|
تبصّرْ خليلي! هل رأيتَ فؤاديا |
يسيرُ مع الركبان يطلبُ ماضيا؟ |
كأنّي به والنوق تحثو بنقعها |
على حاضر أسقاهُ مرّاً مآسيا |
تعلّمَ من سفْر التّعالي رحيلَهُ |
ومن كتب الزُّهّاد أصبح حاديا |
ينادي : أيا ذكرى التآلف فابركي |
على صفحة الأسلاف! رُزّي الأوريَا! |
وصُبّي قَرَاح الحب في كل نبضة |
بها قَدَحُ الأشواق للإلف خاليا |
لعل عروق الود تُروى حلومُها |
فيصبحُ رشّافُ المودّة رائيا |
يرى نَهَراً للوصل يخفق ماءُهُ |
وماثًمَّ نهرٌ في الحقيقة جاريا! |
لقد صعّر الحب المزيّف خدَّهُ |
بصفعة كف الكبْر كان التّجافيا |
فلا آيةُ التّرحاب يُتلى سلامها |
ولاكتب الأوباش تحوي تصافيا |
فمن عجب أن يالف الليل غيله |
وقرنُ له في الغيل أصبح ثاويا |
يدوّي زئيرُ البغض من جوف قلبه |
فيهرب ريم الحب خوفَ التلاقيا |
ويسمعُنا من تمتمات سليله |
شجونَ فؤاد ظلّ للأمس حانيا |
تمنّى بُرَاقَ الحلم يحمل جرمَهُ |
إلى فلك الأجداد يسبحُ غافيا |
فيحلف بالأقمار تسطع غبطة |
بألفتها أصبح الليل باكيا |
وشمسٌ من الأشواق تحضن نجمةً |
تخطُّ بضوء الصدق : يحيا التّدانيا! |
وتسقط من كون المودة غيمة |
حكى برقُها خلاً كذوبا مرائيا |
تَخَلَّبَ كيْ يحظى بنظرة غافل |
يظنَّ حليبَ الحب مَذقَ التّحابيا |
أياقلبُ فانهضْ! واتّخذني مُفسّراً |
لحلم شبيه الزهر إن كان ذاويا |
فكيفَ تمنّينا برجعة ودّنا |
ومُهْرُ الوداد المحض أصبحَ كابيا |
فهل ثَمّ من جيل يفيض مودة |
لينبتَ في الأصقاع زهر الخواليا |