بَينِي وَبَينِكَ نَبْضَةٌ تَجْتَاحُ
قَلْبِي وَقَلْبَكَ بِالنَّدَى،وَصَبَاحُ
كَمْ قَطْرَةٍ وَلْهَى تُضَمِّدُ وُدَّنَا
عِنْدَ الجَفَاءِ لِيَسْتَقينَا سَمَاحُ
اللَّوْمُ فِي اللهِ وِشَاحُ بَرَاءَةٍ
فَاللَّوْمُ مِنْكَ بَرَاءَةٌ وَوِشَاحُ
يَاصَاحِبي أدري بقلبكَ كم شَذَا
بالحُبِّ كَمْ هُوَ عَاطِرٌ فَوَّاحُ
النِّيلُ يَسْكُنُ ضَفَّتَيهِ فَقُلْ لَهُ
إنَّ ابنَ جَنْبكَ غَادَرَتْهُ الرَّاحُ
"إنِّي وَإنْ كُنْتُ"العَزِيزَ فَعِزَّتِي
باللهِ عِنْدَ الإعْتِذَارِ فَلاحُ
أطْوِيْ سِجلَّ الوَسْوَسَاتِ لِتَسْتَقِي
مِنْ نَهْرِكَ العَذْب الشِّفَاءَ جِرَاحُ
يَاسَيِّدي إنْ كَانَ وُدّكَ مُتْعَباً
فَشُغَافُ قَلْبكَ بالنَّدَى تَرْتَاحُ
صنوَانِ نحنُ عَلَى امْتِدَادِ مَسَافَةٍ
أَلَقٌ هُنَاكَ وَهَا هُنَا الإصْبَاحُ
نَبْضِي وَنَبْضُكَ واحدٌ، وَكَأنَّمَا
دَرْسٌ لِكَي تَتَسَامَحَ الأرْوَاحُ
يَا لائِمِي، هَلْ ثَمَّ جُرْحٌ آخَرٌ
بَيْنَ الحَنَايَا أًنْطَقَتْهُ رِمَاحُ؟
إنَّـا عَلَى مَهَلَينِ نَمْضِي رَيْثَمَا
تَرْضَى فَيَأوِيْ لِلْحَنِينِ جِمَاحُ
رِيِفِيَّةٌ وَالنِّيلُ يَرْسُمُ وَجْهَهَا
قَدْ زَيَّنَتهَا لِلدُّنَى الأقْدَاحُ
مَا أَنْجَبَتْ إلا الجَمَالَ مُرَصَّعَاً
بالحُبِّ إنَّ العِشْقَ فِيكِ مُبَاحُ
يَا خَيْرَ مَنْ عَزَفَتْ بِرِقَّةِ قَلْبِهَا
لَحْنَ الوِدَادِ بَرَاءَةٌ تَجْتَاحُ
يَا قِبْلَةً، ألَقُ الحَنِينِ يَضُمُّهَا
غَنَّتْ بِشْوْقٍ حَوْلَهَا الأصْدَاحُ
هَلْ للنَّسِيمِ عَلَى جَبِينِكِ حِيلَةٌ
إنْ صَبَّهُ بالحُبِّ فِيكِ لِقَاحُ
طُهْرَانِ مِنْ رَحِمِ التَّأدُّبِ أُنْجبَا
رَبَّاهُمَا فِي عِفَّةٍ .. فَلَّاحُ
أحمد البرعي
إهْدَاءٌ إلى أَخَوينِ جَلِيلَينِ مِنْ بَلْدَتِي الجَمِيلَة