هذا المقال يصلح ان يكون قاعدة اعتماد للنقد السليم الموضوعي والبناء تشكر عليه ايها الاستاذ هشام
وتثريه الاضاءات التي جاد بها الاخوة الكرام جميعا.
وأظن ان اسم النقد مرهون بدلالته اللغوية والتي هي كثيرا ما تعطي المسمى سمة أصيلة فيه ولا تنزاح عنه . فكلمة نقد تعني تمييز الدراهم جيدها من رديئها وهذا يعني تبيان الجمال وما كان جميلا وما هو أجمل والفعل ذاته من حيث السوء, فاسم النقد يفترض ايضاح مواطن الجمال ومواطن الضعف.
والناقد مهني يتعامل بأدوات اللغة والشعر وليس قاضيا يحاكم الشاعر على فكره ولا هو بشرطي حارس يمنع الشاعر من استخدام الاساليب اللغوية المتعددة ويلزمه بما يراه هو
وان نظرة بسيطة الى نص شعري قاله شاعر يسكن البادية مثلا ستظهر فيه سمات لاتراها في نصوص من سكن الحواضر واذكر هذا مثالا ايضاحا لا اضطرادا , و هذا يملي على الناقد ان ينظر الى استخدام الشاعر ادوات محيطه وهل نجح في استخدامها كما استخدمها نظراؤه ام لا وليس له ان يفرض عليه ان ينفصم عن محيطه ليعيش عالما يناسب نظرة الناقدين والتي تختلف ايضا باختلافهم .
وقد صنف الناقدون الاقدمون ابوابا في هذا فجعلوا فصولا لشعر البادية واخرى لشعر الزهاد وغيرها لشعر الفرسان وللفجار ولاهل المجون وصنفوا اشعار النساء .وهذا يدل على تعاملهم مع النصوص الادبية مقدرين ومحترمين خصوصية اصحابها.ولقد نظروا في نقدهم نظرة من يشتهي الاثراء والدفع للعمل الادبي ولم يكن ينبرى لهذا الا قوم ملكوا الادوات الحقيقية للنقد .
ارجو ان تتقبلوا ايها الاساتذة الكبار هذه المشاركة البسيطة من اخيكم واقول للاستاذ هشام المحترم قد امتعتنا وسلطت الضوء على زوايا كانت معتمة بالنسبة لي
لكم التحية