|
أسرجْ سنا الحرفِ وارفعْ رايةَ الكَلِمِ |
وسرْ سديدَ الخطى في إثرِ معتصمِ |
نافحْ بشعرك عن حرٍ وماجدةٍ |
واجعلْ لنفسك نبراساً من القيمِ |
لاتحبسّنَ الرؤى في عينِ فاتنةٍ |
كم ضاعَ قبلك في بحر العيون عَمِ؟ |
إن القصائد في ليلى وزمرتها |
مثل القرابين إذ تُلْقى إلى الصنمِ |
فلا الضحية سدتْ بابَ مسغبةٍ |
ولاالمضحي ينال الشكر بالكرمِ |
هذا المدى جامعٌ والروح جامحةٌ |
والحر كالصقر لايرضى سوى القممِ |
سرْ يا بنيّ على درب العُلا قُدُماً |
واحذرْ من الكبر تأمنْ زلةَ القَدَمِ |
كنْ كالسنابلِ إن زادتْ حمولتها |
هوتْ لخالقها شكراً على النعمِ |
إني أعيذك باسم الله يا ولدي |
من رفقةِ السوء أن تلقيك في الظُلَمِ |
ولستُ أملكُ دفعَ الضرِ عن أحدٍ |
أو جلبَ خيرٍ لمن يحيا على اللممِ |
أماه تلك الوصايا محضُ تجربةٍ؟ |
أم أنّهُ الوحيُ يغشى نورُهُ حَرَمي؟ |
يا كعبةً عمّدتْ أوصالَ سادنِها |
برحمةِ اللهِ مذ وارتْهُ في الرَحِمِ |
إني على العهدِ باقٍ لن أضيّعَهُ |
فقد شدَدْتُ عرى الميثاق بالقَسمِ |
إن لم أكنْ بكِ برّاً يامُهذبتي |
لَغتَّنِي الخزيُ في مستنقعِ الرِمَمِ |
وهل يمرّغ وجهي في الثرى ندماً |
إلا حماقةُ أفٍ أججتْ ألمي؟ |
فمااستراح فؤادي من مواجعِهِ |
حتّى أزالتْ كفوفُ العفْوِ رجْسَ فمي. |
أمي ويسجدُ كلُ الكونِ مبتهلاً |
على بساطِ الرضى في الحلِ والحرَمِ |
كأنّما الله أجرى تحتَ أخمصها |
ديمومةَ السعدِ في سربٍ من الديَمِ |
كينونةُ الحبِ في كنْهِ ابتسامتها |
عند الملماتِ صارتْ أعذبَ النغمِ |
ترتّلُ الدعوةَ الغراء صادقةً |
حتّى ترى الهمَ يخبو في سنا هِمَمي |
يسافرُ الخوفُ في صدري فترمقني |
بنظرةٍ تسكبُ الإصرارَ ملءَ دمي |
فيصرخُ الماردُ المحبوسُ في خَلدي |
وأُشعلُ الثورةَ الكبرى بلا ندمِ |
أنا الحسين يزيد الظلمُ إن أفلتْ |
شمس الإباءِ فتعلو رايةُ القزمِ |
أنا ابنُ فاطمةِ الأبطال يغبطني |
كلُّ الأكارمِ منْ عُرْبٍ ومنْ عَجَمِ |
بناتُ عبقر والزّبّاء قد سجدوا |
في ظل قافيتي أو في حمى قلمي |
والشعرُ ألقى على كفي عمامتهُ |
لمّا قذفتُ شظايا الحرفِ كالحِمَمِ |
إني وإن كنتُ في عينِ الورى حَدَثاً |
لَمُحْدِثُ الفرق في إلياذةِ الأممِ |
ما ذاك كبرٌ أصاب النفسَ فاندهشتْ |
لكنّ برّي بأمي زادَ من عِظَمي |
وا لهف نفسي على أمٍ تلطمها |
يدُ الفجيعةِ بالأحزانِ والسَقمِ |
في القدس في الشام في بغداد في وطني |
دمعُ الثكالى يعرّي سوءةَ الذممِ |
أماهُ لا تصرخي فالآه قد بلغتْ |
مليارَ معتصمٍ يشكو من الصَممِ |
لكنَّ للمجدِ في أوطاننا رمقٌ |
سيبعثُ الروحَ في الأشلاءِ كالشبَمِ |
عمي فخاراً بلادَ العُربِ وابتهجي |
من أرضِ مكناس حتى أرضَ ذي سَلَمِ |