|
أَوَلَمَّا قَدْ أتانا ذَا الصَّداقُ |
أُلْقِيَ اليومَ على الشِّعرِ الطَّلاقُ |
هكذا زَوجي رَماني عاذلاً |
فاسْمَعي رَدًّا إلى اللَّوْمِ يُساقُ |
عَذَّبَتْنا باللَّظى أشْواقُنا |
عَلْقَمًا مُرًّا سَقَتْنَا لا يُطاقُ |
كُلَّمَا مَرَّتْ لنا ذِكْرى نَرى |
سَلْجَمًا غَرَّزَهُ فينا الفِراقُ |
وَإذا ما نَعْيُ حِبٍّ زارَنا |
فَكَأَنَّا مَنْ نُعينَا لا الرِّفاقُ |
وإذا بالسُّقمِ رَبِّي قَدْ بَلا |
بَعْضَ أهْلي فَلَنا مِنْهُ مَذاقُ |
وَلَنا حَتّى بسعدٍ حسْرَةٌ |
بلْ وَيَرْبُو يَوْمَ ذاكَ الاشْتياقُ |
إنْ تَنَعَّمْنا نَلومُ النَّفْسَ أنْ |
نَحْنُ نَلْهُو وَهُناكَ الأهْل بَاقوا |
أوْ تَعَسَّرْنا عَذَلْنا حَظَّنا |
لِمْ رُمِينَا بَيْنَما الأنْذال فَاقوا |
قُلْ لِمَنْ ظَنَّ غريبا في الهنا |
في بلادِ البحْرِ قَدْ تَعْيى النِّياقُ |
قَدْ ضَلَلْنا ظَنَّنا النُّورَ هُنا |
لَكِنِ الأَسْرَ بأرضي لا يُطاقُ |
إنْ أُهينَ العبْدُ مَرَّاتٍ غدا |
أفضلَ الأضْرارِ للعبْدِ الإبِاقُ |
إيهِ يا أرضَ الفدى فيكِ غدا |
صاحبُ البيتِ غريبًا لا يُراق |
ظلمت أيدي الأعادي جَدَّنا |
وبغى اليوْمَ على النَّجْلِ الشِّقاقُ |
يا بلادي لا تلومي هِجْرَتي |
بَعْدَما سادَ فسادٌ ونِفاقُ |
كُنْتِ أرْقَى بَلْ وأحلى جنَّةٍ |
مَدَّكِ اللهُ جمالاً لا يُفاقُ |
كُنْتِ نِعْمَ الأُمِّ دَهْرًا صُنْتِنَا |
قَبْلَ أنْ يَأْتِي مِنَ الخِبِّ العِقاقُ |
كُنْتِ عَوْنًا لِضَعيفٍ مُعْدَمٍ |
وَبِعَدْلٍ بَيْننا عَمَّ الوِفاقُ |
كَمْ لُعابٌ سالَ مِنْ أجلِكِ كَمْ |
وَلَكَمْ بَيْنَ العدى احْتدَّ السِّباقُ |
كمْ دماءٌ قَدْ أُريقَتْ ضِدَّهُمْ |
وإلى ذا اليوْمِ مازالتْ تُراقُ |
يا بلادي لَمْ تَضيقي لحْظَةً |
إنَّما حُكَّامُنا بالأهلِ ضَاقوا |
وَعَدُونا ثُمَّ خانُوا عَهْدَنا |
شيَّدوا بالقَوْلِ جنَّاتٍ تُتاقُ |
هَمُّهُمْ جَاهٌ ونَهْبٌ إنَّما |
شَعبُهُمْ مِنْهُمْ لَهُ الماءُ الزُّعاقُ |
غَفَلوا عَمْدًا فضاعت دولة |
إن سهى السائق لم ينج المُساقُ |
رِشْوَةٌ سَادتْ وبغيٌ ...تَرَفٌ |
لا ضميرٌ هَمَّ رَدْعًا... لا خَلاقُ |
يا بلادي لا تظنِّي أنَّنا |
سوْفَ نَنْساكِ وإنْ طالَ المُحاقُ |
نَذْرِفُ الدَّمْعَ غزيرًا كُلّما |
سالَ مِنْ عَيْنَيْ أخي دَمعٌ دِهاقُ |
لكِ في القلبِ مُقامٌ دائمٌ |
أنتِ قُدْسي كَعْبَتي أنتِ الحِداقُ |
يا بلادي لا تخافي مِحْنةً |
كُلُّ عُسْرٍ لِزَوَالٍ سَيُساقُ |
قدْ ينامُ الحُرُّ دَهْرًا إنَّما |
سوفَ يأتي بعدَ ذاكَ الإنطلاقُ |