|
لكِ يا مُدامُ تحيَّةٌ و سَلامُ |
مَا رَنَّمَتْ فَوقَ الغُصُونِ حمامُ |
مَا رُتِّلَتْ في الكَونِ آيةُ عِشْقِنا |
أَو عَطَّرَتْ أفيَاءَنا الأنسَامُ |
أنسَيتِني وَقْعَ الهمُومِ و أَنتِ لي |
آسٍ يُداوِي مَا جَنتْهُ سِهَامُ |
و حَكَيت ِ شمسَ الحسنِ قبلَ مغيِبهَا |
صفراءَ تُجْلا عندَهَا الأفْهَام |
و بزغْتِ بدراً إذ بكَفَّيْ شَادنٍ |
سَاقٍ به افْتُتِنَ الأنامُ و هَاموا |
يَسْقيهم من مُقلتَيهِ سُلافَها |
وَ بِلَحْظِه الفَتَّاكِ وَ هْوَ حُسَام |
و بقده المرتجِّ من فرط الرَّخَا |
وَ بِحَاجبيه نُفُوسُهُمْ وَ ذِمَامُ |
وَ بِوَجْنَتَيْهِ تَوَرُّدٌ وَ تَكَلْثُمٌ |
وَ بِثَغْرِهِ دُرٌّ بَدَا و نِظَاْمُ |
يَاْ حَظَّ مُرْتَشِفِ الرّضَابِ و ذَا الْلَمَى |
زاكٍ وَ فِيهِ للنّفُوسِ مَرَام |
أَكْرِمْ بهِ شَهْداً يَذُوبُ حَلاوة ً |
مِن طِيِْبِهِ سَكِرَتْ الأيَّام |
يُقْضَى عَلَيْهِمْ إِنْ تَأَوَّدَ غُصْنُهُ |
طَرَبَاً وَ إِنْ يُقْبِلْ إلَيْهِمْ قَامُوا |
وَ يُدِيْرُهَا شَعْشَاْعَةً قَدْ عُتِّقَتْ |
بِدِنَانِها طَافَ الأَنَامُ وَ حَاموا |
وَ بِحَاْنِهَا النُّدْمَانُ أَرْسَوا سُفْنَهُمْ |
بِشَوَاطِئٍ هِيَ لِلْبُدُوْرِ تَمَاْمُ |
يَا طِيْبَهَا إَنْ حَرَّكَتْ أَنْسَامُهَا |
أَفْكَارَهم و تَوَالَتِ الأَنْغَاْمُ |
مَا كَانَ أَعْذَبَها عَشِيّةَ ذُقْتُهَا |
صِرْفَاً فَعَزَّ إِذِ احْتَسَْتُ مَنَامُ |
وَ لَثَمْتُ أَكْؤُسَها وَ كُلَّ دِنَانِها |
فَلْيخْسَأِ العُذّالُ و اللُوُام |
مِنْ كفِّ ممشُوقِ القَوامِ كأنّهُ |
رَشَأٌ تُحَار بوَصفِه الأَحْلامُ |
وَ مُعَصْفرِ الخَدّينِ فاترُ طرفِه |
هُنّ القِسِيّ المُشْرعَاتُ وَ سَام |
يَا مَا أُحَيْلاهَا سُلافَ رضَابِه |
صَفْواً فَلا عَتَبٌ وَ لا آَثَامُ |
لا تَنْهَرَنِّيْ لاسْتِبَاقِ عَوَاذِلِي |
يَوْمَاً بِكَأْسٍ لَذَّ فِيْهِ غَرَامُ |
هيَ خَمْرَةُ الحُبِّ القَدِيْمِ وَ نَفْحَةُ الْـــ |
ـمَوْلَى الرَّحِيْمِ علَى الدَّوَامِ تُدَامُ |
لا كَرْمَةٌ إِنْ قُلْتُ ذُقْتُ سُلَافَهَا |
يَأْبَى عَلَيّ اللهُ وَ الإِسْلَامُ |
فَأَشِرْ إِلَيْهَا بِالسَّلامِ وَ قُل لَّهَا |
لَكِ يَا مُدَامُ تَحِيَّةٌ وَسَلاَمُ |