|
واحُــــرقةً في الأضـــــلاعِ والكـبِدِ |
من غــــربةِ الذكــــرياتِ والولـــدِ |
عدَدتُ أيامَــــها على عَـجَـــــــلٍ |
واليــومَ لا حَــــولَ لي على العـــددِ |
مُـبــــــرَّحٌ لا يقِـــرُّ لي جسَــــــــدٌ |
كيف قراري والشـوكُ في جســـدي |
وخــــافقٌ في الضـــــلوعِ مستعرٌ |
نِيـــطَ بحبل يشـــــدُّ من مَسـَــــــــد |
يقول صحبي صبراً على مضضٍ |
وليس لي من صـــــــبرٍ ولا جَلَـــــدِ |
وكم تجـــــلَّدتُ حِــــينَ بنتُــــــهمُ |
والقلبُ مخلـــــوعُ الطُّنْبِ والوتـــــدِ |
ودّعـتُـهم بابتســـــامةٍ شَــــحَبتْ |
أردتُهـــــا والشــــــــــفاهُ لم تُـــــرِدِ |
كأن عيني غـــــــداة مُــــرتحلي |
رمــــداءُ لم تشــــكُ قبلُ من رَمَـــــدِ |
أنظـــــــرُ فيهــم بعينِ مقتـــرِبٍ |
وهْي من الدمـــــــــــعِ عيــــنُ مبتعِدِ |
غشـــــــاوةٌ بلَّلتْ نواظـــــــرَها |
كعتمةِ الغيــــمِ والأديــــــمُ نَــــــــــدي |
حبستُ ســـــيلَ الدمـوعِ مجتهداً |
والســــــــــــيلُ قد فـاق درءَ مجتهِدِ |
وربما بعضُ الدمــــعِ غـــــافلني |
فأســـــــــبلُ العينَ تحت كُمِّ يــــــدي |
وكم وعـــدتُ الحــبيب بعد غــــدٍ |
وكذّب الدهــــــرُ مــــوعدي وغدي |
قد يئســــــوا من إيـــــابِ والدهم |
يأسَ طبيبٍ من بُـــــــرْءِ ملتَحَـــــدِ |
كم ســـــــألوني عن عودتي قِدَماً |
واليومَ لا ألفى السُّــــــؤْلَ من أحـدِ |
حتى صـــغيري اللحــــوحُ منكفئٌ |
مَــلَّ ســـــــؤالي دومــاً فلم يُعِـــــدِ |
آه بنــــــيَّ الحــــبيبَ معـــــــذرةً |
فما أطيقُ الصـــــــدودَ من ولــــدي |
فلا تُشِــــــــحْ وجهَك الجميلَ ولا |
تحُـــــزَّني بالفـــــــــراقِ والكمَــــدِ |
حسبي اغترابي وبؤسُ فاجعتي |
من شِـــــقوتي في النهــــــارِ والكَـــدَدِ |
ووحشــــــةُ الليلِِ منك يا قمري |
وقُــرحةُ الجفنِ فيه بالســــهُدِ |
فلا تلُمْني إذا الزمـــــــــانُ وَنى |
فلســتُ يومــــــــاً عنكـــم بمُـتـئد |
إنْ شــــــــاقكم رشفةٌ فبي ظمأٌ |
لوِردِكم والفــــــؤادُ لم يَـــــــــرِدِ |
كأنما في الأضـــــلاعِ من سقرٍ |
بابٌ يُصــــلّي قلبي على سُـــــفُدِ |
ويلي تمجَّسْــــتُ غيرَ معتقــــدٍ |
فليس تخبــــو نـــــــــاري بمتقدِ |
لكنَّ قلبــــــي للهِ مُضطـــــرِعٌ |
وهــــل لنا إلا اللهُ من ســـــــــــند |
إنْ شـاء أمراً أو خَطَّ من قدرٍ |
ما صـــــــدّه من جندٍ ولا مــــــددِ |
وإنما أرجــــــو فيضَ رحمته |
ليُســـــرِ حـــــالٍ بي معسِـــرٍ كنِدِ |
لعل شـــــملي بالأهـــلِِ ملتئمٌ |
بعد شــــــتاتِ الأســــــفارِ والبدَدِ |