|
قد جئتُ أنظـــــم ها هــــنا مأســاتي |
وأقصّـــــــــها في هذه الأبـيــــاتِ |
ما بـــــــــــال أمّـــتنا تـــــذوب تَحَــــرّقاً |
عَشِقَتْ أنين العشــــــق والعبراتِ |
سَكَبَتْ لأجلِ الحبِّ مِن عبــــــــراتها |
باتت على شوقٍ , على حسراتِ |
لما دَنَتْ هِمَمُ الشبـــــــــابِ رأيتَهُـــــم |
يتغنّــــــجون تغنّـــــج الفتيـــــــاتِ |
يتمايــــــلون مع المزاميــــــــر الــــــتي |
عُزفت على أوتارها النغمـــــــاتِ |
أو أنهم في الســـــــوق لو أبْــــــصَرْتَهمْ |
يتســـكّــعون بأقبـــحِ الحركـــــاتِ |
لا تَسْأَلَــنــــّي عن مظـــــــــاهرِ شكلهم |
مــن أحدثِ القَصّاتِ والمَوضاتِ |
كلّا ولا تـــــســأل إذا ما احتـَــجْـــتَــهم |
لا يمــــلكون العون في العَرَصَاتِ |
وإذا رأَوا وقتـــــــاً لديهـــــم إنهـــــــــم |
يستثمـــرون الوقت في القَــهَواتِ |
أو أنهم في النت أمضَـوا عـــــمرهم |
أو عند راقصـــةٍ على الشاشــــــاتِ |
لو طلتُ فرداً من شبــــــــــاب زماننا |
لجَـــــــرَرْتُ تلبـيـبــاً له وبـــــــذاتي |
ولَصِحْتُ من حزني عليه أنِ اسْتفق |
يكفيـك ما أمضيتَ من غفــــلاتي |
وانظر أخي لشبابِ عهدٍ قد مــــضى |
أعْـــلَوا لدينَ الله مـــن رايـــــــاتِ |
شُغِلَتْ نفوسهمو بحُـــــــــبِّ مليكهم |
باتوا قياماً عند ذي الرحــــــــماتِ |
فتحوا البلاد ؛ وإن رأيتَ شبابنـــــــا |
يخشون قتـــــل أُصَيـــغَر الحشراتِ |
يبكون إن هُزم الهــــــلال وإن رَأَوا |
فِلْـــماً فأحزنهم على الشــاشـــــاتِ |
لا لن أقول جميــــــعـهم فالبعض قد |
صلحوا فكانوا للـــــورى قُــدُواتِ |
يا أفضل الأمم التي وَطِئَــــــتْ ثرى |
يا أمــــــة الإسلام والخيــــــــــراتِ |
سيــــــروا إلى العليـــاءِ في هممٍ بها |
تسْمُون في الدنيا وفي الجنــــاتِ |
وتذكروا يومــــــــــــاً يكـــــــون نهايةً |
فالكل يومئذٍ من الأمـــــــــــــــواتِ |
وتذكروا قبــــــــــراً كئيـــــــــباً مظلماً |
أو بيّضـته صحـــــائف الحــــــسنات |
وتذكروا عند الصــــراط مع الورى |
تمشون حبــــواً أو بكل ثبـــــــــــاتِ |
وتذكروا ناراً تلهّـــــــــــبَ حــــــرّها |
أو جنــــــة طـــــابت بها اللــــــــذاتِ |
هيا استفيـــــقوا يا رجــــال زماننـــا |
واسْعَــــــوا بهمتــــكم إلى الجنــــاتِ |
ها قد نظمت لكم هنا مأســـــــاتي |
وذرفتُ من عينـــــي هنا عبـــــراتي |
أوَ بعد هذا هل يحق ليَ البُــــــكـا |
– من هذه الأوصاف – والآهــاتِ؟ |