عبثاً ما أفِضُ غِبار الحنين مِنْ ذِكريَاتي, وأرحلَ مِن الماضي الّذي كَان فيه إنكِسَاري, ومَا أحوجني الى الرحيل
لا يُجدي رتّق قَلبٍ أقعدهُ هولُ الإنكسار , ولم تعُد النبضات تعرف فَرَح الإنتظار , ولِعلّ الصمتُ يا قلب أبلغَ لُغاتُكَ معي , لا تأمٌلَ ولا حِيرة .
مؤلمة تلك الذِكريات التي لا تفتأ وترسمُني زفرة ألمٍ على باب الإشتهاء, تُزرِع عوسجِ الحُرقةِ على سويداء الفؤاد, الذين نُفرد لهم مساحات الحنين يُبيعوننا حسرةً لِعمرٍ قادم بنبضٍ فاتر , و إحساسٍ سوف تتناثر و مشاعرَ سوف تسخرُ حتى مِن عبيرِ الزهر وتُكذّبه .
كذبٌ تشدّقِي بإنتظار نسّمةٍ تحمِل ُمِنكِ شيئاً, عبيراً أو نبرةِ حب أو نظرةِ شوق, الكذبُ على الحواس ممات, وإسكاتِ اللهفةِ وجعٌ مُميت, وإذا لمْ نُرضعَ الماضي سلسبيل الفرح زادت آهات الحاضر, فالماضي عندك فُطمَ قبل أوانه, بَخِل صدر وفاءكِ إشباعه, و حتماً مُعاقٌ حاضره وقادمه يا وردة بَخِلتْ بالأريج .
وما أشبهني اليوم بفارسٍ يحملُ طعناتِ رمحٍ مجنون, جروح تنكأ جروح, جروحٍ يئنُ لها الألم, فأنا كفارسٌ بُتِرعنفوان هيامه, اجهدته لواعجُ الشوقِ وأنهكه دمع المآقي .. وأحرقه انتظار الصبر
واليوم بتُ بلا حيلة, وأنا الذي لم يخزُلني جميل حبكِ يوماً, احببتُكِ فكرةً؛ أحببتُكِ حقيقةً؛ أحببتُكِ مجازاً واحببتُكِ حياةً تَسعُني الى حدود الفناء .
الى اللقاء