سُباعية الماءْ
(1)
لا تَفقد ماَءَك أيها الوجهْ.....
فالثكلى جرَّحتْ زيتونة الفرَحِ
واستعدّت لِعُرسِ وداعِ ابنِها البطل....
المومس سَكَنتْ أعلى الدِّيرْ
واتشحَتْ بطهارة توَدِّعُ فيها كلَّ الرِّجال..
الأرض اكتَستْ لوْنَ القلب
لِتَخْفِقَ أجملَ ربيعٍ منذُ زمنٍ بعيدْ....
كلُّ ما على الوَترِ غَنَّى ترنيمةَ ألَقْ
فهل يَسْتَدعِي أن تَجِفَّ أنهارُكَ
ساعةَ المطرْ.....
(2)
واهيةٌ أعذارُك...تَرمي بكَ بأحلك الخيارات
تعريفةٌ جُمركيّة.... وجوازُ سفرٍ احمرْ
رحيلٌ فجائي وغيابٌ آخير
لا يَترك مجالا للمغفرة.....
وأمُّكَ في صلاة ودعاء
وذكرى ليس بعدها لقاء.....
أتذكر أمك؟ تفاصيلَ ابتساماتها؟ تضاريسَ وجهها؟
رنّة صوتِها؟ شَكلَ خُطوط يدها؟
لقد استَفْردَتْ بها، بَعدكَ المقبرة......
(3)
يَعتريكَ هروبٌ... وقوسُ قزحٍ رماديّ
تَعتنقُ لَونَ الخوف وتهذي
أيكون في الوجع نهاية؟
أيكون في الوجع ولادة؟
هناك حيث لا وطن تنطفئ الشمس
ويَختزل النهار حكاياتَه في الصّمَمْ..
أنتَ مَنِ اعتدتَ على ملحمات الحكي
وأنوارٍ تتجاذب أطرافَ التذكر.....
سوف يستنزفُكَ الانتظار
ويستَلذُّكَ ذاك الألم…
(4)
تُطيحُ بِكَ شرانِقُ الانتظار
تحلِّقُ بكَ في اعلى فواتِ الاوان
وتمنحُكَ فُرصةً مشوَّشةً...
إما ان تُزهِرَ في ليلٍ ضبَابيّ ...
او تَرسُمَ مملكة حُلمِك الكبيرة
على جناح فراشة
(5)
لا تفقد ماءك أيها الوجه
فَلي فيه انهارٌ وسيول...
وبحرٌ.. وشلالات عُيونْ....
لي فيه دموعي وعرقي
لي فيه خمس لترات من المي...
تتغير الوانها ما بين
الأخضر والأرجواني
وتأخذُ في الأخيرِ لونَ دمي.
(6)
تَخنُقني ذكراك في التذكّر
تحولني مرساةَ حُلُمْ....
أتكون لي غدا؟
وأكون لك انتماء....؟
لا تلوِّحْ بالهروب الآن
مازال لنا قمح نحمصه...
وكرم نعصره....
ونذرٌ... أن لا نكون إلّا لهذه الأرض والسماء.
(7)
أنينٌ يمْخُرُ عُبابَ طفولتك
و صوت الأرض تَوشَّحَ بالمعاناة....
أنتَ من أحَبّته الأغاني....
ونَصّبتْهُ شاديا للأمل
أهدَته سوسنة الروح الوفاء
وقنديلا..و مَعزوفةً للحياة.
فلا تفقِد نَضَارةَ عينيكْ....
لنظرةٍ صَوْبَ عينيّ...
ففيهما مكان لي.... وفيهما
خارطةٌ للنجاة....