نثرتْ عِطرها في الأجواء ، ها هي تخْطو مُتّجهةً إليْهِ بتَرَقُّب ،
وفي عَيْنيْها بَريقُ مَكْرٍ يُشبِهها ،
ولَّى وَجْهَهُ شَطْرَ انْعِتاقِهِ ، وأنشدَ قائلا :
*** أَنَــا لاَ أرَاكِ ***
أنَا لاَ أراكِ، نَقَشْتُهَا
في الـقـَـلْبِ كَيْ يـَنـْسَى بَهَاكِ
أَنَا لاَ أَراكِ، وَ عُمْريَ
المَغْدُورُ، مِن غـدِهِ رَمـَاكِ
قَدْ كُـنْـتِ عِندِي كَوْكَبَا
وَ أنَا الـنـُّجـَيـْمَةُ فِي سَمَاكِ
قَدْ كُنْتِ لِي دِفءَ الحَيَاةِ
وَطيبُ أيّامي، شذاكِ
في الرُّوحِ عِـشْـتِ مـَلـِيـكَةً
وَ أّنَا الـمـُتـَيـَّمُ فِي هَوَاكِ
هَلْ تَـذْكُــرينَ لـِقَاءَنَا
عِنْدَ الخَمَائِلِ فِي صِبَاكِ ؟؟
هَل تَذْكُرِينَ قَصَائِدًا
مَا أَسْمَعَتْ أحَدًا عَدَاكِ ؟؟
أوَ تذْكُرينَ رَوِيَّها
كَمْ كَانَ يَــخْـجَـلُ مِنْ نَدَاكِ ؟؟
أَنا مَا اتَّـخـَذْتُ حـَبِيـبـَةً
فِي هَذِهِ الـدُّنـْيا سِـوَاكِ
لَكِنَّ حُـبـّكِ مَاكِـــرٌ
أَتْـقـَنْتِ نَسْجَكِ لِلشِّباكِ
واخْـتَـرْتِ مـِنْ بَعـْدِ المَحَبّةِ
أنْ تُـذِيـقـينـِي أَذاكِ؟؟
ألأنّنِي أَيْـقـَـنـْتُ يَوْماً
أَنَّ فِي سَقَمي دَوَاكِ ؟؟
ولأَنّنِي عِنْدَ احْـتِـيـَالِـكِ
مَا مَـشَـيـْتُ عَلى هَوَاكِ؟؟
آثَرْتِ نَـقـْضَ عُهُودِنا
فِي طُهْرِهَا شَبّتْ لَظاكِ ؟؟
أَمْـعَـنـْتِ فِي ضَـرْبِ الخَنَاجرِ
و احْتَمَلْتُ ، وَمَا كَفَاكِ
أَذْكَـيـْتِ حِقْدَكِ في دَمي
وَ مَضَـيـْتِ نَاظـِرَةً هَلاكِي
سَـقَـطَ الـقـِنَاعُ، تَكَشَّفَتْ
عَوْرَاتُ قَلْبِـكِ يَا مَلاَكِي
مَا أضْـيـَعَ العـُمـْرَ الـذِّي
أَنْـفـَقـْتـُهُ أَبْـغِي رِضَاكِ
غِـيـبِي فَحَرْفِي صَارِمٌ
وَ الشِّعْرُ يَحْرِقُ إِنْ هَـجَاكِ
وَ عَـساكِ يـَوْمَ نـَدَامَـةٍ
لاَ تَـأمَـلي عَـفـوي، عـَسَاكِ
أَنَا لاَ أَرَاكِ ، فَغَيّبي
عَنْ مَـسـمـَعِـي ذَاكَ الـتـَّبـَاكِي