شعرت بروحك تجالسني
امنحني لحظة تكون فيها انت المستمع وانا صاحب الكلمة الاولى ! وتكون انت للمرة الاولى والاخيرة المستمع الجيد والرجل المطيع لحبيبته ! دعنا نعيش سويا اللحظة التي حلمنا بها او على الاقل حلمت بها انا فقط اتسمح لي ؟ اتسمح لي بان اخذ يدك وتنطلق معي بالافكار الى ان تتوقف الكلمات بتلقائيتها المعروفة! اسمحلي ان اعبث بشعرك لاخر مرة ! واسمح لي بالنظر الى عينيك العسليتين ولو لمرة واحدة حتى لو كنت مشغولا !! دعك من اقلامك ودفاتر عملك واترك هاتفك جانبا وكن لي مرة واحدة فقط دون ان تفكر بشيء خارج هذه الدائرة التي تجمع اثنينا فقط ولنترك حياتنا واسمالها واحزانها وان نعيش لحظتنا بما فيها وبما جمعت من اشياء بسيطة فأرجوك ان تعيش معي بكل حواسك واطرافك هذا المستقبل اللحظي ! فانا جاهزة بكل صمتي لكي انظر اليك ساعات وان اتخيلك تحت المطر وانت تقبل لي يدي وتدعوني لاحتمي من حبات المطر تحت معطفك الرمادي الذي احببت !! وانا مستعدة ايضا لاسهر معك حتى اليوم التالي على ضوء بعيد او على شمعات توقد بعضها كلما استسلمت شمعة دعونا اخرى ويبقى الليل ونبقى نحن ويبقى الحب وتتبدل الشمعات وتموت !
اتذكر؟! يوم ان رسمت لي على يدي الاف الكلمات وقلت لي انك ستعيش تحت شرفة بيتنا بقية حياتك ؟ وهل يا ترى نسيت يوم كنت ترقص على دفء صوت فيروز وانت تطلب فنجان قهوة من ماجدة الرومي وتحاكيني بالهاتف وتقول لي صباحا انك لم تنم وانت ترسم لي لوحة اسميتها مملكتنا وعندما اريتني اياها وجدتها شيئا يشبه الشجر ولكنه ليس شجرة ووجدته شيئا يشبه الكراسي لكنه ليس كرسيا ويشبه الليل ولكنه ليس اسودا بما يكفي وانه يشبه البحر ولكنه ليس هائجا كما قلت لي ! اتذكر يا سيدي ؟! انا لا استطيع ان انسى انني كنت كما الاميرة بين يديك ! وكنت كالفراشة بين زهور كلماتك ورقصات جفونك !! وكنت تملكني وكنت تلمس اهدابي الطويلة لترضي فضولك وتشبع افكارك التي تبحث عن الانوثه دائما ! اتدري ؟ لقد تشردت اهدابي وغابت كل فساتين الزفاف من امام عيوني وفرت الكلمات والاوراق اللاهبة ! نسيت ان اقول لك ايضا انني مللت من تقطيع صورتك واعادت لصقها ! لقد مللت الرسائل دون ان تحمل توقيعك ومللت الاوراق دون ان تتلون بخط يديك التي تمد الالف المقصورة كثيرا الى درجة انني احس بها قاربا يجتاح جسدي ويكتشف اطراف شعري النائية ويعيدها لي لقد اجتاحتني دنياك وملكت مني ما ملكت !
هل جربت انتظار شيئا لا تظنه سيأتي ؟ هل عشت التناقض في افكارك كل يوم ؟ هل خضت يوما معركة القلب والعقل ؟ هل حاربت الظروف و طوعت الاقدار لتسير معك في ذلك الشارع الذي لا تعرف اين تصب نهايته ! هل وجدت نفسك في وطن ليس بوطنك وبحثت عن شيء لم تعثر عليه ابدا ؟ وهل حلمت يوما بانك فارسا يحارب الاساطير والقصص كي يبوء برضى الاميرة التي لا تظهر سوى عند اكتمال القمر ؟ انا حلمت !! وحلمت بعقد من زهور الياسمين بين يديك تهديه الى عنقي بابتسامة الفرسان !
هل تفتقدني كما افعل كل يوم سيدي ؟ وهل ستعيش معي هذه اللحظة بعد كل تلك السنوات ؟ وهل خانتك الكلمات اليوم ايضا ؟! وارى بان تفكيرك ليس لي ! اذا فبدأ ذالك اليقين يأكل تفكيري الان ! سيدي ويا من احببت لا تنسى بعد ان تشرب قهوتك ان تقفل الباب ورائك فما عدت استقبل ضيوفا !!
عيسى المصري