كان هذا ردي على موضوع عروضي لأحدهم في أحد المنتديات :
أخي واستاذي الكريم
جميل ما تفضلت به هنا وهو يسهل فهم مبادئ العروض.
ثمة أسلوب آخر أعتقد أن اهتمامك به سيؤتي أكلا طيبا بما تملكه من ملكتي الملاحظة والتوضيح
الخليل ذو ملكات متعددة، منها قدرته في الرياضيات التي لعبت دورا كبيرا في شمولية نتاجه اللغوي كما في معجم العين والعروض، ولم ينل هذا الجانب من عبقرية الخليل الاهتمام المناسب. إن من شأن إعطاء الاهتمام المناسب لهذا الجانب أن يؤدي إلى نظرة شمولية واستنارة هائلة وخاصة في علم العروض كما يحاول أن يفعل ذلك ( العروض الرقمي ) نتيجة فهم عبقرية الخليل الرياضية التي يقول بصددها الأستاذ ميشيل أديب في مجلة الموقف الادبي العدد 373 أيار 2002:" وأكثر ما يعيب كتب العروض القديمةوالحديثة، أنها، على الرغم من مظاهر العبقرية، التي لم يكشف الخليل عن أسرارها، لم تحاول تحليل العملية الذهنية لتي مكَّنت الخليل من بلوغ هذه القمَّة لرياضية التي لا تتأتَّى إلاَّ للأفذاذ. "
أنقل لك ما يلي من الرابط:
https://sites.google.com/site/alaroo...leel-wal-arqam
لكل فكرة مضمون وأسلوب. ولا يشذ العروض عن هذا. وأعتقد أن الخليل في كل تفكيره كان علميا ومتفاعلا مع الأرقام واعيا على التوافيق والتباديل. وإن وضوح دور الأرقام في معجمه "كتاب العين" مثلاً لا يمكن إغفاله. وهو دليل واضح للغاية على إفادته من الأرقام في حصر الجذور.
فعن حمزة الأصبهاني (6-ص101،102): "ذكر أن مبلغ عدد أبنية كلام العرب المستعمل والمهمل على مراتبها الأربع من الثنائي والثلاثي والرباعي والخماسي من غير تكرير اثنا عشر ألف ألف وثلثمائة ألف وخمسة عشر ألف واربعمائة واثني عشر"=[412 ,315 ,12] ولم يذكر عدد الأبنية المحتملة للثلاثي فأضفتها. (عدد أحرف العربية=28)
والجدول التالي يبين كيف تم التوصل لهذا الرقم. بل ويبين أنه تم تقديم الاعتبار الحسابي على اعتبار الواقع. وربما وقع شيء من ذلك في العروض كما سنرى.
"الثنائي = 28×27 = 756
الثلاثي 28×27×26=656 ,19
الرباعي = 28×27×26×25=400 ,491
"والخماسي = 28×27×26×25×24=600 ,793 ,11
المجموع=412 ,305 ,12
إذن فالخليل حصر الجذور الممكنة جميعا قبل الشروع في كتاب العين وراح يستقصي المستعمل منها من الواقع ليميزه من المهمل واستنتج من ذلك ضوابط عامة تميز المستعمل من المهمل.
بدرجة كبيرة من الثقة أقول إنه سلك ذات النهج في العروض وأن دوائره مثلت هذا الاستقصاء الشمولي لإمكانات الأوزان الناتجة من احتمالات تناوب وتجاور
الوحدات الريسة التالية : الوتد 3 - السبب 2 - السببان ( والفاصلة) 2 2 - الأسباب الثلاثة ( وأخيرها الذي يدخل في حشو دائرة المشتبه في إطار الوتد المفروق 2 2 2 .
وإن الأوزان المستعمله يميزها عن الأوزان المهملة صفات عامة من فهمها فقد فهم العروض العربي كله مباشرة دون حاجة للأعم الأغلب من تقليدي مسمياته ومصطلحاته وتفريعاته.
والله يرعاك.