عبد الجبار سعد
قصيدة للأستاذ الشاعر المرحوم عبد الله البردوني تعتبر من الموءودات الشعرية للفقيد الراحل.
هذه القصيدة الرائعة هي من المؤودات الشعرية للأستاذ الكبير الشاعر عبد الله البردوني رحمه الله وقد وجدتها في كتاب بعنوان (في الموكب الناصري ) لمؤلفه السيد الأديب محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الشامي ..والكتاب يمكن أن يصنف ضمن أدب الرحلات لأنه يشرح رحلة الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين إلى روما للعلاج وعوده في أول الستينيات من القرن الماضي وهو كتاب ممتع ينتهي بذكر مجموعة من القصائد الشعرية التي استقبله بها نخبة من أدباء اليمن شماله وجنوبه كلهم مبدعون أخيار في نظري وكلهم كانوا يعلمون من يخاطبون ويمدحون كان منهم على سبيل المثال وليس الحصر:
الأستاذ المرحوم الأديب/ عبد الله حمران
الشيخ الأديب/ محمد أحمد منصور
الأستاذ المرحوم الأديب/ عبد الرحمن بن محمد قاضي
الشاعر الكبير المرحوم/ محمد سعيد جرادة
العلامة الأديب المرحوم/ عبد الله بن عبد الوهاب الشماحي
الأستاذ الأديب الشاعر/ علي بن علي صبره
وآخرون غيرهم وكل قصائدهم من درر الشعر وألطفه نظما ومعنى فوق مافيه من تجليا ت الحس الوحدوي الذي لفت انتباهي بقوة إلى ماكان يعيشه اليمن شعبا وحكاما وشعراء ومثقفين من هم يمني وحدوي واحد إلى الحد الذي لا يكاد يصدقه جيل مابعد الثورة.. ولئن تيسر لي نقل جميع القصائد فستكون مساهمة متواضعة في إنقاذ هذه الموءودات الأدبية من الضياع حتى لا نظل تحت رحمة الأهواء السياسية التي حكمت على كل شيئ بالفناء كجزء من محووطمس الهوية اليمنية وحقائق التاريخ والجغرافيا ..أرجو أن يحظى هذا الجهد بالقبول لدى المتطلعين للأدب والحقيقة معا .. كما أرجو أن يكون موضع نقد أدبي وسياسي وتاريخي يغني التراث والفكر اليمني المعاصر ويذكر برواده الأحياء والأموات .. واليكم أول قصائد المجموعة وهي من أبدعها سبكا ومعنى.. واسمع الأستاذ البرد وني وهو يقول في آخرها معتدا بنفسه وبممدوحه بأروع الأبيات حيث يقول:
يا صاحب العرش المنيع تحية
جادت وحيت ملهما وجوادا
هي من بنات الشعر لكن فنها
أعيى الفحول وأعجز النقادا
مولاي سل عني النبوغ فإنه
أشقى بي الأعداء والحسادا
أنا إن أجدت الشعر فيك فإنه
تاريخك الفذ المجيد أجادا
فهي قصيدة مدح لعظيم من عظماء حكام اليمن الحديث من إبداع شاعر عظيم من شعراء اليمن المعاصرين . . ولو قدر لي أن أمدح أحدا بمثل هذه الأبيات لمدحت بمثلها الأخ المشير علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية فهو أليق الحكام بمثلها في زماننا ولطلبت منه فيها :
* أن يعيد الأوضاع إلى ما قبل حرب 94م وأن يزيل عنا آثار تلك الحرب غير المريحة ..
* أن يعيد من شردتهم الصراعات والحروب والخلافات السياسية في شمال البلاد وجنوبها إلى البلاد بما يليق بهم من تكريم .. وفي مقدمتهم بيت حميد الدين وشركاء الوحدة ...
* والذين عليهم تبعات خاصة لآخرين بعيدا عن الصراع السياسي فيحاكموا محاكمة عادلة وتوفر لهم الحماية القضائية الكاملة .
* أن يعيد الحقوق المنهوبة من جراء حرب 94م إلى أهلها ويضع حدا لفساد المفسدين في الأرض وبهذا يتوج مفاخره الكبرى التي كان من أعظمها الوحدة ..وسيكون الأعظم بعد الوحدة ترتيب البيت اليمني الواحد واستيعاب أهل البيت اليمني أجمعين بدون تفريق ولا تمييز وبغض النظر عن رغبة من هم خارج البلاد في العودة من عدمه، فالأصل أن يتقرر مبدأ أن هذه الأرض هي أرضنا وأرضهم أجمعين وأن ما مضى مضى ولن يعود .. وعفا الله عما سلف ..
ومن مثله ننتظر خاتمة المفاخر إنشاء الله .. فإلى القصيدة ..
عبد الجبار سعد
أدرى البشير بأي بشر نادى ؟؟
شعر الأستاذ الكبير الشاعر عبد الله البر دوني
أدرى البشير بأي بشر نادى؟
ولمن أقام العرس والأعيادا؟
نادى فألقى البشر في الخضرا كما
يلق فم المحبوبة الميعادا
فإذا السهول الفيح تورق بالغنا
وإذا الهضاب تبعثر الإنشادا
***
من ذا أتى الخضرا؟.. أتاها عائد
حملت هواه على الفؤاد فؤادا
لما رأته تراكضت تلقي على
كفيه قلبا طائعا وقيادا
ومضت إليه كالشعاع كأنما
أرواحها تتقدم الأجسادا
ولوت ذراعيها عليه تضمه
وكأنما تسترجع الأكبادا
نزل الإمام على البلاد فطالعت
في وجهه الآمال والإسعادا
سل كيف لاح وكيف غاب فإنه
كالفجر أغفى لحظة وتهادى
كالشمس غاب عن العيون شروقه
أمدا وكالشمس المنيرة عادا
غمدته أنواع السقام وحدُُّه
حد الحسام يمزق الأغمادا
هزم المنية فانثنت عن بابه
مذعورة تستنجد الأبعادا
أعيا يد الصياد صقر مارد
قهر الشباك وروع الصيادا
خلع الشبيبة وارتداها غضة
وأعاد عمرا وابتدى ميلادا
واقتاد تاريخا إلى تاريخه
وحوى إلى أمجاده أمجادا
***
يا والد اليمن السعيد وخير من
يدعى أبا من يسعد الأولادا
نفضت يداك متاعب الخضراكما
نفض الشروق عن الجفون رقادا
لما رفعت البدر أطلع ضوؤه
في كل جو مشعلا وقادا
ومشى على آثار خطوك خطوه
فهدى الهداة وأرشد الإرشادا
لم تمنح البدر القيادة والقوى
إلا لِيُنهض أمة وبلادا
والبدر وهو فؤادك الثاني فتى
نزل القلوب فأطفأ الأحقادا
سل ذلك الإبراق والإرعاد من
خمدالبروق وأسكت الإرعادا
لا يقهر الزمن العنيد سوى فتى
خطرا أشد من الزمان عنادا
***
يا أحمد بن المجد لاقاك الحمى
وكأنه قلب يفور ودادا
يا قائد اليمن الكبير شماله
وجنوبه يلقي إليك قيادا
حرق الجنوب قذائف في مهجتي
تغزو الحدود وتسحق الأسدادا
وحدي وفي أرض الجنوب عشيرتي
تتطلب السقيا وترجو الزادا
وتسير في الأصفاد تائهة الخطى
تستنجد الأغوار والأنجادا
***
يا ناصر الدين المظفر لم يزل
شمسان يسطع باسمك الأطوادا
شمسان أرعد بالإبا وتململت
هضباته تتحرق استشهادا
أنف الدخيل فسر إليه وشد في
زنديك منه سواعدا وزنادا
واذرالعداة على السفوح وفي الربى
مزقا كما تذرو الرياح رمادا
يا صاحب العرش المنيع تحية
جادت وحيت ملهما وجوادا
هي من بنات الشعر لكن فنها
أعيى الفحول وأعجز النقادا
مولاي سل عني النبوغ فإنه
أشقى بي الأعداء والحسادا
أنا إن أجدت الشعر فيك فإنه
تاريخك الفذ المجيد أجادا