|
عبثاً اُحـــــاولُ اَكْــــــتمُ الأســـرارا |
خوفاً ودفعَ وشـــايةٍ ووقــــــــارا |
لكنّما العُذّالُ كلٌّ نــاشـــــــــــــــــطٌ |
بشباكه يتصيّدُ الاخبــــــــــــــارا |
و الحاسدون اذا التقينا خفيـــــــــــةً |
قطعوا المدى و تسـلقوا الاسوارا |
و الذنبُ ذنبــي أنني نبّهتُهــــــــــــم |
لهَفُ المحبِّ يمزّق الأســـــتـــارا |
طالت حكايتُنا و أفرع ساقُهـــــــــا |
ما كــلُّ ما فوق التراب يُوارَى |
ضاقت بنا الدنيا و ضاق فضاؤهـا |
مَنْ ذا لعمركِ يدفـــــــعُ الاقدارا |
لــو كان يجدي أن أبيّن حجتــــــي |
او كان ينفع أخـــــلقُ الاعـــذارا |
و لقد علمتِ بأنني حـَــــــبرٌ اذا |
رَكبَ القريضَ تقدّمَ الاحبـــــــارا |
قد كان لي عرشٌ هناك.. أضاعه |
أني تركتُ لشأنـــــِــه الأغيارا |
و لقد رُئيتُ و رايتي منشــــــورةٌ |
حتى طَويتُ بظلهــــــا الامـصارا |
سَألمُّ أشتاتي و أقصدُ ذا يــــــــــدٍ |
جَمَعَتْ عليهِ قُضـــاعــةً و نــزارا |
لا تجزعي كلٌّ يجرّب حظــــَّــــه |
و لربّما دالَ الزمـــــــــانُ ودارا |
ما طاب عيشي في الـوداعةِ مـرةً |
إلّا ركبتُ لأجــلــه الاخطــــــــارا |
هاتي حصاني و اسرجي لي ظهرَه |
ما زال ويْحَــــكِ يعشقُ الأسفـــارا |
نِعْمَ الصُويحبُ حين أطلبُ صحبـةً |
عـافَ الورى واستكبرَ استكبـــارا |
حرّكتُ صوبَ النخلتين لجامــــَـــه |
فاشتدّ ظَـهراً و استخفّ و طــارا |
وحشٌ طريقي غيرَ أّنيَ باســــــــلٌ |
أوَليسَ عيبـاً انْ اخـــافَ و عــارا ؟ |
أرجو السلامةَ فانتهجتُ طريقَهـــا |
و اللهَ ادعـو الـواحدَ القهــــــّــــارا |
سيْفي يقيني و الرجـــــــاءُ مجنّتي |
وجعلتُ عوذيَ أن أضــلَّ دثــــارا |
يا ويحَ احلامي وويحَ بريقِهــــــــا |
صدّقتُ حقــــاً أنْ أراه جهــــــارا |
مِنْ آلِ مكتومٍ تَطاولَ مجـــــدُهم |
حتى لكــادَ يزاحمُ الأقمــــــــــارا |
رجلٌ اذا هَتَفَ الطعانُ أجابــَــــــه |
وأثَارَ ساعةَ ما يقـومُ غبـــــــارا |
واذا استقام تدفّقتْ اشياعــُــــــــــه |
حتى حسبتَ وفودَهم انهــــــــارا |
سبقتْ مهابتُه السيوفَ و فتكَهـــــا |
فَمِنَ المهابةِ مَــن يــــــلوذ فرارا |
و اذا انتضى ملأ المكانَ زئيـــرُه |
و سمعتَ ويكَ لِمَنْ سِواهُ خـــوارا |
واذا تقحّمَ ثــلـــــــةً بسلاحـــه |
تركوا القنا واستنصـــرواالأنصارا |
و مخضّبٍ بدمٍ و أبيضَ واضـــحٍ |
كمْ كان برداً في العطاء و نـــــارا |
يعطي الذين تعطشــوا لحتوفهــــم |
بدلَ الكؤوس من الحتوف جرارا |
و ينيلُ ذا شعثٍ تفــــــــرّق شَعرُه |
أمنـــــــًا و ظلاً وارفاً وجـــوارا |
إنْ كان صعباً أنْ أراكَ لمـــــــرّةٍ |
إني رأيتُك في الصنيع مـــــرارا |
مُلكاً و شعباً سائداً و حضــــــارةً |
ما كان مِنْ أمثالهـــا أو صــــارا |
وظعينةً شدّت حبائلَ ظعنهــــــــــا |
و تدرّعت ببواسلٍ و غيـــــــارى |
جَعَلَتْ تُطوِّفُ في البـــلاد و تنتقي |
مِنْ كلِّ مصرٍ حليـــةً و ثمــــــارا |
و العاشقون على الدروب تألــّــفوا |
جيشاً يتابع ظلّها جـــــــــــــــرّارا |
فعساكرٌ مصفوفة و كتائـــــــــــبٌ |
و مسلـِّـمون بأمرها و أســــــارى |
تنهى و تأمر لا تملُّ كأنهـــــــــــا |
ســلطانـــةٌ و تــــــــوزّع الأدوارا |
جاوزتُ من أحراسها ذا فطــــــنةٍ |
خَبِرَ السراةَ و جرّب الأخيــــــارا |
اُدخلْ بقلبك يا لقلبك إنـــــــــــــــه |
سيكون عند لقائها أشطــــــــــارا |
حَضَريّةٌ بدويـــــــــــــّـــــٌة جنيـةٌ |
حُمِّلتُ من شغفي بهـــــــا أوزارا |
حَمَلتْ عليَّ بدلـِّـهـــــــا و دلالـها |
فنسيتُ وجهاً في الشــــآم و دارا |
وجلســــتُ أبكمَ عندها تلك التي |
قد كاد يُنطِقُ سحرُها الأحجــــارا |
مالي و للدنيا تغطـَّـشَ ليلـُـهـــــــــا |
إمّا حُبيتُ بنظرةٍ أسحـــــــــارا |
ألقيتُ عن كتفي الظلامَ و ســاقني |
نورٌ تفتـَّـقَ كالضحى أنـــــــــوارا |
و إذا الكبارُ تعهـَّـدوا مَنْ تحتـَـهــم |
ألفيتَ مَنْ تحتَ الكبار كبـــــــــارا |
جَهِدَ العِدا ألا يــــروكِ عَليـــــِّــــة |
ما طالَ شمساً مَنْ عصـى أو ثــارا |
وَ لَوَ انّ شيئاً من ضيائك مسـَّــهمْ |
تركوا الجحورَ و فارقوا الاوكـــارا |
يا ذا الشرى و العادياتِ قوارحــا ً |
و الخافقاتِ على الـــذرى أبكـــــارا |
مَنْ ذاك فوق الموج دوَّنَ مجـــدَه |
رغمَ الأنوفِ و سطـّر الأسطـــــارا |
لم ترضَ إذ عانى العِظامُ و حاولوا |
حتى تركتَ عناءَهم تذكــــــــــارا |
و الفكرُ إنْ يكُ عندهمْ قيثــــــــارة ً |
فلقد خُلِقتَ لتضربَ الاوتــــــــارا |
و إذا الملوكُ تعرّقتْ راحــــــاتُهم |
أسروا النهى و استعبدوا الأحرارا |
أدمنتَ تــبذلُ لا تكفُّ كأنمــــــــا |
يدُكَ الغمامة تبذلُ الأمطــــــــــارا |
أشملتَ نائلكَ البعيدَ فمَنْ لـــــــــه |
ألاّ يرى وقتَ النهار نهــــــــــــارا |
قد أربكَ الشعراءَ أنك شاعـــــــرٌ |
حَبَسَ البيانَ و أطلقَ الأشعـــــــــارا |
دعهمْ لعمرك إنّ روضـــاً طيـِّـبا |
يلدُ الزروعَ و ينجبُ الأشــــــجارا |
و مَنِ اقتنى زهرا تفقدّه ومـــَـــنْ |
طَلَبَ الرحيق تخيَّرَ الأزهــــــــارا |