|
يا بْنَ الوَليدِ فَـلاَةُ الأرضِ ضيِّقَـةٌٌ |
|
|
وخَيْلنا لمْ تَعُدْ تَقْـوَى علـى الجَلَـدِ |
وقِطْعَةٌ من سُيُوفِ المجْـدِ ضائعـةٌ |
|
|
وصيْحةٌ من صَدى اليَرْموكِ في الكَبِدِ |
وطِفلةٌ في سَمَـاءِ القُـدْسِ باكيَـةٌ |
|
|
وأمُّهَا مثْلُهـا تَبْكـي عَلـى الوَلـدِ |
ورُبَّمَا فـي قَريـبِ الوقـتِ نَائِحَـةٌ |
|
|
في خَيْبَرٍ أَوْ عَلى الأطْرَافِ مِنْ أُحُدِ |
وصَفحـةٌ مِـنْ كِتَـابِ اللهِ مزّقَها |
|
|
حِقْدُ الصَّليبِ على القُرآن في وَقَـدِِ |
آيٌ من الذِّكْرِ مَنْ يحْمِـي صَحَائِفَـه |
|
|
وهلْ لنصرتهِ يا قوم من أحَــدِ |
وبَعْدَهَا يُرْسَـمُ المُختـارُ فـي وَرَقٍ |
|
|
تُطْْوَى بِـهِ الأُمَّـةُ الملْيـارُ بالعَـددِ |
أهَانََتِ! الأمَّةِ المثْلَـى فمـا بَقِيَـتْ |
|
|
تَقْوى عَلى دَفْعِ ذُلِّ الظَّالـمِ المَـرِِدِ |
ولَمْ تَعُدْ تُنْجِبُ الأَبْطَالَ مِـنْ مُضَـرٍ |
|
|
أو مِنْ إيادٍ ومن عَبسٍ ومِـنْ أَسَـدِ |
يا بْنَ الوليدِ لنا الرَّايَاتُ مـن قِـدَمٍ |
|
|
واليومَ نَبْكي على القَعْقَـاعِ والمـدَدِ |
بالأَمسِ كَانتْ لنا في الأرْضِ بَارِقَـةٌ |
|
|
واليومَ نخْشَى حَفيفُ الوبْلِ والبَـرَدِ |
وجَيْشَنا كـان باسْـم الَلـهِ أوَّلـهُ |
|
|
عِنْدَ العَدوِّ عَلى الأبْوابِ في رَصَـدِِ |
وآخِـرُ الجَيـشِ للإِسْـلام مَعْقِلُـهُ |
|
|
لَلّهِ جنـدٌ عَـنِ الإسـلام فـي ذَوَدِ |
يا بْنَ الوليدِ طُغَاةُ الكونِ قدْ وقَفُـوا |
|
|
خلْفَ الصَّليبِ دُعَاةُ الشِّرك في لَبَـدِ |
وطعْنَةُ البُرْجِ ليستْ غيـرُ ذَارِعَـة |
|
|
لِغَزْوةٍ قادهـا بُـوشٌ مـنَ الكَمَـدِ |
يعُـودُ بالغَبْـنِ لليَرْمُـوكِ طاغِيَـةً |
|
|
هِرَقْلُ يصْحُو لثـأرٍ رَاحَ لـمْ يَعُـدِ |
ويقْرَأَ المجـدَ فـي تاريـخِ أُمّتِنَـا |
|
|
فَيضْرِبُ الدّيـنَ بالإِرْهـاب والفَنَـدِِ |
يزْهُـو بظُلـمٍ كـأنَّ الظُّلـمَ طائِلَـةٌ |
|
|
من السَّماءِ وجيْشُ الظُّلمِ في مَسَـدِ |
ويدَّعي العَدْلَ بينَ النَّـاسِ ينْشُـرهُ |
|
|
بلَجْنَةٍ منْ حُقُـوقِ القَهْـرِ والنَّكَـدِ |
وما تَبَدَّى بِِنصْرٍ غيـرَ مـنْ وَهَـنٍ |
|
|
في المسْلمينَ فصَارَ الْوَعْلُ كالأَسَـدِ |
ليستْ سُيوفٌ ولا ضَرْبُ الرِّمَاحِ ولا |
|
|
دَرْجُ الخُيُوْلِ وفُرسانٌ بـذي المَهَـدِ |
لكنَّها الحَرْبُ بالأَقمارِ قـدْ رسَمَـتْ |
|
|
عصراً جديداً وذُلاًّ يا أُولِـي الرَّغَـدِ |
يرْوِي لَنَا الوقتُ ما كَانَتْ لهُمْ قِيَـمٌ |
|
|
وكْرُ الوحُوشِ مَدى الأَزْمَانِ والعُهَدِ |
هُمْ سابِقونَ بعلـمٍ قـد أُتِيـحَ لَهـمْ |
|
|
في غفْلةٍ من بَقَاءِ العُرْبِ في السُّهَدِ |
وَيسْتمِيتُـونَ فـي إبْقـاءِ غفْلَتِنـا |
|
|
فلَيْتَ شِعْري إلامَ العيشُ في الرُّقَـدِ |
قَدْ قَيَّدُونا بأفكـارٍ تَطِيـبُ لنـا |
|
|
وأوهَمُونا بأنَّ البُـرءَ فـي الرَّمَـدِ |
حتَّى إذا استَحْكمَتَ فِينَـا وِلاَيَتهُـمْ |
|
|
ألفَيتَها لدْغَـة تَمْحُـو إلـى الأبَـدِ |
يا أَيُّهَا العُرْبُ أُوْبُـوْا إِنَّ مَوْعِدكُـمْ |
|
|
في آخِرِ السَّيْلِ يُلْقِيْكُمْ مَـعَ الزَّبَـدِ |