المدى يتألق والكائن الأبيض ناء يستنزف قلبه إذ ينثر ألف دمعة.
لم يكن بعد مذاقاً لأحد .
لا زال موصولا بالغياب يقتات الظمأ ..
وحبره لا زال في ظلاله لم يمسْ بعد بكارات , و حصباء في شفافية إحساس أيّ كرستالة
- لا..
لا أحتاج أن يقترح علي أحد ..
من الواضح أنني مؤهل كيف أكون وطن .
ولكن هل من يبايعني على الحب ..؟
فقط هو رمي الوردة الحمراء بطريقة مغامرة ,
أو رمي في سرة البحر حجراً صغيراً في عدالة الشمس .
من سينزل هذا العزيف أولاً ..؟
من سيكون جديراً بما يكفي ليشعر الآخر أنه قريب منه ....؟
من الذي سوف يدلّ الآخر أولاً كيف تعلن الشمس العظيمة عن بزوغ
البرعم الصغير في جوفه بأمواج تبدد الحزن وتطهر العالم..؟
من سيبادر أولاً لإزاحة الشوك وجميع الحواجز الإسمنتية
والزجاجية ..؟
أين أنتِ ..؟ مللت الانتظار تعبت من التسكع في جميع المحطات ..
فقط اقتربي أكثر من ذلك , وارمي ورقة الفوز النارية ..
سأسرق لكي الشمس عند الغروب ..
وآتي على أحزانك من مرامي البرق
وأعلن عليها الاحتجاج..
فقط أرخي مسمعك..
تنصتي لصوت القدوم ..فحروفي تتسلل..
مهما كنتِ صعبة كالشعر تحميك تلك التفاعيل العنيدة ..
وكيف ما كانت تضاريسك , ودروبك الغير سالكة سأحضر إليك .
سأرتدي خلع الربيع , وأندس في كهوف الثلج , وأكتفي بالسير في ضوء القمر ..
من أجلكِ .. سأغرس في كلّ دروب المشاة سنابل تقتات منها النواصي
وحول القلاع أزرع قنابل ورود حمراء التفجر ...
سأضع ظلالاً على كلّ الأرصفة .. سأطرح أسهم العشق مزيلة الهم في كلّ عرق..
يا غائبة ..
إنّي أنزف وقتاً هل مهركِ لا يليق ؟
إن لم تأتي سأنصرف ..
وأحطبْ كلّ هشيم اللغة , وأركمه في قلب المدينة ثم أحرقه ..
النورس