قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها)
هذه هو إلقائي للقصيدة:
سجن الخوف.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بين الهوى العذري.. والهوى العصري ...!» بقلم ياسر سالم » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» خواطر وهمسات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» ابتهالات.» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» نسجل دخولنا بذكر الله والصلاة على رسول الله» بقلم عوض بديوي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» بياض» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» تضامن» بقلم ناظم العربي » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» مختارات من الشعر العامي» بقلم نادية بوغرارة » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» شجرة الود,» بقلم أسيل أحمد » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»» زهرة برية» بقلم سمر أحمد محمد » آخر مشاركة: ناظم العربي »»»»»
قصيدة حكاية البحر (+ إلقائي لها)
هذه هو إلقائي للقصيدة:
حِكـايَـةُ البَحْــر
شعر: م. محمد حمدي غانم
أزِِفَ الصّباحُ ولمْ تَبِنْ ... والموجُ يعْوي، والرّياحُ بلا وَطَنْ
يومانِ: لا نومٌ يُظلّلُ مُقْلتيَّ، ولا صُراخٌ أو سَكَنْ
[ ثاوٍ على صخْرٍ أصمَّ و ليتَ لي قلبًا] يُفتّتُه الشَّجَنْ
لا دمعَ لي، وظننْتُ أنّ فِراقَها طوفانُ دمعٍ من مِحَنْ
والبحْرُ نزْفُ دَمِي، وعينايَ المُسَمَّرتانِ جُرْحٌ لا يئِنّْ
يومانِ: يقبسُ موجُه من عطرِها، ويَضِنُّ هذا البحْرُ أنْ...!
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ
قالتْ بأحْرفِها الصّغيرةِ: "أنتَ تُكْملُ غُنْوةَ الشّطِّ البعيدْ"
"عيناكَ كالأصْدافِ: فيها وشْوشاتُ البحْرِ للقلبِ العَميدْ "
"هيّا نقولُ حكـايةً للرّمْلِ، نبني قصْرَنا، ونُقيمُ عيدْ"
وتبعْتُها، والرّيحُ تمْزجُ في ضفائرِ عُمْرِها حُلْمي الوليدْ
وتشُدُّني للبحْرِ ضاحكةً، وأصْرخُ خائفًا: "لا .. لا أريدْ"
كانتْ عروسَ البحْرِ، تعْشقُ عمْرَه المطْويَّ في السّرِّ الشّريدْ
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ
يومانِ مرّا: ربّما صارتْ أميرةَ أغْنياتِ البحْرِ
أو لؤلؤًا .. أو ربّما صارتْ خشوعَ البحْرِ عندَ الفجْرِ
يومانِ: والوقْتُ البليدُ يلوحُ للمذبوحِ مثلَ الدّهْرِ
وأظنُّ أنّي صرتُها: عينايَ نايُ الأمنياتِ البِكْرِ
ثغْري حُسامٌ حاسمٌ، مُتألِّقٌ ببريقِ بَرْقِ الشِّعْرِ
رُوحي رياحٌ تقْلعُ الطّغيانَ، تصْفعُ قهْقهاتِ القهْرِ
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ
كانتْ تُحبُّ اللهَ، والتاريخَ، والوطنَ المُعذّبَ، والجِراحْ
لا تنْحني، لا تعْرفُ الصّمْتَ الغبيَّ، ولا يُزلزلُها الصّياحْ
بَرِقتْ لليلِ الخائفينَ الصّامتينَ، وزيّنتْ ثوبَ الصّباحْ
وسخرْتُ من إيمانِها: "لِمَ ترْكضينَ وحيدةً ضدَّ الرِّياحْ؟"
"كوني معي".. قالتْ: "أنا كالبحرِ شُطآني تُحاصرُها الرّماحْ"
"حرّيّتي مَوْجي، ولو أخْمدتُه كلُّ المعاني تُستباحْ"
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ
يومانِ مرّا: لمْ تُبارحْ رُوحيَ المطْعونةُ الجسدَ السَّقيمْ
كنّا بهذا الشّطِّ نعدو ضاحِكَيْنِ وبينَ نجْوانا نهيمْ
وتعانقتْ أرواحُنا وأَكُفُّنا، بَيْنَا يُبعْثرُنا النّسيمْ
وتشدَّني للبحرِ ضاحكةً، فأصْرخُ خائفًا: "لا.. لا أرومْ"
والبحْرُ يجْذبُ ثوبَها، وتمدُّ كفّيها إليَّ ولا أقومْ
في لحظةٍ مجنونةٍ مدّتْ وحوشُ البحْرِ أذْرُعَها تَزومْ
في البحرِ غابتْ لمْ تَبِنْ
أَزِفَ الصّباحُ ولمْ ... ولمْ ... ماذا أرى يخْتالُ فوقَ الماءِ؟
نَبَضَتْ جَوَانِحُ عمريَ المطْعونِ في صدري بِدَفْقِ دمائي
بانتْ أخيرًا، ترتدي ثوبَ الزّفافِ ووجْهُها كسمائي
ومشيْتُ كالمسْلوبِ ، خُضْتُ البحْرَ في ترنيمةِ الأضْواءِ
قالتْ بعينيها: "أُحبُّكَ"، فابتدا عمْرُ الأماني، وابتديتُ غِنائي
وتشدُّني للبحْرِ ضاحكةً ، فأُذْعِنُ ـ باسمًا ـ لندائي
أزِِفَ الصّباحُ ولمْ نَبـِنْ
محمد حمدي غانم
5-12-1999
رائع بترنيمته الساحرة ونغمته البديعة
شاعرنا المكرم ...
بحرك عانق جمال نبضك الذي انتشر عبقه بين السطور
استطاب لي المكوث هنا حتى سكنت الحرف
تحيتي الخالصة
ومرحبا بك في ربوع الواحة
رنيم مصطفى:
شكرا لتقديرك وثنائك على نصي.
تحياتي
كل النص للإقتباس
ولكنني هنا سعدت بهذه
كانتْ تُحبُّ اللهَ، والتاريخَ، والوطنَ المُعذّبَ، والجِراحْ
لا تنْحني، لا تعْرفُ الصّمْتَ الغبيَّ، ولا يُزلزلُها الصّياحْ
بَرِقتْ لليلِ الخائفينَ الصّامتينَ، وزيّنتْ ثوبَ الصّباحْ
وسخرْتُ من إيمانِها: "لِمَ ترْكضينَ وحيدةً ضدَّ الرِّياحْ؟"
"كوني معي".. قالتْ: "أنا كالبحرِ شُطآني تُحاصرُها الرّماحْ"
"حرّيّتي مَوْجي، ولو أخْمدتُه كلُّ المعاني تُستباحْ"
أزِِفَ الصّباحُ و لمْ تَبِنْ
ما أجملك ايها الحبيب وما ابهى حرفك وما اسلس قيادة
وغمق معانيه وجرسة
شكرا للجمال والمتعة
أ. محمد ذيب سليمان:
هذا هو عمق القصيدة ومفتاح رمزها.. اشكرك على حسن الاقتباس، وجميل الثناء.
تحياتي
حرف بهي
وقلم رائع رائع
ما شاء الله تبارك الله
شاعرنا الكبير محمد حمدي
حفظ الله قلبك
أزف الصباح وزارنا في ملتقانا شاعر متمكنٌ يهوى الألم
وحروفه من نورها تهدي قلائد من بديع قد تألق وانتظم
لحكاية البحر اشتعال السحر في أرواحنا وقلوبنا منذ القدم
مذ لاح طيف حبيبة ناداه يسكب عطره الفتان من سن القلم
أزف الصباح .. ولم ينم!
أيها الجميل المشرق بعباءة الشعر الرقيق العذب.. دمت ودام وهج حروفك
سعدت بتقديرك أ. خالد..
واستمتعت بمقطوعتك وتشرفت بها د. مختار.
تحياتي لكما.
هذا هو تعليق الصديق م. نزار شهاب الدين على القصيدة، وقد نشره منذ عدة أعوام على موقعنا أدباء دوت كوم، المتوقف حاليا:
من أروع أعمال الشاعر والقاص محمد حمدي غانم.. عمل متكامل شعريًا: موسيقى فياضة وصور أخاذة وسرد مشهدي جميل.
لم نعرف القصة هنا في شكل سرد تقليدي، بل كانت فيما يشبه لقطات السينما وهذا من أمثلة استخدام فنون أخرى داخل الشعر.. أضف إلى ذلك أن القصيدة يدور أغلبها في الزمن الماضي، لكننا نرى ذلك من خلال استدعاء الشاعر له وهو ما يسمى بالفلاش باك (الاستدعاء)، وهو فن آخر من فنون السينما.
من الجميل أيضًا استخدام جملة مكررة بعد كل مقطع ثم تتغير مرة واحدة بشكل طفيف ثم تفجر المفاجأة في نهاية القصيدة.
استفاد الشاعر من الأسلوبين السينمائيين ليقدم خاتمة سينمائية أخرى، يخرج بها من الفلاش باك، مقدمًا مفاجأة النهاية في مشهد سينمائي، تتوّجه الجملة المكررة المتغيرة كما أسلفنا.. ويستدعي الشاعر في هذا المشهد مشهدين آخرين سردهما من قبل ليربط هذا بذاك، في لفتة دائمًا ما تثير الإعجاب وتبرز التطور الدرامي، فالمشهد الأخير تكرار لمشهدين سابقين تدعوه فيهما حبيبته إلى البحر/الحرية لكنه يأبى.. وعبر الشاعر عن تغير الموقف عن طريق تكرار نصف البيت "وتشدُّني للبحْرِ ضاحكةً" والذي انتهى من قبل بـ "وأصرخ خائفًا: لا.. لا أريد" ثم مرة أخرى بـ "فأصرخ خائفًا: لا.. لا أروم" لينتهي هذه المرة بـ "فأذعن باسمًا لندائي".
أعجبني بشكل خاص البيت القائل "كانت تحب الله و التاريخ والوطن المعذب والجراح" فهو يعطف أشياء لا علاقة بينها ظاهريًا ليستفز تفكير القارئ ليربط بينها معبرًا عن أزمة الأمة (في رأيي).
القصيدة موسيقيًا جاءت من بحر الكامل ولكن في شكل غير كلاسيكي ابتكره ـ على حد علمي ـ الشاعر الراحل محمود حسن إسماعيل وهو يتكون من خمس تفعيلات بدلاً من ست (في الصورة الكاملة للبحر) أو أربع (في الصورة المجزوءة) أو اثنتين (في الصورة المنهوكة).. وهذا القالب يذكرنا بأول من عرّفنا به وهو الشاعر محمد حسام عباس الذي أدين له شخصيًا ويدين كثير من شعراء كلية الهندسة له بفضل كبير بعد الله عز و جل.. وقد كان هو أول من عرّفنا بهذا القالب الشعري وأبدع فيه.. نعد بأن نستأذنه في نشر أعماله قريبًا إن شاء الله.
مما يستوجب التعليق في النص، الغموض الشفيف واستخدام الرمز بلا إغراب.. والنص قد يفهم على أكثر من مستوى، مستوى القارئ العادي ومستوى القارئ المثقف الذي سيلتفت للرمز ويسقطه على المرموز إليه، وكلا القارئين سيستمتع.
القصيدة بها الكثير من لمحات الإبداع ولعل بقية كتابنا وقرائنا يشاركونني في استقراء هذا النص الممتع الذي أعدت اكتشافه بعد سنوات طويلة من قراءته للمرة الأولى.
تحياتي العطرة للجميع.