|
يا ليلـةً بِـتُّ فيهــا أصـحـبُ النجــــمَ![](clear.gif) |
وأعصرُ الليــلَ راحـا مازجـتْ همّــا |
هــمٌّ يـراودني عـن كــلِّ مـبـهـجـــةٍ![](clear.gif) |
يدُسُّ فيها – على علاتها – سُــمّا |
يستخلص الزّفرةَ الحرّى ويرســلُها![](clear.gif) |
خِـدْنـاً لآهٍ تَـراهــا طُبِّقَــتْ شَـــحْما |
خرجتُ من جسَدي والكـونُ يغمرُني![](clear.gif) |
في رحلةٍ صُرِمتْ أسـبابها صَـرْما |
أستمهلُ الفكرَ في التَّطوافِ أســـألُه![](clear.gif) |
ســؤالَ مســتغربٍ قـد همَّ و اهتـمَّ : |
هلْ ربةُ الحُــزْنِ حلّتْ في مــلامحِنـا![](clear.gif) |
وخـلّفَـتْ إثــرَهـا أفـواهَنــا هُتْــــما |
أم أنهــا التَقَمَــتْ أثــداءَ مُــرضعِنــا![](clear.gif) |
خَمسا فصارتْ لنا مِن بعدِها رِحْمـا |
ما أغفلَـتْ ســاعةً حـقَّ الطّوافِ بنـا![](clear.gif) |
و قـدْ أعـدّتْ لنا من حُبِّها سَــــهما |
و ازَّيَّلـتْ حـالُنــا بؤســــــا لِما أكَلَتْ![](clear.gif) |
على موائِـــدِها بَلْـهَ الأسـى لُــؤْمـا |
أطــالَ فكــري بــلا جــدوى تأمُّلَـــهُ![](clear.gif) |
في ما سـألتُ وحارتْ نفسُــهُ فهمـا |
وراحَ يشحذُ في الأســـــواق أجوبةً![](clear.gif) |
لكنْ جَنَى الصَّـدَّ في تجوالِهِ عُـدْمـا |
يا لهــفَ نفسي على حــالٍ تَمَـــلَّـكنا![](clear.gif) |
نَلقى الســـعادةَ في أســمالِـهِ وَهْما |
نجـري إلى جهـةِ الآمـالِ نُســـرجُها![](clear.gif) |
مُـيَـمِّمــينَ ســـرابـا هــاربـا دَوْمـا |
أصبغــةٌ أم تُــراهــا كبـــوةٌ عثــرتْ![](clear.gif) |
فيهــا ركـائبُنــا والسَّــــعـدُ مِـن ثَـمَّ |
سُـــقيــا لعهــدٍ تغشـّــاهُ الهنـا أمَــدا![](clear.gif) |
حيــثُ البــراءةُ لا هــمّا و لا غــمّا |
بادرتُــهُ ولـداً عـافَسْـــــتُـهُ جَــذَعــا![](clear.gif) |
أُرخي العنـانَ لنفـسٍ لم تـذُقْ لجْمـا |
نفسٍ تعــاقـرُ صهبـاءَ الـرُّؤى زمَنـا![](clear.gif) |
ولم تجِـدْ في تعاطِيهـا الـرُّؤى إثْمـا |
لكنّـــها فُطِمـــــتْ قَسْـــــــرا فآلمَهـا![](clear.gif) |
طعـمُ الفِطـامِ وكانتْ تجهــلُ الفطْـمَ |
هي الحــــياةُ إذا مـا أقبلَـتْ مُدِحـتْ![](clear.gif) |
وإن هي اْسْـــتدبرَتْنـا أُشــبِعتْ ذمّـا |
يـا أيّهــا الفـــكرُ وكِّـلْني على أمـلي![](clear.gif) |
كيمــا أفَـتِّتُ منـه العظــمَ و اللّحْمــا |
مـا همَّـني بعـدَها لـو قِيـلَ مُضْطرِبٌ![](clear.gif) |
جَـــهْـمٌ أكــبَّ على أظفــارِهِ قضْمـا |