|
يا عازفَ الناي في ميلادِ أحزاني |
هيّجتَ عيني فناحتْ كلُّ أركاني |
رفقاً بقلبي فقد زادتْ مواجعُهُ |
لا تنكأ الجرحَ كيلا تصبح الجاني |
إني نديمُ الأسى في ليلِ فاتنةٍ |
قد أسكرتْ بالهوى روحي و وجداني |
قد كان لي مقلةٌ حرّى أنوحُ بها |
سالتْ على وجنتي من هولِ أشجاني |
أم أنها مهجتي في محجري ذُبحتْ |
فاستوطنَ الدمعَ نزفٌ من دمٍ قانِ؟ |
ياعازفَ الناي إني عاشقٌ دنفٌ |
ضيّعتُ من لوعتي دربي وعنواني |
لمّا ركبتُ الهوى من دونِ تذكرةٍ |
فاضتْ بحارُ الأسى من حول شطآني |
مدتْ ليَ الريحُ حبلاً حينما عصفتْ |
أمسكتُهُ مرغماً والموجُ يغْشاني |
كل المحبينَ أرواحٌ مسيرةٌ |
مثلي . سوى أنني قد فاضَ تحناني |
ما مرَّ بي نورسٌ إلا شكوتُ لهُ |
حزني وبؤْسي وأوْجاعي وكتماني |
حتى إذا ناحَ من أجلي أصبّرهُ |
بلْ أزدري ضعفَهُ لأزيد إيماني |
إن لاحَ لي طـيفُ من أوهوى أطاردهُ |
يقتادني الشوقُ طوعاً دون عصيانِ |
من مشرقِ الشمسِ حتى عين مغربها |
أمشي وفوقَ يدي أغلالُ حرماني |
كلُ الحـدودِالتي تجترُ خارطتـي |
كانتْ محطات أسفاري وأوطاني |
ما من طريقٍ إلى الأحبابِ أسلكها |
إلا ولاحتْ بها أطرافُ أكفاني |
هذي ضفافُ المنى والخوفِ قد لبستْ |
ثوبَ السكون الذي قد مزَّ ألواني |
يا لعنةَالحب يا موتاً يطاردني |
يالحظةً بددتْ تاريخَ أزماني |
هل كانَ هذاالهوى قيداً يكبّلني |
لمّا قطعتُ المدى في إثرِ سجاني؟ |
أم أنني واهمٌ أسعى بلا أملٍ |
نحو التي ذوّبتْ بالسهدِ أجفاني ؟ |
يا عازفَ الناي قد رتلتُ أغنيةً |
ذابتْ على لحنها أوتارُ شرياني |
سارتْ بها الريحُ ليلاً نحو قاتلتي |
حتى أتتْ تقتفي دربي بألحاني |
خرّتْ على صدرها لمّا هوى جسدي |
واستجمعتْ حبها من بين أحضاني |
يا عازفَ الموت ناحَ النايُ وانتحبتْ |
قيثارةُ الحبِ حزناً قبل نيسانِ |
فارحلْ إلى حيثُ تمضي الروحُ طائعةً |
واعزفْ صدى صمتها في كلِ جثمانِ |
ماعاد للدمعِ عينٌ يستجيرُ بها |
أو عادَ للميْتِ قلبٌ عاشقٌ ثانِ |