أحب ضجيجك لحظة الصمت، وثرثرة سكوتك
وأجد في زالزالك استقراري،
وأنتمي إلى زئبقك الهارب خارج الأوعية المألوفة..
ولأن الفراق هو اللقاء اليومي لنا
حضورك مفاجأة دائمة
كما لو أنك وصلت للتو من كوكب آخر..
أحبك لأنك الغريق الذي يخشى البلل
والنار المتأججة التي تخشى الدفء..
***
أحبك لأنني ألتقي بك لحظة أغادرك..
أحبك لأنك بسيط كالأسرار
واضح كالغموض.. ولأنني أجد سورياليتك منطقية!
أحبك لأنك لست الأبيض ولا الأسود..
كلحظة التقاء الأشياء
التي تتعانق لأنها لا تمتزج..
أحبك لأنك لا تدعو للاطمئنان،
بوسعي أن ألمحك كومضة برق،
ويستحيل امتلاكك كفراشة مثبتة تحت دبوس..
أحبك لأنك مذهل وآسر،
كعبارة صباح الخير لحظة الاحتضار!..
وحين أكتب عنك،
أتلاشى مع السطر الأخير..
كأنني أسيل في أنابيب السطور..
حتى لا يتبقى مني شيء.. ب.ع.د.ك...
***
أتمنى أن تحبني لأنني طرت قارّتين كي أراك
ثم أخلفتُ موعدي معك!
أتمنى أن تحبني لأن رفضي
دعوة ورجاء...
ودربي رحيل بلا وصول...
وقلم وعودي ممحاة..
أحب أن تناديني لحظة إقلاع طائرتي بعيداً..
وأن تأمرني بالكف عن الثرثرة حين أصمت..
أتمنى أن تخلو حياتنا من فراق اللقاء
وموت الحب تحت سنابك العناق.
وسأظل أمشي في حقول ألغامك،
وأنا أحمل بيدي عكازي الأبيض كالعميان
لأرى غموضك بوضوح..
وسأظل أحبك،
لأنك الماء المستحيل،
وإذا انكسرتُ داخلك
صرت قوس قزح أبجديته الألوان..
وسأظل أحبك،
دون أن تقصّ جناحيك لي كهدية!
كي تظل شاعراً... وأظل عاشقة..