|
نــعـم إنَّ أوَّل غـــيـثي الـنــدى |
ســأروي بــه قــاحــلات المـدى |
وأجـعل مــنـه سـيـولَ الـشــتاء |
لأغُـرق فـيـها حـصــونَ الـــعـدا |
أســيـرُ وكــلِّي ضـــياء ونــورٌ |
لأنـــي اتـبــعــــت نـبــيّ الـهــدى |
فــإنِّي صحــوت عـلى نهجــهِ |
فــأنَّـى لـيَّ الـيــوم أن أرقـــــــدا |
نــعـم إنَّ دربي طــويل عسـيرٌ |
ولابدّ للـحــرّ أن يـــــصــمــــــدا |
يـرون به الشـوك من كل جنبٍ |
ولــكـن أرى الـورد والــــمــوردا |
سأمضي وإن كان دربي مخيفــاً |
وإن كــــان فـــيــــه يــقيـم الردى |
سنبعث في كلّ جـيل "صــلاحاً" |
ونــجـعـلُ مـن بـيـــنـنا "خـــالدا" |
نـكـونُ شــعاعاً بـقلـب الـظــلامِ |
وحــصـنـاً مـنــيــعـاً إذا استنجــدا |
وشــربــةَ مــاءٍ لــري العطاشى |
وشـعــلـــة ضـــوء إذا اسـتُرشــدا |
ونـفـحـــة ظلٍ بــقــلـب الهجــير |
ودفءً إذا الــــجــــوّ مـــا أبـــردا |
أكـــونُ كـســـاء لــكــلّ العـرايا |
وأقــوى عــلـى الــجوع كي أرفـدا |
سـأنـزع من بين شـدق الأفاعي |
حــقــوقــي الـتي ضيَّعــوها سدى |
سأمـضي إلى "القـدس" في عزمةٍ |
وأجــعـــل "حــطـــين" تأتي غدا |
أُطـهـــِّرها مــن دنــايــا اليهـود |
وأطـلــق مــن حـبسـه المسجــدا |
لــتــمــرح فـيـــها تلال النخـيل |
ويـلــعــب زيــتـــــونها والنـّـدى |
ويــبســم أطـفــالها الـدامعــون |
وأسـمــع عــصــفــورها إن شــدا |
أنــا قــادم كـائـــتـلاقِ الصــباحِ |
وأفــرح إن نـــور فـــجــري بدا |