أسفي عليك
وأنت ترقد فوق
أرصفة الشوارع
كالغبارْ....!!!
يستخفُّ الريحُ
حملك ..... يستهينْ
هي أيام الخماسينْ...
وأنواء الحسومْ
هل لي بقبرٍ
بين موج البحر
أو شقٍ أموت به
غريقاً في الهمومْ
حزني عليك
وأنت لي وطنٌ
ينام علي الورقْ
يتبادل الأعداء
ركلك كالكراتْ..!!
يتقاذفونك حيث لا تدري
كأعواد الحطبْ
للنار.... تنتظر المصيرْ
كي تستحيل إلى رمادْ
الجذع مال....
فهل سيبقَ
الفرع مرتفعاً
وتكسوَه الغلالْ ؟
والبحر يزبد باللهبْ
أم أن معدنك القديم
سينصهرْ
كي يستزيد صلابةً
هلاّ تعودت
الصلابة في المحنْ
هلاّ قسوت لمرةٍ
فرجمت حزنك
ثم ثرت لتنتقمْ
"أحدٌ / أحدْ"
هذا بلالٌ
قد شكا منه الحجرْ
ومعذِّبيه معذَّبون علي يديه
أصاب منهم عزمهُ
وأصابهم منه الضجرْ
والصبر لو تدرون مرّ
والشمس تفرغُ
في الرمال حريقها
يا همَّنا الليليّ
يرقد في دياجير الظلامْ
يا وهمنا العمْريّ
لا زالت تُـنكّس
عن صواريك البيارقُ
كي ترفرف فيك رايات الحدادْ
ضاعت حروفك في المدادْ
أنورِّث الأبناء خوفك...
أم تخاذلك المهينْ؟
أنورث الأبناء
وطناً من ورقْ..!!!؟
أم قيدنا....!!
أم نستحثهم الضياع
أمام مفترق الطرقْ
*****
فخيولنا ترجو
بصبحك أن تثقْ
يا ليلنا...
لا بد من أن ينبثـقْ
فجرٌ جديدْ
بلا قيودٍ من حديدْ
وبلا مقاصل للرقاب
ولا وعيد
ترعي بك الأغنام
تحرسها الذئابْ
صرح مهابْ
لا يُطمع الأعداء من ضعفٍ
ولا...... من إحتقارْ
صرح يغار ُعلي
بنيه فينتفضْ....لا يستكينْ
فالموت أفضل من
مهادنة المهينْ
والعمر يسلبُ كالشرفْ
إن ضاعَ لا يجدي متاعٌ
أو ِضِياعٌ أو.... ترفْ
*****
يا حلمنا ....
يا حلمنا الأعمى
ومكتوف اليدِ
يا عارنا الأبديّ
يسكن في غدي
إنْ أخرسوك
وأسكتوا منك اللسانْ
لن يبقَ عندك
غير قلبك للبيانْ
لكنه من موتنا أسفاً
ونزع قلوبنا
تبقَى الحجارةُ
أضعف الإيمانْ
تبقى الحجارة
أضعف الإيمانْ
-----------------------------------------------------------------
مع تحياتى و تقديرى للأستاذ سمير العمرى و مشرفى الموقع و رواده