شيطان شعري
د. مختار محرم
مِنْ أَيْنَ يَرْتَجِلُ الْقَوَافِي ... وَيَرَاعُهُ فِي السَطْرِ حَافِي
فِي وَجْهِهِ ارْتَسَمَ الشَّقَاءُ ... تَشَاءَمَتْ مِنْهُ المَنَافِي
وَتَبَعثَرَتْ فِي دَربِهِ الوِدْيَانُ وَالْتَقَت الفَيَافِي
غَفَت الحَيَاةُ وَمَا غَفَى ... وَافَى الحِمَامُ وَلَم يُوَافِ
حِينًا يَلُوحُ مُدَجَّجًا ... بِالصَّمتِ يَعتَزِل احْتِرَافِي
وَإِذَا نَوَى بَوحًا لَعَمْرِيَ تِلْكَ ثَالِثَةُ الأَثَافِي
يَسْتَنْهِضُ الْآَلَامَ وَالْأَحْزَانَ والدُّنْيَا عَوَافِ
أُخفِي وَيَكْشِفُ كُلَّ أَسْرَارِ الْهَوَى وَهُوَ اكْتِشَافِي
فِيَ رَأْسِهِ شَابَ (الضِّمَارُ) ...وَبَعثَرَ الدَّهْرُ (التَّوَافِي)
يَبْدُو طَرِيدًا عَاطِلًا ... ضَاقَتْ بِجَلْسَتِه (الْبَوَافِي)
يَحْتَارُ فِيهِ الْعُمْرُ تَخْتَلِطُ الظَّوَاهِر بِالْخَوَافِي
مِنْ أَيْنَ يَنْهَلُ شِعْرَهُ ... وَيَخُطُّ حَرْفًا بِارْتِجَافِ
وَيُسِيلُ فِي الْوِجْدَانِ أَبْيَاتًا وَيُزْهِرُ فِي الضِّفَافِ
حَاوَلتُ مِنْهُ تَمَلُّصًا ... يَوْمًا فَلَمْ يُجْدِ التَّلَافِي
يَمْضِي يُبَعْثِرُ مَالَهُ المَسْرُوقَ أَصْلًا مِن (حِرَافِي)
يَحَيَى عَلَى الْقَاتِ المُدَمَّسِ وَالسَّجَائِر والسَّنَافِي
قَزْمٌ يَمُدُّ الشِّعْرَ سَاقًا مِن (شُعُوب) إِلَى (الْجِرَافِ)
حِينًا يَظُنُّ لِخُبْثِهِ ... عَطْفِي بِدَايَاتِ انْعِطَافِي
حِيْنًا كَطِفْلٍ لَا يُفْرِّقُ بِينَ حَيْضٍ أَو رُعَافِ
حِينًا أَكُونُ غِطَاءَهُ ... حِينًا يُفَكِّرُ بِالْتِحَافِي
لَا خَيرَ مِنْهُ فَلَا لِحَلْبِ النُّوقِ أَو رَعْيِ الْخِرَافِ
إِنْ رُمْتُ مِنْهُ حُضُورَ أَفْكَارِي يَهُمُّ بِالِانْصِرَافِ
هَلْ نَظْمُهُ أَبْيَاتَهُ ... يَا سَادَتِي شُغْلٌ إِضَافِي
أَعْوَامُهُ الْخَمْسُونَ تَشْحَذُ جُوعَهُ وَيَرُدُّ : (مَا فِي)
لَوْ أَنَّهُ يَأْوِي إِلَى السَّبْعِ السِّمَانِ مِنَ الْعِجَافِ
لَأَتّيْتُهُ فِي الْحَالِ أَنْوِي فِي صَوَامِعِهِ اعْتِكَافِي
هُو قَبلَ مِيْلَادِي تَفَتَّقَ .. هَل سيَذْبُلُ بِاقْتِطَافِي؟؟
فَإِذَا اعْتَرَفْتُ بِهِ يَعِيشُ .. أَمُوتُ لَوْ سَحَبَ اعْتِرَافِي
12 يناير 2013م