إرجاء اللجنة العليا للإنتخابات إعلان النتيجة يدل قطعا على أحد امرين كلاهما خطير :
إما أن المجلس العسكري يتفاوض مع جماعة الإخوان المسلمين على السلطة بعد تأكده من فوز محمد مرسي ..
وهذا طرح مستبعد بحسب موقف جماعة الإخوان المسلمين التي تؤكد نجاح مرشحها وكمية السباب التي يطلقها شباب الإخوان واعضاء الجماعه من ميدان التحرير للمجلس العسكري منذ أيام .
وإما ان النتيجه أسفرت عن نجاح مرسي ويتم التزوير لصالح شفيق وهناك اكثر من دليل على هذا :
أولا / حالة الإكتئاب التي اصيب بها شفيق وانعزاله في قصره ورفضه استقبال أي صحفيين او اعلاميين بعد ساعات قليلة من بدء الفرز وإعلان النتائج من قبل جماعة الإخوان المسلمين منفرده .
ثانيا / عودة شفيق اليوم بمؤتمر صحفي يؤكد نجاحه ، ويستخدم لغة خبيثة بقوله (أنا الفائز الشرعي) فكلمة الشرعي كلمة ألقيت بخبث لدحض أي دعوى أو نتيجة يطلع بها علينا المرشح الآخر وانها تزويرا ً .
ثالثا / دعم المجلس العسكري ومؤسسات الحزب الوطني المنحل وأرباب المال والأعمال والإعلام لشفيق يؤكد أن صدمة نجاح مرسي وتأخر الإعلان الرسمي من الجهة المختصة لأكثر من ثلاثة أيام يخالف الدستور والقانون وينذر أن ثمة تلاعب ما يحدث على قدم وساق ، بالإضافة إلى أن تحصين لجنة الإنتخابات (ولايخفى على الجميع أن بعض أعضائها ليسوا محل ثقة ) هذا التحصين هو أسوأ قرار تم إتخاذه في شان الإنتخابات لأنه يعني أن القول الفصل في النتائج إن كان تم تزويره في الخفاء طيلة المدة الزائدة عن المدة التي فرضها الدستور فإعلان النتيجة في هذه الحالة سيكون فرضا للتزوير على الشعب كله .
رابعا / الإستعدادات القوية والغير مبوقه من قوات الجيش الخاصة وقوات الأمن المركزي والشرطة ( وهناك بعض الصور على الإنترنت بتواريخ حديثه تظهر عربات أمن مركزي جديده وتمركز قوات خاصه في مناطق حساسه لمكافحة الشغب وفض المظاهرات ) هذه الإستعدادات لا تبشر بخير .. وفض المظاهرات بالقوة بعض قرار بإعلان رئيس دمهورية مزور بعد ثورة يناير أمر لا يتخيل حدوثه إلا شخص مختل عقليا .. ويحقر كثيرا من شان الشباب ممن شارك في الثورة ومن ردة فعله .
خامسا / الإلتفاف على ثورة الشعب المصري بأي قرار أو موقف وإلقاء الكره في ملعب الإخوان المسلمين وإيكال التهم لهم بإثارة الفوضى في البلاد هو أمر سخيف وسيناريوا مكشوف جدا لن يقبله أي شاب مصري شارك في الثورة وأنا اولهم .
وأخيرا .. من الواضح جدا ان جميع مراكز القوى ( الإعلام الرسمي والخاص ، الجيش ، الشرطة ، القضاء ، رجال الأعمال ، قيادات الحزب الوطني الشابق ، رجال الدولة السابقين ، أصحاب رؤوس الأموال الضخمه ( عز ، ساويرس ، وغيرهم ) ) قد وقفوا جميعا ضد الثورة وهناك من يعاديها بشكل واضح وهناك من يتأرجح معها للدفاع عن مصالحه هذه كلها أمور معروفه ومشهودة لا تحتاج لدليل ، القول الفصل هنا ، هل تحتاج هذه الجهات متضافرة مع بعضها لأي مساعدات اخرى للقضاء على ( بعض الشباب الثائر ) هم يحسبون أنهم أقوى ، وأن رجل شرطة فاسد بلباس قوات الجيش الخاصه سيثير الذعر ويعيد دولة البوليس على الجميع .. هذا تحديدا ما يجعلني أقول أن الفصل الأولى الذي بعنوان (( سلميه )) من ثورة يناير ، قد انتهى ...
والذي يعتقد أن الشباب في حاجه لسلاح أو نزاع مسلح أو أعمال شغب أو بلطجه لفرض إرادته على جميع مراكز القوى المتحالفة تلك هو شخص لا يعرف إلا الإنقلابات العسكرية لكنه لا يعرف معنى الثورات الشعبية ...
هناك ورقة طالبت بها كشاب مصري وأعيد التذكير بها ، العصيان المدني .. انا ادعوا لعصيان مدني عام في البلاد .. ولنترك لهم الشوارع خالية ، ولينزل الجيش والشرطة ورجال الأعمال والإعلاميين ليعبدوا بعضهم البعض ويخدموا بعضهم البعض ، لن نعيش في الشوارع والإعتصامات طول الوقت إن أسبوعا واحدا ً يقضيه المواطن في بيته ، يزلزل جميع مراكز القوى ويسلب منها كل أسلحتها في مواجهة المواطن البسيط ويجعل من المواطن البسيط هذا .. مركز القوة الوحيد .. في الدولة . هذا هو الحل .. من وجهة نظري.