قصيدة على مقام فلسطيني للشاعر المهندس أنس شعبان
يا دارَ أحمدَ بالقصيدِ تكلمي
مالي أرى صمتًا يجولُ بظامي؟؟!!
هزي إليّ بجذعِ شعرٍ باسقٍ
غُمدتْ قُدورُ القيّحِ في أيامي
ُهشي سحيجَ البغي عنكِ وقعقعي
كَذبتْ عليكِ عواصمُ الظّلامِ
ُردي إليّ قصيدتي وحُشاشتي
إنّي خَفيتُ الصبحَ في أقلامي
****************************
خُطا وجْدي وخالجتي .. ونبضُ القلبِ في خَلَدِي
وأغصاني التي تلهو بنافذتي.. ولافتتي التي تعلو بخافقتي
وناصيتي التي تلقى على أنظارِ أولادي
لكي تبقى بخاطرتي جدائلُ بيتِ أجدادي
بها شعرٌ تهذبهُ خيامُ الجوعِ والوادي
******************************
وأوردتي بها شعرٌ إذا ما اسْتَسْقت العطشى تُبلُلهم
لكي تنأى وكي تبقى تُداعُبهم
كما العشاق ِفي بلدي يُباعدُهم
نسيمٌ من شذا موتٍ ليشتاقوا فيُسعفهم
بموت آخرٍ أقسي
من الأقصى دواوينٌ
فلا تحصى ولا تقصى
ولا تسبى ولا تنسى
فسبح ربَك الأعلى
فقد جاءت بها فدوى
من المنفى إلى الملقى
ليَرْضَعها بنو حوا
فإذْ بالنطفةِ الأولى
تبوحُ الشعرَ للأقصى
************************
وشعري طفلةٌ شقراء
بمشفى الحيِّ تَلْحَظها
ُتقلبُ أوجهَ الأشلاء
وتسأل عن أبيها من
قُبَيْلَ الليلِ واعدها
بحفلةِ عيدِ ميلادٍ
وموالٍ عن الشعراء
وقد ناءت إلى جنبٍ
تعاتب من بقى حياً
فقد علمت بأن الشعرَ
نديٌ وقافيةٌ من الشهداء
***************************
أيا شعرًا سبى قلبي
سكبتَ الصبحَ سيابًا على دائي
وأشكركَ على حالي
أما في الليلِ ترْقُبني وتُقلقُني فما عادت لى النجوى ولا السلوى
لأنثرها بأبياتي
أنين الناي والمنجلْ
به أدبٌ
بليغُ الاهِ والويلاه لبلابٌ يُعاديه
وكم ندبت قصائُدنا ..تُوبخها معانينا ..وتُوقظها مغانينا
يُوارى الطفلُ في كفنٍ
فترمي أمه فرحا
بلا وهنٍ
على نعشٍ بلا بدنٍ
فقد أخفته في زمنٍ
وقد ألقته في يمٍ
مخافةَ خدبِ فرعونٍ
فينبتَ قبرُه شِعرًا
وتشرقَ شمسه نصرًا
ألستَ ترى قوافينا اساورةً بأيدينا
تُخشخشنا لتحيينا ونزرعها لكي تسقى
بماءِ الطيبِ والفصحى
وننثرها كما الحلوى
على الشهداءِ والأسرى
*********************************
وما زالت شوارُعنا تُهدهدها قصائدنا
ولا زالت شواعرُنا تُزملها جوارحنا
وقد سارت شواطئُنا إلى كوخ بمسكننا
لتسمعَ شعرَنا يُتلى فقد ضاقت بها الدنيا
وترسلَ دعوةً مُثلى إلى النيلِ إلى دجلة
لقد آنستهم ليلاً على أوجاعه ناموا
بلا ماءٍ ولا مأوى
لهم في الشعرِ مدرسةٌ ..كما وحيٍ بها يوحى
ألا فاسمعْ مدارسَنا وتحت القصفِ تُقرئنا
حديثَ الحبِ في عبلة
وسوق عكاظَ والخنسا
وساقيةٍ أتت عكا فيحرسها أبو الهيجا
بغمزٍ دانيٍ أدهى يزوجُهم بباديةٍ
غدت أبوابُها غِلْقَا
فتنجبُ أمنا أدبا
فتطرده مآسيهم
وترميه إلى صيدا
ويُولعه شذا حيفا
فقبّلْ خير ما تلقى
فقد أعطت لكم أنثى
قلاداتٍ بكم ترقى
حماكِ الله يا أمي
وهبتِ الشعرَ ما أنقى