مستفعلن فعْلنفي قضية نسبة المستجدات إلى أوزانها، ننظر إلى ما اشتقّ هذا الوزن منه، موافقاً لهُ في بداياته، ومتنامياً معه؛ حرفاً بحرف، ومقطعاً بمقطع..
قالب رجزي جديد
د.عمر خلوف
ولسائل أن يقول: فإن وافقَ بدايات أكثر من وزن!
نقول: الأوزان التي تتفق بداياتها، تتمايز بنهاياتها.
فإذا افتقد الوزن المستجد ميزة ذلك الوزن، لم يجُزْ نسبته إليه البتة.
ووزننا الجديد هنا: (مستفعلن فعْلن)، يتفق كما هو واضح مع بدايات:
* الرجز : (مستفعلن مستفْعلن مستفعلن)
*والسريع: (مستفعلن مستفْعلن فاعلن)
*والمنسرح: (مستفعلن مفعولاتُ مستعلن)
ولا شك أن ما يميز السريع عن الرجز هي (فاعلن) في آخره، وبفقدانها يفقد السريع ميزته.
وقل مثل ذلك في المنسرح..
فلم يبقَ إلا الرجز ننسب وزننا إليه.
وكان الباحث العروضي: نور الدين صمود قد نسبه للمجتث!! ثم قال: "ويمكن أن نعده من مشطور البسيط". كذا!! كما ادّعى أنه قليل في الشعر.
وسبقه د.إبراهيم أنيس -معلّقاً على أبيات لشوقي جاءت على هذا الوزن- بقوله: "لا عهدَ للعروضيين به".
بينما قرأ د. كشك أبيات شوقي متصلةً، فتوهم أن تفعيلها يساوي: (مستفعلن فاعلاتن مفاعيلن)!!
***
وهو قالب غنائي راقص، أكثر من الكتابة عليه الوشاحون، والمعاصرون.. نختار لكم من شواهده ما يلي:
يقول الأعمى التطيلي:
دِنْ بالصِّبا شَرْعا ** ما عشْتَ يا صاح ِِ
ونَزّهِ السّمْعا ** عن منطق ِ اللاّح ِ
فالحُكْمُ أنْ تسعى**عليكَ بالراح
ويقول ابن اللبانة:
يا بـِأبي أحورْ ** كالبدر ِ في التـّمّ ِِ
يفترّ عن جوهرْ**مستعذب ِ اللثـْم ِ
وخدّه الأزهرْ ** يدمَى من الوهْم
ويقول ابن مشرف:
من قبل ِ أن تعدو**عيناكَ لم أحسبْوجاء في عدة الجليس:
أن تخضعَ الأسدُ ** لشادن ٍ ربربْ
يا غاية َ الحُسْن ِ** أسرفـْتَ في حتـْفيِ
يا وردة ً صِيغـَتْ**من جوهر الظـَّرْف ِ
بالله ِ لا يخلو ** عبدُكَ من ضَعْف
ولابن فركون:
أنا قناعٌ لي**بحُسْنيَ السّبْقُولابن الوردي:
والكَتـْبُ في وصفي**تعجزُ والنطـْقُ
رامَ اشتباهاً بي**في شبههِ الأفـْقُ
مدامة ٌ رقـّتْ ** فقالَ جُلا ّسيِ
أكأسُها فيها ** أم هيَ في الكاس
ومن المعاصرين؛ يقول أبو ريشة:
أمشي على رسْلي**في مدرج الرمْل ِ(ومثل ذلك كثير)
حيران أستقصي**دربي وأستجْلي
والريحُ في سُخْر ٍ ** مني ومن ظلـّي
***
ولا يفوتني أن أشير هنا إلى الضرب: (فعلانْ)..
يقول ابن اللبانة :
من جوهر الذكرى**عَطـِّلْ نحورَ الحُورْويقول ابن خاتمة (مقلوب العروض والضرب):
وقـَلِـّدِ الدّرّا ** سلالة َ المنصورْ
جاوزْ به البحْرا**واخرقْ حجابَ النورْ
هذي الرُّبا تختالْ**في حُلـَل ِ الزهْر ِِ
قد سحَبَتْ أذيالْ**بُرودِها الخُضْر ِ
ورقـّتِ الآصالْ**لِعَبْرةِ القـَطـْر
ومن المعاصرين، علي محمود طه:
عِشـْنا كأحلام ِ**في خاطر ِ الأكوانْومثل ذلك كثير أيضاً.
في عالـَم ٍ سام ِ**لا يعرفُ الأحزانْ