عابرون
عبور نحن في الدنيا ونمضي
سواء إن رفضنا أو رضينا
كأوراقٍ خريف العمر نذوي
فما أبقت عزيزا أو مهينا
فكم من مالك حكـم البرايـا
وخر كما البعوضة مستكينا
وكم من عاشق للمجد أضحى
ذليلا في ركاب الأرذلينـا
يهيم الناس في الدنيا غراما
تكبل في هواها العاشقينـا
فهل للقيد والأوهاق نـــزع
لمن أضحى بربقتها سجينا
عجبت لمن تترَّس في حماها
أضاعوا عمرهم دنيا ودينا
هي الدنيا تدور بنا رحاهـا
تبعثرنـا شمالا أو يمينـا
فإن جافيتهـا تأتيك طـوعا
وإن جاريتها تغدو رهينـا
خبرناها عديـــدا من عقود
وما زلنـا بذلــك موقنينـا
فرزق المرء مقسوم بغيب
أنيط به غداة غـدا جنينـا
وآجال البرايـا في كتـاب
ستدرك من بمأمنه حصينا
فمن رام النعيــم بلا زوال
وأرَّقه مصير الغابـــرينا
فليس سوى سبيل الله درب
تلوذ به جموع المؤمنينا
يؤول بهم إلى جنات خلــد
أعدت للعبــاد المخلَصينـا