|
للهِ آياتُهُ للنَّاسِ يُبْدِيها |
طُوبَى لِمَنْ فَطَنُوا كُبْرى مَعَانِيها |
كَوْنٌ وآفاقُهُ للعَينِ ظاهِرةٌ |
ما مِنْ فُطورٍ بِها يَلقاهُ رائيها |
وكَمْ يَحَارُ النُّهى في النَّفْسِ يُبْصِرُها |
وكُلُّ شَيْءٍ بها يَهْدي لباريها |
آياتُهُ نِعَمٌ للعَقْلِ يَعْقِلُها |
وأَنْجُمٌ لسُراةِ الفِكْرِ يُجْريها |
كَمْ نِعْمَةٍ حَولَنَا بِالكادِ نُدْرِكُها |
تُعْيِي اللَّبيبَ إذا ما جَاءَ يُحْصِيها |
سُبحانَ مَنْ خَصَّني في النَّاسِ تَكْرِمَةً |
بِآيةٍ صَاغَهَا مِنِّي ويُهْدِيها |
رَيْحَانَةٌ أَبْهَجَتْ نَفْسِي بِخُضْرَتِها |
وللشَّذَى عَبَقٌ في الرُّوحِ يَهْنِيها |
أَنِيسَةٌ بَشَّةٌ طابَتْ مَحَاسِنُها |
عَفِيفَةُ النَّفْسِ بالتَّقْوى تُزَكِّيها |
سِيمَا التَّواضُعِ فِيها لا هَوانَ بِهَا |
جَناحُها لَيِّنٌ مِنْ رِقَّةٍ فِيها |
حِفْظُ القُرانِ لها كَنْزٌ تُخَبِّئُهُ |
فالنُّورُ في قَلبِها والدُّرُّ في فِيها |
مِنْ صَوْمِها شَكَتِ الأيّامُ تُظْمِئُها |
فصالَحَتْها فقامَتْ في لَيالِيها |
بِنْتي وأُمٌّ لِأولادِي ولي مَعَهُم |
وَرَبِّ بَيْتِيَ رَبُّ البَيْتِ يُرْضِيها |
في كُلِّ عِيدٍ لنا تَسْعَى لتُسْعِدَنا |
تُهْدِي الجَمِيلَ بِفَيْضٍ مِنْ أَمانِيها |
رَحِيبَةُ الصَّدْرِ لا غِلٌّ ولا حَسَدٌ |
رَحِيمَةُ القَلْبِ خَفْقُ القَلْبِ يُضْنِيها |
أَسْتَوْدِعُ الهَمَّ بَعْدَ اللهِ كَاهِلَهَا |
وَأَسْتَظِلُّ بِفَيءٍ مِنْ أَيادِيها |
هِيَ الرَّفِيقَةُ في بَيْتي وفي عُمُرِي |
أَدعو إِلَهَ الوَرَى سَعْدًا يُؤاتِيها |
يا ربُّ زِدْني كَمَا عَوَّدْتَني كَرَمًا |
واجْعَلْ لِآيَةَ خَيرًا في ذَراريها |