ديوان الشاعر سالم العلوي

إلى الأحبة الذين أضاؤوا الدرب، وذللوا الصعب في عمرة السالكين، يسرني ويسعدني ويبهج خاطري أن أهديكم هذه الأبيات رجاء أن تكون ذكرى طيبة تحملنا إلى تلك الأيام الخوالي التي عشناها في تلك العمرة المباركة عمرة السالكين والتي تزينت بشعار ( إياك نعبد وإياك نستعين).
وأسماء الأخوة والأحبة الذين شاركونا في هذه العمرة حسب ورودها في هذا النظم: ناصر عبدالله الخميساني، أبو خليفة إبراهيم العلوي، أبو المثنى خليفة العيسائي، أبو فلاح يحيى العلوي، سعيد المقيمي، عادل البلوشي، أبو سلامة ناجي اليعقوبي، يوسف الساعدي، علي العلوي، ناصر سيف الخميساني، أحمد الحوسني، محمد مراد البلوشي، بدر العلوي، سلطان الخميساني، محمد جمعة النعيمي، عزام الروشدي، محمود المخيني، محمد المسكري، عبدالله العلوي، عمر العلوي، عبدالله الفلاسي، أحمد الفلاسي، براء الروشدي، سيف الكلباني، خليفة إبراهيم العلوي.
كلما زارت عيونكم الغالية هذا النظم، وسافرتم بأرواحكم إلى تلك الأيام الجميلة، فلا تنسوني من دعائكم، ولا تنسوا إخوانكم كذلك من الدعاء.
أخوكم / سالم سعيد العلوي.
26/7/2008م.

يَا عُمْرَةً يَا حَنُونَة يَا قَلْعَةً يَا حَصِينَة قَد هَامَ فِيكِ فُؤَادِي وَخَطَّ فِيكِ حَنينَه يَا عُمْرَةً تَتَهَادَى فِي بَحْرِهَا ذِي السَّفِينَة لِلسَّالِكِينَ سَبيلٌ بِهَا تَبَدَّتْ مَصُونَة شِعَارُهَا الْحُلْوُ عَذْبٌ كَالغَيْثِ شَقَّ مُزُونَه إِيَّاكَ نَعْبُدُ رَبِّي وَمِنْكَ نَرْجُو الْمَعُونَة وَنَاصِرُ الْخَيْرِ فِيهَا كَالْلَيْثِ جَافَى عَرِينَه أَبُو خَلِيفَةَ خِلِّي نَفْسِي لَدَيْهِ رَهِينَة أَبُو الْمُثَنَّى حَبِيبٌ إِخْوانُهُ يَعْشَقُونَه أَبُو فَلاَحٍ كَرِيمٌ كَانَتْ لَدَيْهِ الخَزِينَة وَاذْكُرْ أَخَانَا الْمُقِيمِي اِقْرَأْ تَأَمَّلْ عُيُونَه وَعَادِلٌ قَدْ تَبَدَّى بِالطِّيِبِ هَلْ تَعْرِفُونَه أَبُو سَلاَمَةَ خِلٌّ بيبَرْسُ يَنْصُرُ دِينَه وَالسَّاعِدِيُّ مُعِينٌ كَالدَّوْحِ أَرْخَى غُصُونَه وَاذْكُرْ أَخَانَا عَلِيَّا يُحِبُّهُ عَارِفُونَه وَنَاصِراً اِبنَ سَيفٍ أَشَاعَ فِينَا لحُونَه وَالْحُوسَنيَّ أَخَانَا تَكْبِيرُهُ تَسْمَعُونَه مُحَمَّدُ بنُ مُرادٍ بِالْمَاسِ لَوْ تَزِنُونَه وَبَدْرُ أُرْجُوهُ ذُخْراً في المُعْضِلاتِ الحَرُونَة وَفِي التِّلاَوَةِ يُبْدِي سُلْطَانُ فِينَا فُنُونَه وَمِثْلُهُ ابْنُ النُّعَيْمِي عَلَيْهِ تَبْدُو السَّكِينَة عَزَّامُ عَزْمٌ أَكِيدٌ فِيهِ الْمَعَانِي ثَمِينَة وَلِلْمُخَيْنِي سَلاَمٌ قَدْ فَازَ لَوْ تُبْصِرُونَه وَالمَسْكَرِيَّ أَخَانَا اللهَ لاَ تَفْقِدُونَه وَاذْكُرْ عُبَيْداً حَبِيبـي لِلْخَيْرِ مَدَّ يَمِينَه عُمَيرُ ذَاكَ الْمُفَدَّى يُعِينُ وَقْتَ المَعُونَة وَاذْكُرْ عُبَيْدَ الفَلاَسِي فِيهِ كُنُوزٌ دَفِينَة أَخُوهُ أُحْمَدُ خِلٌّ البِشْرُ زَانَ جَبِينَه وَإِنْ ذَكَرْنَا بَرَاءً فَالشِّبْلُ يَحْمِي حُصُونَه وَسَيْفُ يَرْعَاهُ رَبِّي رُوحٌ تَجَلَّتْ فَطِينَة وَأَصْغَرُ الصَّحْبِ حُبِّي فِي الْلِعْبِ أَبْدَى جُنُونَه خَلِيفَةُ العَلَوِيُّ صَغِيرُنَا فِي السَّفِينَة وَبِالطَّوافِ ابْتَدَأْنَا ثُمَّ الْخِتَامُ المَدِينَة فَاقْبَلْ إِلَهِيَ مِنَّا مَكِّنْ لَنَا فِي الْمَكِينَة عَلَى الْحَبِيبِ فَصَلِّ زَعِيمِ دَرْبٍ مَتِينَة مَا أَشْرَقَتْ شَمْسُ صُبْحٍ وَالْخِلُّ نَاجَى قَرِينَه

أخانا وأستاذنا وشاعرنا الكبير الدكتور / سمير العمري حفظه الله ورعاه
بمناسبة عودتكم الميمونة .. أرجو أن تتقبلوا هذه الهدية المتواضعة من قلب محب ..

هَمَى غَيْثٌ فَأَزْهَرَت الرَّوَابِـي وَحَلَّ السَّعْدُ فِي هَذِي الهِضَابِ ِبَمقْدَمِ بَاسِـمٍ طَلـقِ المُحيـا كثيرِ الخيرِ عَفٍّ في الجـوابِ فَأَهْلاً يَا سَميرَ الشِّعْـرِ أَهْـلاً أَطَلْتَ أُخَيَّ فِي هَذا الغِيـابِ قَوافي الشِّعر تُمْطِرُكُم تَحَايا وَتَبْتَهِجُ الحُروفُ بِلا ارْتِيابِ وَنَغْرِفُ مِنْ بُحُورِ الشِّعْرِ مَاءً فُرَاتاً طَيِّباً عَذْبَ الشَّرابِ يَلِينُ لَكَ الكَلامُ بِكُل دَرْبٍ تُنَادِيهِ فَيُسْرِعُ بِالجَوابِ فَتُخْرِجُهُ خَرَاِئَد مُبْهِرَاتٍ لأَرْبَابِ الحِجَى أَهلِ الُّلبَابِ سَميرَ الشِّعْرِ يَا مَلِكَ القَوَافي إِيَابُكَ عِنْدَنا خَيْرُ الإِيابِ فواحتكم يُزَيِّنٌها سُرورٌ بِمَقْدَمِ فَارِسٍ عَالي الجَنابِ نرددها لكم أهلا وسهلا وننشدها بألحان عذاب

إلى الحبيب البعيد القريب..
حينما أتنفس نسيم الشوق إليك..
يهيج الخاطر .. وتنسلُّ المشاعرُ من دم الفؤاد .. فينسكب الحبر ..

إِذَا قِيلَ مَنْ مَنْصورُ قُلْتُ الذِي لَهُ بِقَلْبِي مَقَامٌ في المَحَبَّةِ أَرْفَعُ إِذَا قِيلَ مَنْ مَنْصُورُ قُلْتُ الذِي لَهُ وَجِيبُ فُؤَادِي حِينَ يُذْكَرُ يُسْمَعُ إِذَا غَابَ عَنِّي فَهْوَ في القَلْبِ سَاكِنٌ لَهُ في فُؤَادِي مُسْتَرَاحٌ وَمَرْبِعُ تُذَكِّرُنِي فِيهِ أَسَارِيرُ وَجْهِهِ فَيَالَكِ مِنْ ذِكْرَى تَطِيبُ فَتُمْتِعُ تُنَاجِي حَنَايا الرُّوحِ فِيهِ مَشَاعِرٌ فَنَفْسِي إِلىَ نَفْسِي تَؤُوبُ وَتَرْجِعُ وَتَشْتَاقُهُ عَيْنِي وَيَرْحَلُ خَاطِرِي لِلُقْيَاهُ أَهْفُو دَائِماً أَتَطَلَّعُ وَهَذِي مَعَانٍ صَاغَهَا قَبْلُ شَاعِرٌ تُتَرْجِمُ وَصْفاً لِلْحَبِيبِ فَتُبْدُعُ ( عَفَافٌ عَلَى وَجْدٍ وَعَفْوٌ بِقُدْرَةٍ وَجَاهٌ وَلَكِنْ لَمْ يُدَنِّسْهُ مَطْمَعُ) ( وَخَفْضٌ عَلَى رَفْعٍ وَتَلْيينُ مَنْطِقٍ عَلَى أَنَّهُ لَلصَّلْدُ في الحَقِّ يَصْدَعُ) ( وَقَدْرٌ تَمَنَّى النَّجْمُ نَيْلَ مَحَلِّهِ فَكَيْفَ تَرَى مَنْ في الثَّرَى فِيهِ يَطْمَعُ) فَإِنْ فَرَّقَتْنَا يَا صَفِيُّ مَواطِنٌ فَفِي دَعْوَةٍ بِالغَيْبِ يَا خِلُّ مَفْزَعُ تَذَكَّرْ أَخَاً قَدْ أَرَّقَ الهَجْرُ عَيْنَهُ وَيَدْعُو لَعَلَّ اللهَ في الخُلْدِ يَجْمَعُ سَلامٌ عَلَى أَرْضِ الشَّهَامَةِ مَا بَدَا ضِيَاءٌ يُنيرُ الأُفْقَ وَالشَّمْسُ تَطْلُعُ سَلامٌ عَلَى أَرْضِ الشَّهَامَةِ مَا جَرَتْ عَلَى خَدِّ أَهْلِ اللهِ في الليْلِ أَدْمُعُ ( وَأَزْكَى سَلامٍ مِنْ سَلِيمِ مَوَدَّةٍ عَلَيْكَ بِرَيْحَانِ الرِّضَى يَتَضَوَّعُ)

* هو الشاعر القاضي إبراهيم الرياحي التونسي ( ت: 1266 هـ).

شَوْقٌ وَتَحِيَّة

أَبَتي يَا لُطْفي اليَاسِيني الشَّوْقُ إِلَيْكُمْ يَكْويني إِنِّي أَعْشَقُكُمْ وَكَفَانِي فَهَوَايَ اليَوْمَ فِلِسْطيني أَنْتُمْ رُوحِي أَنْتُمْ قَلْبِي وَدَمٌ يَجْرِي بِشَرَاييني يَا أَبَتِي حُبُّكُمُ دِينٌ حُبُّ الأَقْصَى لُبُّ الدِّينِ مَهْمَا طَالَ الليْلُ سَيَأْتي فَجْرُ العِزَّةِ والتَّمْكينِ وَالظَّلْمُ وَإِنْ طَالَ مَدَاهُ فَغَداً سَيُغَادِرُ بِيَقينِ أَلْمَحُ عِزَّتَنَا فِي طِفْلٍ يّأْبَى أَنْ يَرْضَى بِالدُّونِ يَأْسِرُنِي شَيْخٌ لا يُسْلِمُ لِلْغَاصِبِ وَهْوَ ثَمَانيني لا تَجْزَعْ يَا قُدْسُ فَإِنَّا نَقْتَصُّ غَدَاً مِنْ مَأْفُونِ وَسَتَعْلُوا الرَّايَةُ فِي عَلْيَاكَ نُجَدِّدُ ذِكْرَى حِطِّينِ سَلَّمَكَ الله أَيا أَبَتي يَا مِلْءَ فُؤاَدِي وَعُيُونِي دُمْ فِي خَيْرٍ دُمْ فِي فَضْلٍ تَفْدِيكَ شِمَالِي وَيَمِيني

إلى حبيبة قلبي وقلوب الملايين وهي في محنتها
بعض مشاعر أصبح بها وأمسي ، امتلأ بها الفؤاد فسكبتها الحروف
واجتهدت أن أجعلها كلمات سهلة التراكيب، طيِّعَة للحن، غير عصية على الحفظ، ليصدح بها الصادحون، وينشدها المنشدون، لعلّ الله ينفع بها ..

يَا غَزَّةُ يَا غَضَبَ اللَّهِ هُبِّي هُبِّي وَعَلَى رَأْسِ عَدُوِّ اللهِ صُبِّي صُبِّي لِنِدَاءِ النُّصْرَةِ أُمَّتَنَا لَبِّي لَبِّي لا تَنْتَظِرِي شَيْئًَا مِنْ شَرْقٍ أَوْ غَرْبِ

قُومِي وَانْتَفِضِي قُومِي يَنْصُرْكِ الله

يَا غَزَّةُ يَا فَجْرًا يَبْسِمُ لِلأَكْوَان يَا غَزَّةُ يَا حُلْمَ النَّصْرِ عَلَى الشَّيْطَان بِصُمُودِكِ عَلَّمْتِينَا يَوْمَ الفُرْقان أَنَّ العِزَّةَ تَأْتِينَا بِهُدَى القُرْآن

أَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ أَخْبَرَنَا الله

يَا غَزَّةُ يَا دَرْبَ الأُمَّةِ لِلتَّحْرِير يَا مِئْذَنَةً تَعْلُو تَصْدَحُ بِالتَّكْبِير مَا عَادَ لأَمْرِيكَا فِينَا أَمْرُ التَّغْيِير فَاسْتَيْقِظْ يَا غَافِلُ مِنْ هَذَا التَّخْدِير

التَّغْييرُ بِأَنْ نَمْتَثِلَ لأَمْرِ الله

يَا غَزَّةُ يَا نُورَ الدُّنْيَا الله الله يَا ثَاقِبَ نَظَرٍ في الرُّؤْيَا مَا شَاءَ الله يَا عِشْقًا يَمْلأُ وُجْدَانِي أُقْسِمُ بِالله سِيري لا تَخْشَيْ كُفْرًا يَرْعَاكِ الله

وَالنَّصْرُ قَريبٌ يَا أَمَلِي إِنْ شَاءَ الله

كتبت على عجالة وهي قابلة للتعديل إن شاء الله
اللهم يا ذا الجلال والعزة .. انصر إخواننا في غزة

الله أكبرُ
إِنَّ نَصْرَ اللهِ قَادِمْ
يَا كُلَّ خَوَّانٍ وَآثِمْ
يَا الرَّاقِصُونَ عَلَى الجِرَاحِ
يا البَائِعي دَمِنَا لِمَصَّاصِ الدِّمَاءْ
لِلحَيَّةِ الرَّقْطَاءِ تَنْهَشُنَا وَمَا فيكُمْ غَيورْ
يَا كُلَّ خَوَّانٍ وَآثِمْ
يَا مَنْ طَعَنْتُمْ في الخَوَاصِرِ والظُّهُورْ
تَتَنَزَّلُ اللَّعَنَاتُ مِنْ رَبِّ السَّمَاءْ
عَلَيْكُمُ في كُلِّ صُبْحٍ أَوْ مَسَاءْ
عَدَدَ العَذَابَاتِ التي صُبِّتْ عَلَى رَأْسِ الطُّفُولَة
وَالأُمُّ تَحْتَ القَصْفِ تَفْقِدُ طِفْلَهَا في حُضْنِهَا
تَتَحَجَّرُ الآَهاتُ فِيها وَهِيَ عَاجِزَةٌ كَلِيلَة
بُوؤوا بِكُلِّ الخِزْيِ يَا بَعْضَ الزُّبَالَةِ والقُمَامَة
وَدَعُوا القَرَارَ لأَهْلِهِ أَهْلِ العَزِيمَةِ والكَرَامَة
هُمْ مَنْ يُقَرِّرُ لَيْسَ أَنْتُمْ إِنْ تَمَخَّضَتِ الأُمورْ
أَنْتُمْ حِذَاءٌ لِلْيَهُودِ وَهُمْ لَنَا عِزٌّ وَهَامَة
* * *
يَا قَوْمُ إِنَّ النَّصْرَ قَادِمْ
وَاللهِ إِنَّ النَّصْرَ قَادِمْ
وَاللهِ إِنَّ النَّصْرَ قَادِمْ
في غَزَّةِ الأَحْرَارِ في غَزَّةِ هَاشِمْ
فُهَنَاكَ تَصْنَعُهُ العَزَائِمْ
مِنْ فِتْيَةِ القَسَّامِ عُنْوانِ البُطُولَةِ والمَلاَحِمْ
مِنْ كُلِّ وَضَّاءِ الجَبينِ وَسَاجِدٍ لِلهِ صَائِمْ
مِنْ فِتْيَةٍ قَدْ أَيْقَنُوا بِالله في زَمَنِ المَلاَحِدَةِ الكِبَارِ
وَقَاوَمُوا الإِعْصَارَ رُغْمَ المُرْجِفِينَ وَكُلِّ طَاغُوتٍ وَظَالِمْ
قَدْ مَرَّغُوا رَأْسَ المُكَابِرِ في التُّرَابْ
وَحَطَّمُوا حُلْمَ الصَّهَايِنَةِ الكِلاَبْ
وَقَفُوا لَهُمْ في كُلِّ زَاوِيَةٍ وَبَابْ
أَهْدُوهُمُ المَوْتَ الزُّؤَامَ بِلا ارْتِيَابْ
هُمْ كَالنُّمُورِ وكَالأُسُودِ يُزَمْجِرونْ
في كُلِّ نَاحِيَةٍ تَرَاهُمْ يَهْدِرُونْ
في خَانِ يُونُسَ والبُرَيْجِ وَفِي رَفَحْ
في سَاحَةِ التُّفَّاحِ والزَّيْتُونِ في دَيْرِ البَلَحْ
الله أَكْبَرُ أُمَّتِي
الدَّرْبُ للنَّصْر اتَّضَحْ

إلى العاملين على الزكاة في بلادي .. وفي كل ديار المسلمين ..
رسالة حب وتقدير .. وشدٍّ على الأيادي ..

صَرْحُ الزَّكَاة

قُمْ بِالزَّكَاةِ وَحَصِّنِ البُنْيَانَا وَارْفَعْ صُرُوحَكَ وَطِّدِ الأَرْكَانَا فَهِيَ النَّمَاءُ إِذَا أَرْدتَ تَقَدُّمًا وَهِيَ الطَّهَارَةُ تُذْهِبُ الأَدْرَانَا هِيَ فِي حِمَى الإِسْلاَمِ رُكْنٌ رَاسِخٌ كَالشَّمْسِ نُورًا كَالشُّمُوخِ بَيَانا فَبِهَا نَمُدُّ يَدًا لِقَلْبٍ مُوجَعٍ وَنُحَارِبُ الأَتْرَاحَ وَالأَحْزَانَا وَنُقيمُ في الدُّنْيَا رِبَاطَ مَوَدَّةٍ يُدْنِي الغَنِيَّ مِنَ الفَقيرِ مَكَانَا فَتَرَى القُلُوبَ وَقَدْ تَعَاظَمَ وُدُّهَا تَهْوَى الإِخَاءَ وَتَمْقُتُ الأَضْغَانَا يَا سَائِلِي عَنْ سِرِّهَا عنْ سِحْرِهَا عَنْ عِطْرِهَا وَقَدِ انْتَشَى فَتَّانَا قَدْ كَسَّرَتْ فِينَا مَخَالِبَ شَهْوَةٍ فَأَفَاقَ مِنْ حُبِّ الرَّخِيصِ هَوَانَا وَتَفَتَّحَتْ عَيْنٌ لِتُبْصَرَ مَشْهَدًا عَنْهُ هَوَى اللَذَّاتِ قَدْ أَعْمَانَا جُوعَ الفَقيرِ وَعُرْيَهُ وَسِقَامَهُ يَبْكِي وَيَشْكُو ضَيْعَةً وَهَوَانَا وَتَراهُ فِي النِّسْيَانِ يَمْضِي يَنْزَوِي يَطْوِي أَسَاهُ وَيَجْرَعُ الحِرْمَانَا لا أَمْسُهُ المَاضِي يُجَدِّدُ عَزْمَهُ لا يَوْمُهُ الآتِي بَدَا مُزْدَانَا أَوْلاَدُهُ مِنْ أَيْنَ يُطْعِمُهُمْ وَمَا فِي الدَّارِ قُوتٌ يُسْعِفُ الجَوْعَانَا وَتَمَزَّقَتْ أَسْمَالُ طِفْلَتِهِ وَمَا شَيْءٌ سِوَى مَا يَحْرِقُ الوِجْدَانَا تَرْنُو إِلَيْهِ بِنَظْرَةٍ رَقْرَاقَةٍ وَبَرَاءَةٍ تَسْتَنْطِقُ الخُرْسَانَا فِي بَيْتِهِ ضَرَبَ البَلاَءُ بِفَأْسِهِ هَدَّ الأَسَاسَ وَحَطَّمَ الجُدْرَانَا يَا أَيُّهَا السَّاهِي أَفِقْ مِنْ غَفْلَةٍ وَأَغِثْ أَخَاكَ وَحَقِّقِ الإيِمَانَا لَوْ أَنَّ فَضْلَ المَالِ تُنْفِقُهُ لَمَا عَانَى الفَقِيرُ مِنَ البَلاَءِ زَمَانَا فَأَغِثْهُ تَرْقَ إِلَى المَعَالِي رُتْبَةً وَتَنَلْ غِنَىً وَتُحَقِّقِ الرِّضْوَانَا صَرْحُ الزَّكَاةِ بِهِمَّةِ الأَخْيَارِ قَدْ وَافَى كَمَالاً وَارْتَقَى وازْدَانَا هُوَ فِي بِلاَدي قَدْ سَمَتْ رَايَاتُهُ بِذَوي التُّقَى بِالأَرْفَعِينَ مَكَانَا بِالْمُخْلِصِينَ عَلَى الدَّوامِ شِعَارُهُمْ بَذْلٌ وَعَزْمٌ ثَابِتٌ مَا لانَا هُمْ يَا دِيَارَ الخَيْرِ غَرْسُكِ أَبْشِرِي بِالبِرِّ مِنْهُمْ مَاطِرًا هَتَّانَا سَيْلُ الزَّكَاةِ هُنَا تَطَاوَلَ مَدُّهُ فَاعْشَوْشَبَ الوَادِي غَدَا رَيَّانَا شُدُّوا الأَيَادِي أَيُّهَا الأَحْبَابُ فِي عَزْمٍ قَوِيٍّ يَنْصُرُ الأَوْطَانَا هَذَا سَبِيلُ الخَيْرِ فَالْتَحِقُوا بِهِ واللهُ فِي دَرْبِ الهُدَى يَرْعَانَا

غيّب هادم اللذات اليوم حبيبا من ساكني الفؤاد.. بعد صراع مع المرض دام زهاء الشهر ..
ما علمته إلا شعلة إيمان .. وخلاصة نصح لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم .. وطاقة حب عز نظيرها ..
إنه الدكتور أبو عمر خالد بن عبد الرحمن الرئيسي العماني .. رحمه الله رحمة واسعة .. وأسكنه الفردوس الأعلى.
فلله ما أعطى .. وله ما أخذ .. وكل شيء عنده بأجل سبحانه ..
وإن العين لتدمع .. وإن القلب ليحزن .. وإنا على فراقك يا أبا عمر لمحزونون ..
ولا نقول إلا ما يرضي ربنا .. إنا لله وإنا إليه راجعون.

يَا أَيُّهَا المَوْتُ رِفْقًا هَدَّنِي الخَبَرُ وَجَمْرَةُ الحُزْنِ فِي جَنْبَيَّ تَسْتَعِرُ وَأَسْبَلَ الدَّمْعُ مِنْ عَيْنَيَّ مُشْتَعِلاً وَفي الكَيَانِ سُعَارٌ كَادَ يَنْفَجِرُ يَا نَاعِيَ النُّورِ رِفْقًا فَتَّ فِي كَبِدِي الذي تَقُولُ فَهَلْ حَقًّا هَوَى القَمَرُ هَلِ الرَّئِيسِيُّ رَأْسُ الخَيْرِ وَدَّعَنَا وَا حَرَّ قَلْبَاهُ إِنَّ القَلْبَ مُنْفَطِرُ قُلْ رُبَّمَا كَيْفَ قُلْ لا .. أَحْرُفِي ارْتَعَشَتْ مَا عُدْتُّ أَعْرِفُ مَا أُبْدِي وَمَا أَذَرُ رِفْقًا فَوَ اللهِ حَارَ الفِكْرُ فِي خَلَدِي وَالطَّرْفُ وَيْحِيَ مُذْ أُخْبِرْتُ مُنْكَسِرُ يَا قَلْبُ هَذَا قَضَاءُ اللهِ فَارْضَ بِهِ وَلَيْسَ مِنْ حِيلَةٍ إِنْ يَنْزِلِ القَدَرُ يَا خَالِدَ الخَيْرِ يَهْوَاكَ الفُؤَادُ هَوًى مَا عَادَ عَنْ أَعْيُنِ الأَشْهَادِ يَسْتَتِرُ قَدْ كُنْتَ يَا خِلُّ رُوحَ الرُّوحِ فيِ عَمَلٍ يُهْدَى إِلَى النَّاسِ فِيهِ الطِّيبُ والثَّمَرُ تُقَاتِلُ النَّاسَ بِالحُبِّ الجَمِيلِ فَلاَ حِقْدٌ يَسُودُ وَلاَ ضِغْنٌ وَلاَ كَدَرُ وَتَنْصُرُ الحَقَّ لاَ تَرْضَى مُسَاوَمَةً وَكُنْتَ تُوقِنُ أَنَّ الحَقَّ مُنْتَصِرُ حَدِيثُكَ الشَّهْدُ إِيمَانٌ وَمَرْحَمَةٌ نَهْرٌ مِنَ الحُبِّ عَذْبٌ بَاسِمٌ نَضِرُ إِذَا ضَعُفْتَ تَزَوَّدْ مِنْ أَبِي عُمَرٍ بِزَادِهِ يَسْهُلُ التِّرْحَالُ وَالسَّفَرُ يُهْدِيكَ مِنْ قَلْبِهِ المَوَّارِ هِمَّتَهُ فَيَبْرُقُ العَزْمُ إِذْ يَسَّاقَطُ المَطَرُ طِبْ مَيِّتًا يَا حَبِيبي مِثْلُكُمْ قَمِنٌ أَنْ يَطْمَئِنَّ فَإِنَّ الحُورَ تَنْتَظِرُ مَنْ جَدَّ بِالسَّعْيِ فيِ الدُّنْيَا لآخِرَةٍ يَنَلْهُ مِنْ رَبِّهِ الإِكْرَامُ وَالظَّفَرُ

العبد الكئيب المحزون
سـالـم بن سعيد العـلـوي
2/6/1430هـ الموافق 27/5/2009م

إلى الأخوة الأحبة الكرام .. والأخوات الكريمات الفاضلات الطيبات ..
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال
ومبارك عيدكم إن شاء الله ..
وكل عام وأنتم بخير
وتقبلوا مني هذه المعايدة الخاصة لكل واحد منكم ومنكن مع خالص الحب والتقدير.

الشِّعرُ في العيدِ عَافَ الحُزْنَ فَابتَهَجَا وَنُورُهُ فِي سَمَا الأَرْوَاحِ قَدْ عَرَجَا وَصَامَ عَنْ كُلِّ لَفْظٍ كَانَ يُدْمِنُهُ وَصَارَ لِلذِّكْرِ والتَّسْبيحِ مُنْتَهِجَا وَأَرْسَلَ الشَّوْقَ لِلأَحْبَابِ مُؤْتَلِقًا لَعَلَّهُ يُسْعِدُ الأَرْوَاحَ وَالمُهَجَا مَنْ كَانَ فِي شَهْرِهِ الرَّحْمنُ غَايَتُهُ فَيَا هَنَاهُ فَقَدْ حَازَ الرَّجَا وَنَجَا تَرَاهُ فِي العِيدِ مَسْرُورًا وَمُنْشَرِحًا تَشُمُّ فِي جَانِبَيْهِ الطِّيبَ والأَرَجَا أَفْرَاحُهُ - وَعْدُ رَبِّ النَّاسِ- غَامِرَةٌ طَلْقَ المُحَيَّا تَرَاهُ بَاسِمًا هَزِجَا يَا رَبُّ وَاجْعَلْ لَنَا الفِرْدَوسَ خَاتِمَةً وَاجْعَلْ لَنَا بَابَكَ الرَّيَّانَ مُنْعَرَجَا نَلْقَى هُنَاكَ حَبِيبَ اللهِ مِنْ يَدِهِ نُسْقَى فَنَرْقَى وَنَنْسَى الهَمَّ والحَرَجَا آمِينَ آمِينَ قَدْ صِرْنَا نُرَدِّدُهَا آمِينَ آمِينَ نَرْجُو الفَتْحَ والفَرَجَا

إلى الإمام عبد الحميد الفراهي

يسر الله لي كتابة رسالة في الماجستير عن أحد أئمة التفسير الكبار المغمورين، وهو الإمام عبد الحميد الفراهي طيب الله ثراه، من بلاد الهند، وقد عاش في الفترة ما بين ( 1280 هـ الموافق 1863 م ) إلى ( 1349 هـ الموافق 1930 م)، وفي نهاية الدراسة التي قمت بها، وجدت القريحة تدعوني لهذه الأبيات، سائلا الله تعالى أن يشفعه فيَّ، وأن يجمعني به في مستقر رحمته، إنه سميع مجيب.
وقد اخترت أن أنشر القصيدة اليوم لأستمطر دعاءكم لي بالتوفيق فغدا أناقش الرسالة بإذن الله في جامعة الشارقة.

القَلْبُ سَافَرَ في التَّارِيخِ مُنْبَهِرا يَقُودُهُ الشَّوْقُ لِلنَّجْمِ الذِي ظَهَرَا إِلَى الفَرَاهِيِّ يَا أَفْرَاحَ قَافِيَتِي ذَاكَ الذِي دَوْلَةَ القُرْآنِ قّدْ نَصَرَا رَأَيْتُهُ وَهْوَ طِفْلٌ شَبَّ مُرْتَبِطًا بِمُحْكَمِ الذِّكْرِ يَتْلُو الآيَ والسُّوَرَا كَانَ الأَنيسَ لَهُ في كُلِّ حَالَتِهِ كَانَ الدَّوَاءَ وَكَانَ النَّافِحَ العَطِرَا مِنْ أَجْلِهِ صَارَ حَرْفُ الضَّادِ يَعْشَقُهُ وَلِلْعُرُوبَةِ صَارَ الغَيْثَ مُنْهَمِرا يَرْوي الحَدَائِقَ مِنْ حُبٍّ وَمِنْ شَغَفٍ حَتَّى رَأَيْتَ نَبَاتَ الرَّوْضِ مُزْدَهِرا عَاشَ التَّوَاضُعَ سِرْبَالاً يَلُوذُ بِهِ وَلَمْ أَجِدْهُ بِدُنْيَا النَّاسِ مُفْتَخِرا كَانَ التَّقِيَّ النَّقِيَّ اللهُ غَايَتُهُ لِسَانُ مَنْ قَدْ رَآهُ رَبَّهُ ذَكَرَا كَأَنَّهُ نَفْحَةٌ مِنْ طُهْرِ أُمَّتِنَا أَلْقَى عَلَى الأَرْضِ ذَاكَ الطُّهْرَ فَانْتَشَرا رَأَيْتُهُ وَهَوَى الإِسْلاَمِ يَمْلَؤُهُ يَطُوفُ مَكَّةَ أَوْ يَعْلُو الشَّآمَ ذُرَى وَفِي طَرَابُلْسَ صَاغَ الشَّوْقَ أُغْنِيَةً يَسْتَمْطِرُ النَّصْرَ مِنْ مَوْلاَهُ والظَّفَرَا وَفِي الكِنَانَةِ أَرْوَاحٌ وَأَفْئِدَةٌ هَوَاهُمُ مَلأَ الأَسْمَاعَ والبَصَرَا يَا فَارِسَ العِلْمِ قَدْ طَوَّفْتَ تَنْشُرُهُ بَيْنَ الأَنَامِ حَثِيثَ الخَطْوِ مُبْتَدِرا فَفِي سَرَيْمِيرَ أَسَّسْتَ الهُدَى فَسَرَتْ نَسَائِمُ النُّورِ تَرْوِي الفِكْرَ والنَّظَرَا هُنَاكَ مَدْرَسَةُ الإِصْلاَحِ شَاهِدَةٌ بِأَنَّ دَرْبَكَ كَانَ الزَّاهِرَ النَّضِرَا وفي عَلِيكَرَةٍ أَهْدَيْتَ فِتْيَتَهَا دَعَائِمَ الحَقِّ إِذْ قَاوَمْتَ مَا كَدُرَا وَحَوْلَهَا مُدُنٌ في الهَنْدِ قَدْ شَرُفَتْ بِأَنَّكَ الشَّمْسَ فِيهَا كُنْتَ والقَمَرَا يَا رَافِعًا رَايَةَ القُرْآنِ خَافِقَةً رَيَّانَةَ العُودِ تَهْدِي العُمْيَ والبُصَرَا عَلَّمْتَنَا أَنَّ هَذَا الذِّكْرَ مُحْكَمَةٌ آيَاتُهُ بِنِظَامٍ يَكْشِفُ العِبَرَا مَنِ ابْتَغَاهُ أَنَارَ اللهُ نَاظِرَهُ أَصَابَ كَنْزًا مِنَ القُرْآنِ مُسْتَتِرا أَيَا فَرَاهِيُّ يَا حُبًّا أَلُوذُ بِهِ لَكَ الوِدَادُ وَأُخْفِي فَوْقَ مَا نُشِرا لَعَلَّنِي يَوْمَ حَشْرِ النَّاسِ مُعْتَصِمٌ بِحُبِّكُمْ رَاجِيًا أَنْ أَبْلُغَ الوَطَرَا يَا رَبُّ فَارْحَمْ عُبَيْدًا جَاءَ مُعْتَذِرًا يَا رَبُّ فَاغْفِرْ لَنَا مَا قَدْ مَضَى وَجَرَى