|
طرّزتُ أجفاني بِغَيْثِ جُماَنِ |
وحرسْتُ خطْوَ يراعِها فَرَعاني |
أيقظتُ أحزاني لترحلَ فارتضَتْ |
شدْواً بشرفةِ أضلعي وكياني |
فَسَجَنْتُها بحقائبي ودفاتري |
ورحلتُ عن صمتي وعن هذياَني |
وَوهَبْتُها للمُزنِ قبل هروبها |
ليكون دُهْنَ ضفيرِها ودِهاني |
ورسمتُها شمساً تودّعُ نُورَها |
لِتَغيبَ بيْنَ أناملي وبَناني |
وقطفْتُ أشواقَ الهوى من مهجتي |
ووقفتُ أملأُ أسطري ودِناني |
أحزانُ دربي قدْ تكَسَّرَ غصنُها |
مذْ صار حبُّكَ لي دثارَ حَنانِ |
أنتَ الحبيبُ ومنْ سواكَ أحبُّهُ |
ياخالقي، لُقْياكَ حِصْنُ أَمانِي |
قد كان قلبي قبلَ حبك روضةً |
ماتتْ أقاحيها بِموْتِ زماني |
قد كان مهداً للجراحِ وظلِّها، |
ثوباً لِعُرْسِ هزيمةٍ وهَوانِ |
واليومَ ينقشُ بالصّبابةِ نبضَهُ |
ذابَ اليراعُ وخافقي ولساني |
إنّي أحبكَ، قدْ هجرتُ منازلي |
ليكون حبُّكَ موطني ومكاني |
إنّي أحبُّكَ، وَالفؤادُ مُسَهَّدٌ |
والعينُ ساجدةٌ تضيءُ كياني |
والشوقُ أحرقَنِي، يُقاتلُ هدْأَتي |
والنَّوْمُ قد أضحى نَؤومَ جَنَاني |
والخوفُ أَعتَقَني قُبَيلَ لقائنا |
ماعدتُ أخشى أن يزُمَّ عِناني |
أسكنْتُ أشواقي بِجنّةِ شوقِهَا |
لوْ كان حبُّكَ جنّتي لكَفاني |