السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قصيدة تصف بعض المثقفين الذين
يعتمدون على المظهر أكثر من الجوهر
شعر : ماجد الراوي نقلا عن العدد (60 ) من مجلة منارة الفرات
أنا المثقف أمشي شامخاً صَلِفا
فقابلوا لي غروري بالرضا وكفى
---------------------------------------
كلُُّ المظاهر قد أتقنتُها وبها
عن كلِّ هذي الورى أصبحتُ مختلفا
-------------------------------------
عطّرْتُ ثوبي ورتبتُ القميصَ وقد
أطَلْتُ شعريْ إلى أن لامسَ الكَتِفا
--------------------------------------
وحُزْتُ نظّارةً للشمس نادرةً
وسرتُ في كلّ دربٍ أحملُ الصُحُفا
----------------------------------------
وربطةُ العُنْقِ والغليونُ قد ظهرا
في هيئةٍ مثلَها الوصّافُ ما وصفا
----------------------------------------
حفظتُ مصطلحاتٍ رحتُ أسردُها
حتى يُقالَ ضليعٌ أدرك الهَدَفا
------------------------------------------
منها مقالي لخِلّي حين يسألني
عن نقد شعرٍ تلا لي منه مقتطفا
-------------------------------------------
(تُمَوْسِقُ النصَّ والإسقاطَ تتقنُهُ
تُمَنْطِقُ اللفظَ والإرْهاصُ منك صفا
-------------------------------------------
تفجّرُ اللغةَ الصمّاءَ تجعلُها
فيها انزياحٌ أزاحَ اللفظَ فانحرفا
------------------------------------------
وماوجدتُ تناصاً في نصوصكَ بل
رأيتُ ترميزَها عنها الجمودَ نفى)
---------------------------------------------
فإنْ نطقْتُ بها قالوا : أخو أدبٍ
كصفحةِ البحر لم ندركْ لهُ طرَفا
---------------------------------------------
كم غرَّ قوليَ أغراراً وقد حَلفوا
أنّي الضليعُ ولكنْ خابَ من حلفا
---------------------------------------------
فالسرُّ ياإخوتي بيني وبينكمو
لاتكشفوهُ فما المأمونُ من كشفا
---------------------------------------------
فلو أتيتُم بشعرٍ صيغَ من قِدَمٍ
وقلتُمُ : اقرأْهُ ساقي هزَّ وارتجفا
---------------------------------------------
قراءة الشعر أمرٌ لستُ أتقنُهُ
أنا الضعيفُ الذي قد يخدعُ الضُعَفا
---------------------------------------------
بين النقيقِ وبين الشدوِ ضعتُ أنا
وخانني العزمُ لمّا دربيَ انتصفا
---------------------------------------------