صفحات جميلة نيرة
فبوركت ايتها الكريمة
وعيد مبارك
حفظك المولى
لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»
صفحات جميلة نيرة
فبوركت ايتها الكريمة
وعيد مبارك
حفظك المولى
عيد فطر .. بلا مضاعفات صحية
د. عبد الحفيظ يحيى خوجة
ترتبط العديد من المناسبات في الوطن العربي، ومنه السعودية، بتقديم أنواع خاصة من الأغذية. ولعل أيام عيد الفطر المقبلة هي من أهم تلك المناسبات التي يتم التركيز فيها على الأطعمة المنوعة وتناول الحلوى والمكسرات المختلفة بين الوجبات، ابتداء من صباح اليوم الأول للعيد، متجاهلين أن الجهاز الهضمي اعتاد في هذا الوقت من اليوم على الراحة الإجبارية لمدة شهر كامل، مما ينتج عنه ما يشبه الصدمة لهذا الجهاز، وإرباك في أداء وظائفه.
الاختصاصية نوف علي آل سليمان، الحاصلة على ماجستير في التغذية والمهتمة بدراسة العوامل الغذائية والصحية المرتبطة بالإصابة بالأمراض المزمنة لدى السيدات السعوديات في مدينة جدة، تؤكد أن هناك العديد من الدراسات التي أثبتت نتائجها أن هناك علاقة وطيدة بين نمط الحياة والتغذية والرياضة والإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة، التي تعد العادات الغذائية من العوامل المهمة للإصابة بها.
وتوضح أن السلوك الغذائي السليم هو أحد أهم روافد البناء الصحي المحكم، والغذاء الصحي طريق آمن للصحة السليمة، كما أن التغذية غير الصحية من مسببات الإصابة بالأمراض، وفي مقدمتها ارتفاع ضغط الدم وظهور داء السكري والسمنة وزيادة الدهون في الدم وأمراض ومتلازمة شرايين القلب والعديد من الأمراض المزمنة الأخرى.
خمول بدني
تشير الاختصاصية نوف آل سليمان إلى تأكيد الأطباء والاختصاصيين في المحافل العلمية، على أن هناك أمراضًا لها أولوية في الرعاية التغذوية، حيث جاء داء السكري في المرتبة الأولى وتلاه ارتفاع ضغط الدم ثم أمراض القلب.
ومن الواضح أن الخمول البدني، الذي تصل نسبة انتشاره بين سكان العالم إلى حوالي 60%، له دور مشترك مع العادات الغذائية في حدوث معظم الأمراض المزمنة.
وفي المملكة العربية السعودية التي شهدت خلال العقود الثلاثة الماضية تغيرات حياتية كبيرة، ينتشر فيها الخمول البدني بشكل واسع لدى جميع فئات المجتمع. ومن إيجابيات ممارسة النشاط البدني بانتظام، مع تحسين الحالة الغذائية، الوقاية من بعض الأمراض المزمنة والمشكلات الصحية، وأيضًا زيادة الطاقة المصروفة من الجسم، وبالتالي المساهمة الفعالة في الوقاية من السمنة والتخلص منها.
عادات غذائية
كما تؤكد الاختصاصية نوف آل سليمان على أن التغيير في النمط الغذائي الذي ظهر خلال العقود القليلة الماضية كان -بلا شك- عاملاً أساسيًّا في زيادة خطورة الإصابة بالأمراض المزمنة، حيث نجد أن معظم أنواع الغذاء يحتوي على مقادير عالية من السكريات والدهون الحيوانية؛ ولذلك أصبح الناس أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض، وأن زيادة تناول الأملاح بصورة كبيرة يزيد من نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم وزيادة خطورة الإصابة بالجلطة وأمراض القلب، ومنها متلازمة الشريان التاجي.
وتضيف بأن كثرة الاعتماد على الوجبات الغذائية، الغنية بالسعرات الحرارية والمحتوية على كميات عالية من الدهون والسكريات البسيطة، قد أدت إلى انتشار المشكلات والأعراض الصحية المرتبطة بنمط الحياة المعاصرة.
السمن والسكر
وتستشهد على ذلك بحلوى العيد التي يتم تحضيرها باستعمال كميات كبيرة من السمن والسكر؛ مما يشكل عبئًا وخطرًا حقيقيًّا على مرضى السكري وتصلب الشرايين والقلب، خاصةً إذا ما أفرطوا في تناول الحلوى التي تحتوي على دهون مشبعة بكميات كبيرة. ويتناول البعض هذه الحلوى إلى جانب الوجبة الرئيسية، متناسين القيمة العالية للسعرات الحرارية لها؛ مما يساعد أيضًا على استمرار الزيادة في الوزن المكتسبة خلال شهر رمضان.
وتشير أيضًا إلى ما تعودت عليه الأسرة العربية في مثل هذه المناسبة، من تناول كميات كبيرة من اللحوم مع الأرز، وتُؤكل هذه الوجبة أكثر من مرة في اليوم الواحد؛ مما يرفع نصيب ما يتناوله الفرد من لحوم بدرجة تفوق احتياجاته بصورة كبيرة.
وإلى جانب الصعوبة التي يواجهها الجسم لهضم هذا الكم من اللحوم، فإن الجسم في حقيقة الأمر لا يحتاج إلا لكمية محدودة منها والباقي يتعامل معه كأي مصدر آخر للطاقة، أي أنه يتم تخزينه في داخل الجسم. وكحقيقة علمية، فإن قدرة الجسم على تخزين البروتين محدودة، وعليه يتم تحويلها إلى أشكال أخرى مثل الدهون. وينتج عن عملية الهضم الغذائي للبروتينات في هذه الظروف لكميات كبيرة من اليوريا وحمض اليوريك؛ مما يؤثر بطريقة خطيرة؛ على مرضى الكلى والنقرس، إلى جانب ارتفاع نسبة ما يتناوله الإنسان من الدهون الحيوانية التي تشكل الخطر لمرضى ارتفاع الكوليسترول بالدم.
ومن خلال ما سبق يتضح أن للتغذية والنشاط البدني علاقة بالإصابة بالأمراض المزمنة؛
لذا يجب على الفرد الحرص على السلوكيات الغذائية السليمة مع ممارسة الرياضة بانتظام.
نصائح غذائية في عيد الفطر
بانتهاء شهر رمضان يكون الصائم قد اعتاد على نمط تغذوي ومعيشي مغاير كثيرًا لذلك النمط المتبع طوال العام؛ فنتيجة للصوم يعتاد الجهاز
الهضمي على عدم استقبال أي طعام أو شراب طوال النهار، مما يجعله في حالة راحة نهارًا، في حين يفرز العصارات الهاضمة ويتهيأ لاستقبال الطعام قبيل أذان المغرب.
أول أيام العيد ونتيجة للتغير المفاجئ في مواعيد وأساليب ونوعيات الطعام المتناول يعاني الكثير من عدد من العوارض الصحية الناجمة
عن العبء الكبير الذي قد حملناه لجهازنا الهضمي دون سابق تمهيد أو إنذار، فترى أقسام الطوارئ بالمستوصفات والمستشفيات
قد استنفرت كل أجهزتها لاستقبال الأعداد الكبيرة من حالات التلبك المعوي وآلام المعدة والأمعاء والانتفاخ والإسهال الحاد.
وإضافةً إلى كل ذلك، كثيرًا ما يرتفع عدد الحالات المسجلة للتسمم الغذائي في أول أيام العيد.
ولكي تدوم فرحة العيد وتكتمل بلا معاناة صحية أو مشاكل تغذوية ناجمة عن التغير المفاجئ في مواعيد وأساليب تناول الطعام،
هناك عدد من الاعتبارات التغذوية التي يؤدي تطبيقها إلى تجنب حدوث هذه المشاكل بسهولة ويسر منها:
1- عدم الإفراط في تناول الحلويات صباح يوم العيد:
تمثل حلويات العيد جزءًا غاليًا من تراثنا الإسلامي وعاداتنا العربية والكويتية الأصيلة، ولعل أكثر الحلويات تميزًا لعيد الفطر الكعك والبسكويت والبيتفور، وجميعها أطعمه عالية جدًّا في محتواها من الدهون والسكريات ومصدر مركز للطاقة. وتحتوي الكعكة الواحدة من كعك العيد التي تزن حوالي 50 جرامًا على حوالي 820 سعرًا حراريًّا؛ أي ما يعادل كمية الطاقة الموجودة في خبزة زنة مائة جرام.
ويؤدي الإفراط في تناول الحلويات في صباح يوم العيد إلى إرباك الجهاز الهضمي وحدوث تلبكات معوية، كما قد يؤدي
إلى حدوث إسهال شديد مصحوبًا بالعديد من المخاطر الصحية الأخرى. وتتضاعف المخاطر الصحية للإفراط في تناول
الحلويات لدى المصابين بكل من داء السكري والسمنة وارتفاع دهون الدم وأمراض القلب والشرايين.
لذا يجب الحذر من أن نتناول كمية كبيرة من هذه الحلوى تحت ضغوط الضيافة والإلحاح والكرم الذي يشتهر به مجتمعنا.
وللخروج من مأزق الحرج لعدم تلبية رغبة المضيف يمكن تناول حبة فاكهة أو كوب من عصير الفاكهة بدلاً من تناول هذه الحلويات
أو المشروبات الغازية كلما قمت بزيارة لمنزل أو قريب.
علينا الاعتدال في تناول الحلوى والشكولاتة وكعك العيد؛ لأنها تحتوي على كمية كبيرة من الدهون والسكريات
والسعرات الحرارية التي قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات هضمية، وزيادة في الوزن.
2- احذر التدخين أو شرب الشاي أو القهوة على معدة خاوية:
من العادات السيئة ذات الأثر السلبي على الصحة اعتياد الكثير على بدء يوم العيد بإشعال سيجارة أو احتساء كوب من الشاي
أو القهوة على معدة خاوية. ويضاعف ذلك من المخاطر الصحية الناجمة من التدخين أو شرب الشاي أو القهوة فيؤدي إلى اضطراب والتهاب المريء والمعدة.
كما يؤدي إلى فقد الشهية وازدياد حموضة المعدة وزيادة ضربات القلب. ويجب الامتناع تمامًا عن هذه العادات السيئة،
سواء في أيام العيد أو في غيرها، وخصوصًا للمصابين بأمراض القلب والشرايين وداء السكري.
3- تدرج في تعويد معدتك على استقبال الطعام في الصباح:
يعتبر تناول إفطار ثقيل في أيام العيد أحد الأخطاء التغذوية الشائعة. فحتى تعتاد المعدة على استقبال الطعام في الصباح
يجب البدء بكميات قليلة من الطعام، وتصغير حجم الوجبات لتجنب إرباك الجهاز الهضمي، وإتاحة الفرصة لعملية هضم مريحة وكاملة.
4- تجنب الإفراط في تناول الأغذية الدسمة وعسرة الهضم:
تمثل كل من الأطعمة المقلية والصلصات السميكة والفواكه والخضراوات غير المكتملة النضج وبعض أنواع البقول ذات القشور السميكة أغذية عسرة الهضم. ويجب تجنب الإفراط في تناول هذه الأغذية في أيام عيد الفطر، وذلك حتى تستعيد المعدة نمطها المعتاد للعمل في غير أيام رمضان.
5- تناول طعامك في صورة وجبات محددة:
من المفيد جدًّا البدء في تهيئة الجهاز الهضمي للعودة لاستقبال الطعام في صورة وجبات ويتيح تنظيم مواعيد تناول الطعام للمعدة
وباقي أعضاء الجهاز الهضمي فرصة القيام بوظائفها على نحو طبيعي، كما يجب تجنب الاستمرار في التقاط الطعام طوال اليوم وعدم الجلوس
على مائدة الطعام لتناول الوجبات في المواعيد المعتادة؛ حيث يؤدي ذلك إلى التهام كميات كبيرة من الطعام دون الشعور بذلك.
وقد يكون من المفيد أن تكون هذه الوجبات صغيرة على أن يتم زيادتها إلى 4 - 5 وجبات يومية؛
أي المحافظة على كمية الطعام القليلة التي تعودت عليها أجسامنا أثناء شهر الصوم؛ لنتخلص بالتدريج من الزيادة في الوزن التي نكتسبها عادةً مع التقدم في العمر.
وإذا كنت شخصًا بدينًا ونقص وزنك أثناء صيام شهر رمضان، فعليك المحافظة على هذا الوزن
وأن تستمر في ممارسة نفس العادات الغذائية والسلوك الغذائي الذي اكتسبته خلال وبعد عيد الفطر؛ لتتخلص من السمنة والتي تعد خطرًا على صحتك.
6- احرص على تطبيق قواعد سلامة الأغذية:
عادة ما يرتفع معدل الإصابة بالإسهال والحمى في أيام العيد نتيجة للإصابة بتسممات ذات أنواع مختلفة،
ومن الضروري الحرص على اختيار مصادر الغذاء الآمنة والموثوق فيها وعدم شراء الوجبات الجاهزة من مصادر غير معروفة.
أما بالنسبة للذين يقضون أيام العيد في رحلات خارج المنزل فيجب عليهم الحذر في تحضير أغذيتهم وعدم تحضير الوجبات قبل موعد
تناولها بساعات طويلة مما يجعلها عرضة للفساد.
7- "كلوا واشربوا ولا تسرفوا":
لا يوجد بين القواعد الصحية للتغذية حكمة واحدة تصلح لجميع الأعمار وجميع المناسبات أكثر من قول الله تعالى:
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا} [الأعراف: 31]. فاتّباع هذا القول هو سبيلك إلى الصحة والسلامة.
أي الاعتدال أيضًا في إقامة الولائم بالمنزل، وفي تلبية الدعوات إليها من قبل الآخرين.
8- تجنب الخمول:
يجد البعض إجازة العيد فرصة للإفراط في تناول الطعام والراحة والاسترخاء، فيصبح روتينهم خلال إجازة العيد
هو الأكل ثم النوم والنوم ثم الأكل وينتابهم شعور بالكسل والخمول، ويؤدي تناول وجبات كبيرة ودسمة ثم النوم إلى عسر الهضم والتلبك المعوي والانتفاخ.
أما على المدى البعيد فيؤدي ذلك إلى الاعتياد على الخمول والبدانة والسمنة بما يصاحبها من مخاطر صحية كثيرة؛
لذا فمن الضروري أن يتم تخصيص جزء من إجازة العيد لممارسة أي نشاط رياضي مناسب.
9- الاعتدال مطلوب.. ومراعاة الظروف الصحية للآخرين واجب
مراعاة الأشخاص المرضى في الأسرة نفسها المصابين بأحد الأمراض المزمنة، وذلك بإعداد بعض الأصناف التي تتناسب
مع مرضهم ومع حميتهم الغذائية، كذلك مراعاة الزوار وعدم إلزامهم بتناول كافة الأصناف المنوعة في المائدة؛
فعلى سبيل المثال يفضل تقديم الشاي والعصير بدون سكر للمصابين بداء السكري وكذلك توفير الحلويات المخصصة لمرضى السكري،
والتي لا تؤدي إلى ارتفاع سكر الدم لديهم.
وللحد من المخاطر الصحية التي قد يصاب بها أحدنا، وحتى تكون كل أيامنا أعيادًا، لا بد من الاعتدال في كل شيء،
والالتزام بروح شهر رمضان، وتنظيم الوجبات الغذائية.
المصدر: موقع دعوي.
فرحة العيد وحزام الأحزان
الشيخ حسن قاطرجي
لا يَتعارَض في فكر المسلم فهمُه لفلسفة الأعياد في الإسلام وتفاعُلُه الفكري والشعوري مع قضايا أمَّته وهمومها وأحزانها؛
فهو في الوقت الذي يَشعُر بفرحة إتمام العبادة مع انتِهاء رمضان, ويشكُرُ اللهَ عز وجل على نعمته عليه وعلى المسلمين بما
تجلَّى فيه من كثيرٍ من مؤشِّرات الخيريَّة ودلائل النِّعَم, ويَوجَل قلبُه ضارعًا ألاَّ يُحرَم من الأجر وقَبول الجهد, وأنْ يكون ممَّن شَمِلتهم
مغفرة الله عزَّ وجلَّ ومَنَّ عليهم بالعِتق من النار.
يخنقُ فرحتَه الجزئيَّة هذه حِزامٌ من الأحزان, لا ليقع في اليأس أو الإحباط, وإنما ليتولَّد عنده مزيدٌ من قوَّة الإصرار على مُغالَبة أسبابها:
1- حُزنُ إقصاء الإسلام عن موقع الإدارة السياسيَّة والتشريعيَّة والإعلاميَّة والتربويَّة في بلاد المسلمين, وهو كارثة الكوارث, ومنبع أخطر الشُّرور وأشدِّ المفاسد.
2 - وحُزنُ تولِّي "مَن لا خَلاق لهم عند الله" -في الأعمِّ الأغلب من الحالات- سُدَّة الحكم والمسئوليَّات في العالم الإسلامي.
3 - وحُزنُ مَأساة احتِلال "أعداء المسلمين" لفلسطين الحبيبة, والعراق الغالية, وأفغانستان الأبيَّة, وكشمير الممتَحَنة...
وعدد آخر من بلاد المسلمين الرازحة تحت نير الاحتلال الروسي البَغِيض.
4 - وحُزنُ حِصار وخنق "قطاع غزة" منذ سنواتٍ مع ما ينطَوِي عليه هذا الظُّلم من آلامٍ ونكبات, وكذلك حُزنُ كارِثة فيضانات باكستان
وما خلَّفَتْه من مَآسٍ وأحزان في حياة الملايين من المسلمين.
وعلى الرغم من ذلك كلِّه فإنَّ بَريق آمال الخلاص من هذه الأحزان سيَبقَى محفِّزًا لتحويل تلك الآمال إلى واقعٍ مُشرِقٍ عزيز,
يُرضِي اللهَ ورسولَه, ويغمُرُ المؤمنين الصادقين بالفرح؛ {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ} [الروم: 4، 5]..
بَرِيق الثقة العظيمة بالله وقوة الإيمان به, وإرادة التغيير وعزيمة التنفيذ, وبريق التخطيط الواعي الصادق للمستقبل,
وبريق الأمل العظيم بالمؤمنات الأبيَّات صانِعات الأجيال, والمتصدِّيات لأخطر مشاريع الإفساد في بلاد المسلمين,
سواء الإفساد الأخلاقي البَشِع, أو إفساد التخلُّف والتجهيل وتهميش الإنسان... وصدَق الشاعر المؤمن في قوله:
مَا الْعِيدُ إِلاَّ أَنْ نَعُودَ لِدِينِنَا *** حَتَّى يَعُودَ نَعِيمُنَا الْمَفْقُودُ
مَا العِيدُ إِلاَّ أَنْ نُكَوِّنَ أُمَّةً *** فِيهَا مُحَمَّدُ لاَ سِوَاهُ عَمِيدُ
عيد ماليزيا .. فريد بكل المقاييس
(ماف زاهير دان باتين)..
بهذه الكلمات، التي تعني بالعربية (اغفر لي أخطائي)،
يستقبل مسلمو ماليزيا عيد الفطر.. يقولونها كلما التقى أحدهم بأخيه يوم العيد، في إشارة إلى أنه يوم غفران الذنوب، ونشر روح التسامح.
وتختلف مظاهر الاحتفال بعيد الفطر باختلاف العادات والتقاليد التي تتميز بها كل بلد عن الآخر؛ ففي ماليزيا يُعتَبر الاحتفال بعيد الفطر
"عرضًا نابضًا بالحياة، وغنيًّا بالتقاليد الماليزية في الملبس والمطعم، يتسم بالحفاوة البالغة التي تمتاز بها البيوت الماليزية في هذا اليوم..
إنه كرم قلما تخطئه عين، أو يفتقده ضيف".
ويجتمع ملايين المسلمين في العاصمة "كوالا لامبور" صباح عيد الفطر في المساجد لأداء صلاة العيد، ولسماع الخطبة، وهم يلبسون
ملابسهم التقليدية المتميزة التي تتباهي بألوانها الزاهية، وأغطية الرأس التي تشتهر بها تلك الدولة الواقعة في آسيا، والمطلة على المحيط الهندي والمجاورة لتايلاند شمالاً، وإندونيسيا وسنغافورة جنوبًا.
وعلى غير عادة المسلمين في آسيا وإفريقيا، لا يمارس مسلمو ماليزيا عادة "المعانقة" كلما التقوا، بل يكتفون بالمصافحة بشكل يمتلئ بالوقار والرزانة،
وتتلامس صدورهم في إشارة إلى الاحترام والحب المتبادل. ومن الشائع في ماليزيا أن تشارك النساء في "صلاة العيد"،
وهن يرتدين الملابس البيضاء المحتشمة، أو رداء الصلاة الذي يغطي كامل الجسد ولا يظهر منه غير الوجه.
يأتي ذلك بعد 30 يومًا من الصيام كانت مليئة بالاحتفاء بالقرآن الكريم، حيث تقيم ماليزيا مسابقات ضخمة لحفظه،
على مستوى الولايات الثلاث عشرة التي تتشكل منها البلاد. وتقام في كل دائرة مسابقة عالمية لحفظ القرآن الكريم،
يشترك فيها أربعون دولة إسلامية، هذه المسابقة تقام منذ أكثر من ثلاثين عامًا مضت.
المنزل المفتوح
وفي يوم العيد ينظم المسلمون في ماليزيا تقليدًا يشيع في بعض البلدان العربية، وهو ما يسمونه بـ"البيت المفتوح"، وهي عادة محلية يتم خلالها فتح أبواب المنازل لاستقبال الجيران والأصدقاء والأقارب، وقد ينضم كذلك المسلمون الصينيون والهنود وحتى الغرباء إلى ذلك "البيت المفتوح" لتناول وجبة شهية، والاستمتاع بالمعجنات المنزلية، والأطعمة المحلية.
وحول أهمية هذه العادات في نشر روح الفرحة بين المسلمين في العيد يقول أحد مسلمي ماليزيا ويدعى "مختار علي": "بدون روح الألفة والصداقة التي تكون حين يجتمع المسلمون للاحتفال بالعيد، والتي تُحَاط بالطعام الشهي والملابس الزاهية، يكون العيد خاويًا".
وقد قرر "علي" -وهو عضو في أحد المنظمات الأهلية غير الحكومية- أن يحضر "للمنزل المفتوح" ليستضيف عددًا من المسلمين الهنود، والأقارب الماليزيين، وسوف يقدم الطعام الشهي للمسلمين وغير المسلمين احتفالاً بهذا اليوم".
ويضيف: "إنها روح العيد في ماليزيا، والتي تتميز بأنها بلد متعددة الثقافات، فنحن نظهر صداقتنا للجميع،
وندعوهم لزيارة منازلنا ومشاركتنا الطعام والشراب".
تلك العادة الرائعة التي تظهر كرم هذا الشعب، يسهم فيها الاقتصاد القوي التي تتمتع به ماليزيا،
وهي الدولة الإسلامية الأولى التي هربت من وصمة "الدول النامية"، وأصبحت تنافس غيرها في نادي "الدول المتقدمة".
طعام وصلة رحم
ومن أشهر أطعمة العيد في ماليزيا الـ (كيتوبات)، الذي يُصنَع من الأرز الذي يُطهي في أوراق "البامبو"، ويُلف على شكل ماسة.
كذلك يوجد الـ (ليمانج)، ويتكون من الأرز المخلوط بحليب جوز الهند، والمطهو في الخيزران،
والـ (ريندانج)، المصنوع من لحم البقر المخلوط بوصفات خاصة يتميز بها الماليزيون.
وهكذا يجد الأطفال والشباب فرصًا عديدة لتناول الطعام في مختلف المنازل التي يزورونها في بلدانهم،
ويكون منزل الوالدين على رأس أولويات البيوت التي يقرر الماليزيون زيارتها في أول أيام العيد،
وهي إشارة إلى الوفاء، فزيارة الوالدين أولاً ثم باقي الأصدقاء والأقارب. يقول "قمر الزمان"،
والذي يعمل مدرسًا في إحدى المدارس الابتدائية في العاصمة الماليزية كوالا لامبور: "أكثر من 30 شخصًا، من بينهم الأطفال،
سيكونون في منزل والدي يوم العيد".
ويستقبل "قمر الزمان" العيد بشراء ملابس جديدة لأولاده الأربعة، وطلاء منزلة، وابتياع ستائر جديدة بعد إلحاح شديد من زوجته.
ويعطي أولاده (دويت رايا) والتي تعني بالعربية "هدية العيد، أو العيدية" وهم بدورهم يخططون لكيفية صرفها، مع الأموال الأخرى التي يتلقونها من الأجداد والأعمام،
لكن بحذر حتى تكفيهم كل أيام العيد. وتنتشر "سُرُج الزيت" التي تضاء فوق البيوت ليلة العيد في أنحاء ريفية كثيرة من ماليزيا،
وتكون تلك الأنوار مصحوبة بالتكبيرات التي تجوب أنحاء البلاد.
المصدر: موقع دعوي.
العيد عبادة وشكر
عبد الملك القاسم
أيام العيد ليست أيام لهو وغفلة، بل هي أيام عبادة وشكر، والمؤمن يتقلَّب في أنواع العبادة، ولا يعرف حدًّا لها.
ومن تلك العبادات التي يحبها الله ويرضاها: صلة الأرحام، وزيارة الأقارب، وترك التباغض والتحاسد، والعطف على المساكين والأيتام،
وإدخال السرور على الأرملة والفقير.
وتأمل دورة الأيام واستوحش من سرعة انقضائها.. وافزع إلى التوبة وصدق الالتجاء إلى الله ،
ووطِّن نفسك على الطاعة وألزمها العبادة؛ فإن الدنيا أيام قلائل.. واعلم أنه لا يهدأ قلب المؤمن ولا يسكن روعه حتى تطأ قدمه الجنة..
فسارع إلى جنة عرضها السموات والأرض، وجنِّب نفسك نارًا تلظى لا يصلاها إلا الأشقى.. وعليك بحديث الرسول :
"سدِّدوا وقاربوا، واعلموا أن لن يُدخِلَ أحدَكم عملُه الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قَلَّ"[1].
المصدر: كتاب (40 درسًا لمن أدرك رمضان) للشيخ عبد الملك القاسم.
====
[1] رواه البخاري (6464)، ومسلم (2818)، عن عائشة رضي الله عنها.
عيدنا والشام
د.حمودالحطاب
نعيِّد العيد ويعيدون العيد، نلبس الجديد في العيد ثيابنا البيض رمز البهجة والنظافة والنقاء والفرح والسرور،
ويلبسون الأبيض في العيد في بلاد الشام.. يلبسون الأبيض يلفون فيه لفًّا, ولا جيوب لثياب العيد في بلاد الشام,
ولا خيوط تخيط ثيابهم.. إنهم يلبسون الأكفان البيض يعيدون بها في الحفر.. في القبور.. في المقابر!
نظام سورية يذبحهم في العيد يتقرب بذبحهم إلى قلبه الحقود، ويرضي بهم شيطانه اللدود.
عيد بأي حال عدت على الشام يا عيد?! بما مضى? أم لما فيك تجديد?
الله أكبر! يكبر بها أئمة المساجد عندنا سبعًا, ويكبر بها الأئمة هناك في بلاد الشام أربعًا..
إن التكبيرات السبع هي هيئة صلاة العيد, والتكبيرات الأربع هي هيئة صلاة الجنائز على أرواح شهداء الإسلام في حماة وحمص واللاذقية
ودير الزور وفي كل أنحاء الشام التي تطالب برحيل الطغيان ورحيل النظام السوري البائس العنصري الحاقد على شعب سورية البطل الكريم المقدام.
جبناء البعث يعيّدون العيد لا تقبل الله عيدهم, على جثث المسالمين والعزل من أبناء الشام, على جثث النساء والأطفال والشيوخ,
جيش النظام الجبان كان كدجاجة منتوف ريشها أمام إسرائيل في الحروب التي دارت بين العرب وجيش يهود،
وسلّم جيش البعث الخائن أسلحته مبكرًا مولِّيًا الأدبار, وسلم أرض الجولان قبل وصول القوات الإسرائيلية إليها.
وهو اليوم يُظهِر شجاعة وبسالة قتالية فريدة وهو يدوس شعب سورية! وهو يحطم جماجم العزل بآلياته ومدافعه.
كيف يعيِّد أبناء الشام وأي حلويات عيد يتناولونها وأغاني وألحان مجنزرات النظام تعزف لحن الموت فوق رءوسهم؟!
لك الله يا سورية! لك الله يا بلاد الشام! وأبشري، فوالله لن يخزيك الله أبدًا, ولن تذهب دماء أحرارك هدرًا.
ليعيِّد المسلمون في كل أنحاء الأرض كما شاءوا؛ فعيد الفطر هو فرحة الصائم بصومه وهي فرحة الانتصار على الشهوات الحلال مقابل تعلم الصبر عن الشهوات الحرام.. ليعيد المسلمون عيد ربهم، وليفرحوا بما شرع الله لهم من فضله, فهذا مشروع لهم ومن حقهم الفرح بالأعياد.
وليعيِّد شهداء سورية عند ربهم أحياء في جنات النعيم يرزقون
{وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169].
وأبشروا أهل بلاد الشام.. هذا آخر عيد للطغاة إن شاء الله، وسنعيِّد معكم بإذن الله، وفي أرضكم المحررة
من الطغاة في العيد المقبل. وليس ذلك على الله بعزيز.