شَفَافِيَةُ قِنَاع
أَيُّ وَجْهٍ خَلْفَ ذَيَّـاكَ الْقِنَـاعِ ؟
وَارْتِعَاشُ الْجِسْمِ يَجْلُو كَالشِّـرَاعِ
لَيْسَ يُخْفَى نُورُ عَيْنٍ يَـا حَبِيِبِـي
قَدْ لَفَانِي رِمْشُهَـا قَبْـلَ الشُّعَـاعِ
هَلْ تَلاقَيْنَا فَتَخْبُـو ذِي الأَمَانِـي ؟
أَمْ هَوَى الشَّوْقُ انِشِطَاراً بِانْقِطَاعِي ؟
أَيُّ حِسٍّ قَدْ تَمَـادَى بِالتَّخَفِـي ؟
وَالْهَوَى شَمْسٌ تَرَاءَتْ فِي الْبِقَـاعِ
كُلُّ شَيْءٍ كَانَ نـوراً فِـي لُقَانَـا
قَبْـلَ لُقْيَانَـا بِهَـذَا الإِنْطِـبَـاعِ
فَاسْتَرِحْ وَالْطُـفْ بِرُوحَيْنَـا فَإِنَّـا
مُـذْ تَعَانَقْنَـا سَكَنَّـا بِالْمَـتَـاعِ
وَاطْلِقِ الأَنْظَـارَ حَتَّـى تَحْتَوِيِنَـا
بَهْجَةُ الأَشْوَاقِ مِـنْ بَعْـدِ الْتِيَـاعِ
كُلُّ دَمْعٍ قَدْ تَوَارَى مِـلْءَ عَيْنِـي
سَوْفَ يَغْدُو لُؤْلُؤاً عِنْـدَ انْقِشَاعِـي
سَوْفَ تَحْدُوكَ الثُّرَيَّا فَـي حَبُـورٍ
مِثْلَ هَـالاتٍ تُضَـوِّي بِانْدِلاعِـي
مَا تَخَفَّى مِنْ سَمَاءِ الْكَـوْنِ بَـدْرٌ
إِنَّمَا الأَرْضُ اسْتَـدَارَتْ بِانْدِفَاعِـي
أَيُّ إِكْلِيِـلٍ يُلاقِيِنِـي شَفِيِـفـاً ؟
أَوْ وِشَاحٍ لَفَّ أَطْيَافَ الْمَرَاعِـي ؟
لَسْتُ حَوْرَاءٌ وَلَكِنْ فِـي عُيُونِـي
تَنْثَنِـي الأَزْهَـارُ مَيْـلاً بِاتّبَاعِـي
يَا مَلِيِحَ الْوَجْهِ لا تُخْفِـي شُرُوقـاً
شَعَّ فِي رُوحِي جَلِيِـلاً بِاقْتِنَاعِـي
لا كُسُوفُ الشَّمْسِ يُمْحِي كُلَّ نُورٍ
أَوْ خُسُوفُ الْبَدْرِ يُعْمِيِـهِ اطِّلاَعِـي
فَالضِّيَاءُ انْسَابَ فِي رُوحِي رَفِيِفـاً
وَاصْطَفَى قَلْبِي وَعَقْلِي بِانْزِرَاعِـي
دَعْ حَضِيِنَ الْحُبِّ يَسْمُو فِي سَلاَمٍ
إِنْ تَلاَقَيْنَـا بِـلاَ سَـدِّ مُـشَـاعِ
هَا هُنَا أَرْجُوكَ فَاكْشِفْ مَا تخَفَّـى
مِنْ بَرِيـقٍ شَـفَّ ذيَّـاكَ الْقِنَـاعِ
عَلَّنِي أَلْقَـى حَبِيِبـاً فِـي عُيُـونٍ
لَمْ يُخبِّئْ نُورُهـا عَتْـمَ الْـوَدَاعِ
غيداء الأيوبي