماتُ تِبري
٤
كمْ مـــــن محطّاتٍ عبرنا
والوصولُ إلى العذاب هو الخلاص
كمْ مــــــن طــريقٍ ضـمّنا متوجساً
يخـــشـى علـــينا أن نتيه فلا نعود
اليــومُ تـــبلعــــــنا البريّةُ والوحوشُ، فلا مناص
سنعــود لـلـــصوبِ المـدجّج بالسلاحِ وبالرصاص
٥
مــــاذا أبـــثُّ إلــيكِ من خَرفٍ
وقدْ حبــــلتْ همومي بالضغينةِ والحطام؟
من عهد ( أوديب ) الضرير يجسّ في بدني الظلام
في هـــوّة الشرخ السحيق وقد تحزّمَ بالسخام
وجهي وأروقة المدينة والنيام
الحالـمــــون بفجرِ شمسٍ لا تغيب
مــــــــاذا أبثُّ إليكِ ، يا بشرى ، هو الموتُ الرهيب
٦
لا تفزعيـن حبيبتي
أحسبــتِ أنّي لا أعودُ وأستعيد
شيئاً من العشق المبللِ بالدموع
أنا عـــائدٌ من أرض حاضنةُ الجليد
وســتدفعيـن حبيبتي ثمن التشرّد والخنوع
فتحـــــضّري، أحتاج ناصيةَ الضلوع
حيناَ إذا أمـــطــرتُ ، ما أحلى الرجوع
ألمانيا ٢٤/١٠/٢٠٠٤