في البعْد,,,,,,,,,,,
الذي نُحسُّ أنَّه بعييييييييييييييييييداً
بعيييدًا ,,,وبعيداً جدَّاً
في نهايةِ الطَّريقِ التي لا نهايةَ بعدَها
يقفُ الموت!!!!
فاتحَاً لنا ذراعَيهِ ,,,محدَّقا بعينيهِ ,,منتظراً ,,ملهوفاً يعدُّ الثَّواني
ونحنُ إليه نشدُّ الرِّحالَ ,,ونشدُّ الخُطى,, مسرعينَ ولا نعلم!!!
وإذا ما تجسَّدَ الموتُ أمامَنا
نغْمِضُ عيونَنا,, كي لا نَراه
فنرَاه تحتَ الأجفان!!!
نديرُ رؤوسَنا لنتحاشَاه ,,فيستديرُ حيثُ نُدير,,
نضعُ كفاً على وجوهِنا ,,ليَحولَ بينَنا وبينَه
فيذكِّرُنا الكفُّ بهِ أكثر
نهزُّ رؤوسَنا ,,ننفضُ ذكرَاه عنَّا ,لنتناسَاه,, يجبُ علينا أنْ نستمِّر.
/
نحنُ الأحياء
نرهبُه ونخافُه!!!
لأنَّنا أحياءٌ ,,ولأنَّه المجهول.
ولو وضعنَا فوقَ عمرِنا ألفَ عمْر ,,وجلسنَا نفكِّرُ به ,,لنْ ندركَ كُنْهَه.
فهذة الحقيقةُ لا ,,,ولن تتبلوَرَ أبداً ,,ولا أي يدٍ ستلمسُها البتَّة ,,لأنَّها وُجِدَت لتلمَسَ الأجساد ,وليس لتلمسَها الأجساد..
فهلْ تعتقدُ معي يا صديقي
بأنَّها أجملُ الحقائقِ على الإطلاق ؟؟
وهل تعتقدُ معي ,,
بأنَّها أحلى وأروعَ رحلةٍ ستقومَ بها ؟؟وعلى الإطلاقِ أيضاً ؟؟
تصوَّر,,
أنَّك تخرجُ من هذا الجسدِ التُّرابي الثَّقيلِ المتألمِ,, دائماً
ومن هذة الدنْيا اللئيمَة ,,التي لم تدعْ حربةً إلا وغرسَتها في فؤادِك.
تصوَّر ,,,,
أنَّك ستقبِّل أيادي الموتِ مليونَ مرَّةٍ ومرَّة وهو يحملك على أجنحتِه الخرافيَّة ,,عابراً بكَ معالماً ما رأيتَها قط ,,ولا في عينِ خيالِك الواسع أو أيمانِك العميق,,ولا حُلمِك الغيرُ مسيطرٍ عليه علمياً
تصوَّر
أنَّك في سماواتٍ رحبة ,,,,,,هي لك!!
في جنةٍ ما خطرَت على قلبِك أو قلبِ أحد ,,,,,وهي أيضاً لك!!
تصوَّر
أنَّ الألمَ والحزنَ والخوفَ من الآتي,, ليسَ بِك
والطمأنينةُ رفيقتُك
/
ربَّما أنكرتَ ذلكَ في ميعةِ الصبَا المتمرِّدة ,,وقلتَ في بالِ بالِكَ بأنَّ الترابَ هو النهايةُ الأبديَّة
لكنَّك ستعودُ بعدَ حين ,,لتستغفرَ لنفسِكَ ,,وتؤكِّدَ لذاتِكَ
أنَّكَ كنتَ على خطئٍ مبين
وأنَّ الترابَ ليسَ هو النهايةَ الأبديَّة
بل هناك حياةٌ أخرى ,ملؤُها الرَّوعة.
/
فالإيمانُ بهذا
كهفٌ بلُّورِّيٌ في بطنِ جبلٍ منَ الغيوم
غيومٌ لا تتمدَّدُ ولا تتبَّدد
ولا تدْركُها الحواس,, ولا حتى مدارِكُ العقلِ الحصيف
فهنيئاً لقلبٍ يسكنُ ذاكَ الكهف
ناسكاً متعبداً
ماسة