بداية يا ابنتي الرائعة رنيم دعيني أتوجه بالشكر لإدارة هذاالمنتدي الفريد ومؤسسها الرائع المترف دكتورسمير وهي نفتح لي هذا الأفق الواسع لأصافح كل الذين قرأوني ويودون قراءتي من جديد وشكراً لمروركم المفرح أنت وكل الأعزاء بدون فرز وإلي مضابط الحلقة السابعة : أتاني صوت من اللاشيء يقول ( منو الفي الباب ؟ ) .. تلفت يمنة ويسرة لأعرف مصدر الصوت ولم أجده .. نظرت إلي أعلي السور وبين ثنايا البوابة الفخمة فلم أر شيئآ .. ومرة أخري قرعت جرس الباب ليأتيني نفس الصوت وهذه المرة بشيء من الغلظه ( منو.. منو الفي الباب ؟!!) فأدركت أن الصوت لا بد أن يكون قد خرج من ثقب في السور أشبه ب(مايكرفون ) ..قلت في تردد (أنا .. أنا حربي الميكانيكي ) .. ولكن صوتي ذهب أدراج الرياح .. إنتظرت خمسة دقائق أخري وقرعت الجرس مرة أخري لتفتح الباب خادمة صغيره ..( عاوز شنو ؟ .. من فضلك قولي للأستاذه سحر .. الميكانيكي وصل .. سحر نايمه .. تعال بعد ساعه ) .. كان استهلالآ سيئآ بعكس ما توقعت .. هذا لأنك لم تحسن التوقيت .. اليوم جمعه وهؤلاء الساده يروحون في نوم عميق حتي وقت متأخر من نهار اليوم .. ولكن الحياة تبدأ مبكرآ عندنا في الحي .. هذا عندكم في الحي العشوائي .. لأنكم إستيقظتم في هذه الحياة بعد فوات الأوان بعكس الناس هنا .. والعمل ؟ ..العمل أن تتسكع في دروب هذا الحي الراقي حتي تستيقظ سحر .. إتفضل .. قالت لي بأريحية مدهشه .. ( الخدامه قالت إنك جيت بدري .. أنا آسفه شالتني نومه ..إ تفضل أدخل .. ) .. ومنذ الخطوة الأولي شعرت بأنني ألج قصرآ من صنع الأساطير وليس منزلآ .. هذا المرمر والسيراميك الذي يغطي كل شيء .. أم الحديقة الغناء بأزهارها الملونة أم الفيلا الفخمة بطوابقها الأربعة ؟ .. وغير بعيد جثمت عربة سحر .. إستأذنتني لتغيّر ملابسها فقد هبطت بملابس النوم وآثار النعاس بادية عليها .. لم تكن منزعجة أو سعيدة بوجودي وقد إرتسمت علي وجهها هالة من الجمال المطمئن دون سفور .. جمال يريح النفس والخاطر ويبعث علي الحيوية والتجدد .. لم أضيع وقتآ فأمامي مهمة عسيرة .. غيرت ملابسي التي حضرت بها وارتديت (الأبرول ) وبسم الله إبتدينا .. أخذت مني الصيانة وغيار الزيت والتشحيم سحابة ذلك اليوم بعيد المغرب .. وكانت سحر تطوف وتطوّف بي في دنيا غريبة من الروعة والإمتاع .. تناولني الطعام وأقداح الشاي وتتجاذب معي أطراف الحديث .. ماذا كنت تقول لها وماذا كانت تقول يا حربي ..حدثتها عن ناس البيت ووالدي الجاويش عويضه الذي أستشهد في ( واسكيج ) وقد أسبغت عليه صفة البطولة والإقدام وحدثتها عن سلمي شقيقتي والمستقبل الذي ينتظرها في عالم الغناء وكيف أنها غنت في حفل نجاح بنت الجيران وكانت ولا البلابل .. وهنا قالت لي الخميس الجاي عرس (سلافة) إبنة خالي ليت سلمي تغني لنا في ذلك اليوم وطبعآ وافقت وقلت لها ( وكمان مجانآ عشان خاطر الأستاذه سحر .. تاني الأستاذه يا حربي ما قلنا بلاش ألقاب .. عشانك يا .. يا سحر .. أيوه كدا كويس .. قلت ليها كل الكلام ده وزياده وهي قالت ليك شنو ؟ .. هو أنا عارف كانت تبتسم ومرات تضحك .. المهم مضت الصيانة بسلام وعندما فرغت منها كنت قد تعرفت علي جميع أفراد العائلة .. والدها ووالدتها وشقيقها عصام ..وطبعآ الخادمة التي قامت بخدمتي .. سلمتها المفاتيح وأنا أقول لها ( غايتو مش علي الغرض ) .. بيد أن الجميع قد شهدوا بأن عربة سحر لم تلق صيانة كهذه منذ اقتنائها لها .. كانت بكامل أناقتها وهي تتهيأ للخروج في مشوار مسائي .. أصّرت علي توصيلي حتي منزلنا وحين ولجت الحي العشوائي بأزقته المتعرجة لوت أعناق ساكنيه رجالآ ونساءآ .. شيبآ وشبابآ وأطفالآ .. حتي شجيرات (النيم) المتباعدة تمايلت طربآ لمقدمها .. وانتظرت لتسلم علي سلمي وأمي وهي داخل عربتها وكأنها حورية صغيرة خرجت لتوها من أعماق البحر