ولا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ
انتقاه من لسان العرب لابن منظور : الدكتور عثمان قدري مكانسي
والجَدُّ الحظ والرزق. يقال فلان ذو جَدٍّ في كذا أَي ذو حظ .وفي حديث القيامة قال صلى الله عليه وسلم قمت على باب الجنة فإِذا عامّة من يدخلها الفقراء وإِذا أَصحاب الجَدِّ محبوسون أَي ذوو الحظ والغنى في الدنيا .
وفي الدعاء لا مانع لما أَعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ أَي من كان له حظ في الدنيا لم ينفعه ذلك منه في الآخرة .والجمع أَجدادٌ وأَجُدٌّ وجُدودٌ عن سيبويه.
وقال الجوهري أَي لا ينفع ذا الغنى عندك غِناه.
وقال أَبو عبيد : في هذا الدعاءُ الجدّ بفتح الجيم لا غير وهو الغنى والحظ . قال ومنه قيل لفلان في هذا الأَمر جَدٌّ إِذا كان مرزوقاً منه. فتأَوَّل قولَه لا ينفع ذا الجَدِّ منك الجَدُّ أَي لا ينفع ذا الغنى عنك غناه إِنما ينفعه الإِيمان والعمل الصالح بطاعتك . قال وهكذا قوله يوم لا ينفع مال ولا بنون إِلاَّ من أَتى الله بقلب سليم ، وكقوله تعالى وما أَموالكم ولا أَولادكم بالتي تقرِّبكم عندنا زلفى.
قال أَبو عبيد وقد زعم بعض الناس أَنما هو ولا ينفع ذا الجِدِّ منك الجِدّ – بكسر الجيم- والجِدّ إِنما هو الاجتهاد في العمل . قال وهذا التأْويل خلافُ ما دعا إِليه المؤمنين ووصفهم به لأَنه قال في كتابه العزيز "يا أَيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً " فقد أَمرهم بالجِدّ والعمل الصالح ،وحمدهم عليه فكيف يحمدهم عليه وهو لا ينفعهم ؟!
والجَدُّ العَظَمَةُ . وفي التنزيل العزيز وإِنه تعالى جَدُّ ربنا قيل جَدُّه عظمته وقيل غناه .
وقال مجاهد جَدُّ ربنا جلالُ ربنا وقال بعضهم عظمةُ ربنا ،وهما قريبان من السواء .
قال ابن عباس لو علمت الجن أَن في الإِنس جَدًّا ما قالت تعالى جَدُّ ربنا . معناه أَن الجن لو علمت أَن أَبا الأَب في الإِنس يدعى جَدًّا ما قالت الذي اخبر الله عنه في هذه السورة عنها .
وفي حديث الدعاء تبارك اسمك وتعالى جَدُّك أَي علا جلالك وعظمتك . والجَدُّ الحظ والسعادة والغنى.
وفي حديث أَنس أَنه كان الرجل منا إِذا حفظ البقرة وآل عمران جَدَّ فينا أَي عظم في أَعيننا وجلَّ قدره فينا وصار ذا جَد.
والله أعلم