من "مشكل إعراب أحاديث الأربعين النووية وتصريفها" للدكتور مؤمن بن صبري غنام
فيها أقوال:
1- ذهب الخليل والكسائي وتَبِعهما أبو عُبيد إلى أنّ الملائكة واحدها (مَلَك)، مُخَفف من (مَلأَك)، والأصل: مَأْلَك، فقدموا اللام وأخروا الهمزة، فقالوا: مَلأَك، وهو مفْعَل من الأَلُوك، وهو الرسالة، واجتمعوا على حذف همزته كما حذفوها من (يَرى)، وقد يتمونه في الشعر خاصَّة، قال:
فَلَسْتُ ِلإنْسِيٍّ ولكن ِلمَلأَكٍ ... تَبارَك من فَوْقِ السَّموات مُرْسِلُهْ
ولمّا جمعوه ردُّوا همزته فقالوا: مَلائكة.
واختار أبو العلاء المعري مذهب الخليل والكسائي، فقال: "أصل ملك: مَأْلَك، وإنما أُخذ من الألوكة، وهي الرسالة، ثم قُلب، ويدلنا على ذلك قولهم: الملائكة في الجمع؛ لأن الجموع ترد الأشياء إلى أُصولها"، ثم بيّن أن وزنه المصير إليه: مَعَل، والميم زائدة، ووزن ملائكة: مَعَافِلة؛ لأنها مقلوبة عن مَآِلكة.
واختار ابن جني هذا المذهب ، وتبعه السخاوي أيضًا.
2- وذهب ابن السكيت والمازني وتبعهما ابن السراج إلى أنّ أصل (مَلَك): مَلأَك، نُقِلت حركة الهمزة إلى اللام ثم حُذِفَت الهمزة.
3- وذهب أبو عُبيدة إلى أنّ (مَلَك): فَعَل، ميمه أصلية من الملك، وهو القوة، ولا حذف فيه، وجمعه فَعَائلة شذوذًا، كأنهم توهموا أنه مَلاك على وزن فَعال، وقد جمعوا فَعالاً المذكر والمؤنث على فَعَائل قليلاً.
4- وذهب ابن كِيسان إلى أنه (فَعْأَل) من المِلك، قال الرضي: "وهو اشتقاقٌ بعيد، وفَعْأَل قليلٌ لا يُرتكب مثله إلا لظهور الاشتقاق كما في شَمْأَل".