|
إلى أين أمضي يا زمان العجائب |
غريب وأغراب وحولي غرائبـي |
سألت صدى الأيام عني فأومأت |
وقالت وقالت حسب نفسي خرائبي! |
أسير على مرأى الزمان وهمتي |
تكاد تغني والليالي صواحبـــي |
واجتاح وجه الأرض أروي بيانها |
بنور العطايا أو بفضل المكاســب |
وألوي تباريح الزمان وألــتوي |
سرور محب فوق كل المصائــب |
أهد وأبني في النفوس معالمــا |
ومازال شأن الناس شأن المحاسب! |
سلكت طريق الناس احدو حدائهم |
وضيعت من طول الطريق رغائبـي! |
وألفيت دنيا الناس دنيا مهـازل |
تنام وتصحو تحت وقع المضــارب |
عبيد لها تحت العبيد همومهــم |
يخافونها خوف العدو المغالــــب |
ويرجون والأيام تزجي معينهــا |
بلوغ الأماني في وضوح المطالــب |
سكارى بحب العيش حمقى أخالهم |
سراب البرايا في برايا المـــآرب |
فئام من الأوباش يروي غليلهـا |
زئام الأفاعي في التفات العقــارب |
إلى أين يا دنيا الدواهي يسوقنـي |
خريف الأماني في أمان المحــارب؟ |
وحيد وقلبي في زماني مســافر |
وشمسي على الأيام تهوى مغــاربي |
أروح وأغدو مثل ظلي أظننــي |
وقودي عطائي في قفاري نجائبـي! |
سوى مهجتي أنفقت روحي وراحتي |
وألفيت من دنياي تهمي سحائبـــي |
طلبت من الأيام تركي وغايتـــي |
فظنت على طول المقام مكاسبـــي |
أراوح في عمري طريقي طرائقي |
وحسبي من الأحقاد تهوى ذوائبــي |
تأوهت من قلبي على كل ساعـة |
أكلت بها نفسي وغارت مشاربــي |
وضقت بدربي أنصفتني مطامعي |
طراز من الأوهام تحدو بجانبــــي |
إذا هبت النكباء جفت مقاصـدي |
وراحت رياح الموت تغزو مخالبـــي |
سئمت مقامي في أناس خيالهـم |
لعاب الغواني في جمال الكواعـــب |
وكنت غريبا في زماني ولـم أزل |
على غربتي الأولى أحاكي غرائبــي |
إذا مات معنى المرء في الناس ماله |
سوى جدث يختاره في السباســـب! |