أَميرَةَ قلْبي،
تَعالَيْ..
تعاليْ.. نُعيدُ الحَياةَ
لزَهْرةِ حُبٍّ
تكادُ تَموتْ؛
تعاليْ نَضُخُّ الدّماءَ
بشِرْيانِ قلْبٍ
قريبًا.. قريبًا
سَيَحْتَلّه العَنْكبوتْ،
وضُمِّي ذِراعيْكِ حوْلي
بمَا تمْلِكينَ
منَ العنْفِ والجَبَروتْ،
لعَلِّي أحُسّ ارْتِعاشَة نَبْضِكِ تسْري
ولوْ في خُفوتْ.
تعاليْ
نَصُدُّ رَتَابَةَ هذا الفَراغِ
ونسْحقُ فينَا جِدار السّكوتْ
تعَاليْ
نُفَجِّر في الحَيِّ هذا الغَرامَ الصَّموتْ
تعاليْ.. نُبَدّدُ كلّ الكَلامِ
ونَنْسِفُ ما قدْ يُدَنِّسُ
طِهْر الهَوى منْ نُعوتْ.
تعاليْ..
فَفي حيّنا كلّ يَومٍ،
هنَالِكَ شيْءٌ جَميلٌ يَموتْ.
أَميرَة قلْبي
تعاليْ..
تعالي..نُجدّدُ ما بَيْنَنا منْ عُهودْ،
تعاليْ..نُهرّبُ هذا الغَرامَ
بعيدًا.. بعيدًا..
وراءَ الحُدودْ،
لعَلّهُ يشْتَمّ عِطْرَ الحَياةِ،
ويُدْرِكُ في النّورِ سِرّ الوُجودْ.
تعاليْ..
فإنّ العَصافيرَ في حيّنا
لا تُغَرّد عنْد طُلوعِ الصّباحْ،
وحتّى السّنابِل لا تَتَمَايلُ
عنْد هُبوبِ الرّياحْ،
ولاَ الدّيكُ في النّورِ
قدْ يَسْتطيعُ الصّياحْ،
ولا شَيْء في الحيّ غَيْر النّباحْ،
مُباحٌ
مباحٌ
مباحْ.
أَمِيرَة قلْبي
تعاليْ..
تعاليْ.. نُهَرّبُ هَذا الغَرام،
ولوْ في زُجاجَة عِطْر
ولو في قَصيدَة شِعرْ،
نُواريهِ كاللّغْم خلْفَ زِحامِ الكَلامْ،
ونَحْجِبُهُ بيْنَ سَطْر
وسَطرْ،
كمَا الغُصْنُ يُخْفي
فراخ اليمامْ.
تَعاليْ
فإنّ أميرَ الظّلامْ
يُفَتّشُ كلّ الحَقائِبِ...
كلّ القَصائدِ...
يَنْبُشُ حتّى فُتَاتَ الطّعامْ.
أميرَةَ قلْبي،
حَرامٌ
حرامْ،
فَفِي حيّنا
لا يَطيرُ الحَمامْ،
وفي حيّنا
لا يحُطّ الحَمامْ؛
فَمَنْ غيْرنا سوْفَ يَشْدو
لنَجْمِ السّماءْ؟
ومَنْ سَوْفَ يخْرِقُ ثَوْبَ الغَمامْ،
ويزْرَعُ نورَ الضّياءْ؟
أَميرَة قلْبي
دَعيني..
أُحسّ بأنّا معًا أَقْوِياءْ،
وأنّا معًا نَسْتَطيعُ الصّمودَ
وأنّا معا نستطيعُ البَقاءْ،
وأنّا نُجابِهُ كلّ العَواصِفِ
ما دامَ في نَبْضِنَا قَطْرَةٌ منْ دِماءْ،
وأنّا نُحَطّمُ هذا الفَراغَ
وهَذا الخَواءْ،
بمَا بيْنَنَا منْ عُهودِ الوَفاءْ.
أميرَةَ قلْبي،
تعاليْ إليّ..احْضُنيني،
ضَعي قُبْلَةً في جَبيني،امْنَحيني
وِسامَ الهَوى
والحَنينِ،امْسَحي
دَمْعَةً منْ عُيُوني،
دَعيني
أُبَدّدُ في نارِ عِشْقِكِ
شَكِّي وظُنوني؛
أَميرةَ قلْبي احْضُنيني
دَعيني..
أُجَدّدُ فيكِ يَقيني،
وأَصْرخُ في الكَوْنِ
أَنّي أُحبّكِ..
أنّي أحبّكِ..
أنّي أحبّكِ..
أنْتِ الصّراخُ النّهائيّ
قبْلَ الحَمَاقَةِ قبْلَ الجُنونِ،
وأنْتِ اخْتِصارُ المَسافَةِ
بَيْنَ انْتِحارِ الضّياءِ،
وبيْن عُيوني،
فَلا تَتْرُكيني
وحيدًا هُنا تحْتَ نارِ الحَنينِ،
ولا تَتْرُكي حبّنا الأَزليَّ
يَنْهارُ كالدّمْع تحْتَ الجُفونِ.
أميرةَ قلْبي احْضُنيني...
أميرةَ قلْبي احْضنيني...
أَميرة قلبي احضُنيني...