|
وهبَ الرَّحيمُ إلى الصَّغيرةِ ماذهلْ |
وكسى الأديم من المفاتِنِ فاكتملْ |
فنمت بعينِ الوالدينِ ورفرفت |
عاشت تُغرِّدُ كالبلابِلِ للأمل |
لم تُبقِ فيهم للكآبةِ موضِعا |
إلاَّ كستهُ من التَّدلُّلِ بالحُلل |
كانت إذا نظرت لأمٍّ أطلقت |
قلباً أفاضَ من المودَّةِ ماحمل |
والأبُّ تُرسِلُ من شجونهِ نِسمةً |
تلكَ المشاعِرُ كالصَّباحِ إذاانسدل |
وإذا العيونُ تشدُّ من أطنابِها |
وتسلُّ من خلفِ المحاجِرِ ماقتل |
نظروا بِحقدٍ كالرّجومِ وأطلقوا |
حرَّ الَّلهيبِ مع القساوةِ والخطل |
ماذنْبُها لمّا استفاضَ ربيعُها |
وهمُ الخريفُ يشبُّ فيهُمُ بالمِحل |
ماذنْبُها شفَّ الجليدُ أديمها |
والجذعُ هلَّلَ للنّضارةِ وابتهل |
ماذنْبُها بالوجنتينِ تبلّلت |
حُمرَ الورودِ اليانِعاتِ من الوشل |
والكُحلُ حوَّرَ من سوادِهِ مُقلةً |
ضمَّ الرُّموشَ النَّاعساتِ وما أهتدل |
ماضرَّ لوقالوا الإلهَ بأمرهِ |
يُعطي ويحرمُ من يشاءُ من النِّحل |
ماضرَّ لو مدّوا الكفوفَ وباركوا |
مسّوا الصغيرةَ بالدُّعاءِ وبالقُبل |
لَكِنَّهُم بالنَّائباتِ تواتروا |
حتّى استحثَّ الحِقدُ روحاً لِلأجل |
خطفوا الحياةَ من الفؤادِ بغبطةٍ |
سَعِدوا بتشْييعِ الرَّبيعِ ولا مُقل |
ذرفت بدمعٍ للمُصابِ ولا أسا |
بل أقبلت بالخُبثِ تسألُ ما حصل |
وتُثيرُ من فوقِ التُّرابِ نِكايةً |
بعضَ المناشِرِ والخناجِرِ والشُّعل |
نزعوا فتيلَ النُّورِ من فانوسِها |
فنأى الضيِّاءُ إلى سمائهِ وارتحل |
تركوا أمامَ البيتِ حَسْرَةَ مُكلمٍ |
وعذاب قلبٍ تستلِذُ بهِ العِللْ |
فالعينُ ترحلُ بالبعيرِ لِقدرِهِ |
هل يستوي الطِّفلُ الصغيرُ مع الجمل |
عجباً لهذي العينُ أين حُدودها |
فيها الجمالُ كذا الجنايةُ والخطل |