ليس لى فى الشعر باعٌ أو ذراعْ
قد ولجت الباب لما قد رأيت الشعر فناً يدّعيه كل داعْ
قلت أدلو فيه دلوي
بقليل من خيالٍ واختيالٍ..
وجناسٍ واقتباسٍ .. واصطناعْ
فوجدت الناس قالوا فى حماسٍ واندفاعٍ :
أيُّهـَـــذا الشاعر النّحرير فينا !!
القوافى ترتجيه فى خضوعٍ وانصياعْ
يسكب الألحان قولاً بعد قولٍ فى ابتداعْ
يأسر القلب المُعَنّى والمهنّى باشياقٍ والتياع
ينثر الأبيات زهراً..
تملأ الآفاق عطراً..
فى النوادي والبوادي والحواضر والضياع
والمعاني الناعسات الحالمات..
تَسْتبي قلب العذارى والحيارى
أمرها فيهم مطاعْ
شاعرٌ لله دَرّه..
طابَ شعرُه..
ما عداه عُدّ في سقْط المتاعْ
رَدّ قلب الوالهين الخانسين العزم من شيب الكهولة لليفاعْ
* * * *
فانتفشتُ وانتعشتُ .. واعتليتُ الشعر ظَهْراً
وَتنكّبتُ اليراعْ
ليت شعرى.. من له سهمٌ كسهمي
فى حظوظ الشعر يوم الاقتراعْ
اشتهرتُ فانبهرتُ
وألفتُ العيشَ فى ظل الأماني والمغاني ...وانبهارات الشعاعْ
.
.
قد سئمت الأن من لبس القناع
كيف لى عودٌ لذاتي ؟
وقريضي العذب صار في ربا الدنيا وشاعْ ؟؟!
كيف لي عودٌ لذاتي ؟
وانزوائي وانطفائي كالفطام المر يأتي بعدما لذّ الرضاعْ ؟!
كيف لي عَودٌ لذاتي ؟
وزمان الخير ولّى .. وربيع العمر ضاعْ ؟؟!
إنما الناس غثاءٌ ووباءٌ
قلّ فيهم من يُحقّ الحقّ حقاً
دون ريبٍ وامتراءٍ وانخداعْ
قلّ من يُزْجيك نصحاً ترتضيه باقتناع ...