طَيْرُ المَشَاعِرِ فَوْقَ كَفِّكَ هاجِعُ = والعَقْلُ في أرْجاءِ طُهْرِكَ سامِعُ
يَا مَنْ لِطيبِكَ جَدْوَلٌ وَمَنابِعُ = خشعَ الكلامُ، وكلُّ شيءٍ خاشعُ
فالحبُّ في محراب ذكْرِكَ راكعُ
تحلو إذا صلت عليك الألسن = ونفوسنا تهفو إليك وتركن
ترجو الإله شفاعة وتؤمن =حتى القلوب وكل قلب مسكن
لهواك يحدوها إليك دوافع
بِكُمُ تَبَاهى فيضُ ذكرٍ أكبر = ولأجل قربكم أبيع وأشتري
كم ذا أُرجِّي في الطوى والمخبر =حـبٌّ ، وإيمـانٌ ، وشربـة كوثـرٍ
ورحاب فردوس ، وأنت الشّافعُ
درب المفازة لا يُبارح دَرْبَه = يفنى المشوق وليس يدرك قُرْبه
وهو المُعَظِّم في الشعائر رَبَّه =فـخــرٌ لـنــا أنّـــا رُزقـنــا حـبَّــهُ
سَكَـنَ السُّويـدا ، ظلّلـتْـه أضـالـعُ
سَكنَتْ بِعَابِر طَيفه آلامنا = وتسارعت عَجْلَى له أقدامنا
وتبخترت نَشوى به أحلامنا =وتجمّـلـتْ فـــي ذكـــره أقـلامـنـا
ونما على مرج الحـروف بدائـعُ
زاد الإله على الفَضَائِلِ فَضْلَه =والله جَمَّــلَهُ وَزَكَّــى قَـــوْلَه
وألاحــنا بَدْرَاً وَأكْمَـــلَ رُسْـــلَه =مــا مـدحُـنـا لجـنـابـه فـخــرٌ لـــه
لكـن بـه يسمـو القريـض الماتـعُ
نُوْرُ الهِدَايةِ أَبْلـَجٌ فـَاقَ السَّنا = وَبِفَضْل رَبِّي كُنْتَ مِصْبَاحَ الدُّنـَــا
لـَــوْلا إِلـَهي ثـُمَّ يَأتِي قَوْلـُــنَا = لـولاكَ مـا يُــدرى مــآلُ نفوسـنـا
سَـقَـرٌ ، وأهــوالٌ بـهـا ومَـقـامـعُ
يا ليت شعري كيف شطّ مآبُها = ورمى الفؤادَ بكلّ سقمٍ صابُها
تلهو على درب الظنون شعابُها = وطعامها ذو غصةٍ وشرابها
سمٌّ - ولا موتٌ هنالك - ناقعُ
الله من بمصطفاه من البشر = يهدي الخلائق بالبشائر والنذر
والطائعون ففي الجنان وفي نهر = ذي نعمة من ربنا مهما شكر
نا لا يوفيها الشكور الطائع
ضاقت بنا الأيام واستعر الردى == ومضت على أعناقنا سقط المُدى
مـاذا وقد تهنـا وضيعنـا الفـدى = يــا سـيد الكونين يـا ركن الهـدى
لك عند كـلّ المسـلمين صنـائعُ
يا مَنْ دُعَايَ عَلى رجائكَ يتّكي = وأنَا الفؤادُ المسْتَطِبُّ المُشْتَكِي
مَنْ لِي كَطِبّكَ في المحبّة دُون كَيّ = يا رحـمـــةً للعــالمـــين بُعِـثْـتَ كــي
تحيي الخليقـــةَ حـين عـزَّ الـوازعُ
يا مَنْ سَكَنْتَ بِخافِقِي فَتَفَجَّرَتْ = في رَوْضِهِ نَبْعُ التُّقى وتَدَفَّقَتْ
دَيْماتُ طُهْرِكَ فَوْقَ روحِيَ قَدْ سَمَتْ = فتهاطلتْ منك الحياةُ، تَلَقَّـفـتْ
ها في النُّفـوس الماحلاتِ بلاقعُ
مأمورَةً سارَتْ وأنّى أوْغَلَتْ = أرْواحُهُمْ شَوْقا إليْهَا أسْبَلَتْ
حتّى إذا عَنّ ا لمُقامُ وَ أقْبَلَتْ = رشــفَـتْ شــــآبيب الهُــدى فتحوّلَتْ
واحــاتِ نــورٍ خــدُّهــا يتَمـــارعُ
ما قارب القول المديح لذاته = لكنني أمتاح من بركاته
مهما مدحت المصطفى بصفاته = مــــا فـــوق مــــدحِ اللهِ في آيـــــاتهِ
خُلُــقٌ عظــــيمٌ كالمنـارة ســـــاطعُ
رامَتَ سماءَك إذْ رَمَتْ أقزامُهُمْ = فهَمَتْ عليهم كالقذاةِ سِهَامُهُمْ
ما أنصفتْ يا سيّدي أحلامُهم = ظـلمـــوك لمّـا كشّـــــرتْ أقــلامُهـم
وتـواطـأتْ معهـــا علـيك أصـــابعُ
بليت قلوبهم وباؤوا بالعمى = كم غرهم إبليس في نيل السما
أثمت أياديهم وضلوا عندما = رسـمـوك إفـكاً ســافـراً ، إذ بين مـا
رســموا وبين الصِّدق بونٌ شـاسعُ
شَحَذوا شُرورَ النَّفْسِ أَنْصُلَ مُدْيَةٍ = وَرَأَوْا بِنَهْجِ الحَقِّ أرْشَقَ ظَبْيَةٍ
فَتَدافَعوا كُلٌّ يَجودُ بِرَمْيَةٍ = مــا كان رميُـهُـمُ تراشـــــقُ صِـبْيــةٍ
لـكنما خلــف الســِّــــــهـام نَـــوازِعُ
لا غَرْوَ أَنْ عَـــادَ الشَّــقِيُّ مُذَمَّمَا = وَغَـــدَتْ تُلازِمُهُ الجَهَالَةُ وَالعَمَى
لَــمْ يَنْهَــهُ أَسْـــــــــيَادُهُ لَكِـنَّـــمَا = هــمْ أخـرجـوا أضغــانهمْ تسـعى كما
تســعى إلى بيضِ الطيورأشـــــاجِعُ
هُوَ زِيْنَةُ الدنيا وَمِصْبَاحُ الدُّجَى = وهو المُكَرَّمُ بالسَّمَاحَةِ والحِجَى
تُرْجَى شَفَاعَتُه وَنِعْــمَ المُرْتَجَى = لم يعـلمـوا أنّ الــذي شــــتمـوا نجــا
ةَ نفوسِــــــهم ، ولنفســـه هـو بــاخعُ
تبّاً لمن عشقوا الرذيلة إنّهم = عدموا المروءة حافلين بحقدهم
ربحوا الهوان مسربلين بذلهم = يا سيّدي : ما قولهم أو فعلهم
إلاّ هوامٌ قــد دهته زوابــــعُ
ما إفكهم إلا كرضراض الوهم = وكذا تآلبهم كمستشري الورم
وكأنهم طير البوادي والرخم = وغــداً يعـــود الإفــك ينعَبُ حيث همْ
وكأنّـه فـــوق الطلــول فواجـــعُ
وشعوبنا اعتادت ضياع المسلك = والعز كان على ذراها يتكي
هيهات أرجعها ولست بمدرك = يا سيدي خجلا اتيتك أشتكي
فالضعف آخانا وثم زعازع
ما عادت الكلمات تجدينا بشي=وغدت موارد أرضنا نهبا وفي
مات الكماة ولم يعد في الناس حي = خَجَــلاً نزفْــتُ ، فأمَّتي كغثـاء ســــــــي
لن عـدهـــا ، لكــن ســـــرابٌ خـــادعُ
لم نزرع البلوى وأثمر كرمُها = ليصبنا خمرا فيشرب بهمُها
نخب انتصار النائبات تؤمٌّها = وتــرى الضّــواري قد تـألّـب همّهـا
في نابهــــا ، والهــــمُّ فينـا هـاجـعُ
ما بالنا نَجترّ حُصْرمَ رَيْبِهِمْ = وَصِغارنا ضَرِسوا بِخَيْبَةِ شِيبِهِمْ
ها نَحْنُ ذا نُصْغي لِصَوْتِ نَعيبِهِمْ = لم نتَّـفـــقْ قـــولاً عـلى تأديبـهــم
أو نجـتمــعْ فـي فعـلـنــا فــنقـاطــعُ
مُتبوِّئَ الأبواقِ كُلُّ مُسَافِهٍ = مستهزِئٍ ، بالمُوبِقَاتِ مُشَافِهٍ
مَا إنْ يُدانَى ، في دلاَلٍ رافِهٍ = فـــإذا اْعتـرَضْـنــا أيَّ أمــرٍ تـافـــهٍ
أهواؤُنا - بلْهَ العظــيمَ - تَصــارَعُ
كـــم مرة والــدرب يهـدر دعــوة = كانت ســترسـم للمعـالي خطــوة
لكنهــــا ضاعت واضحت حسرة = تعِبَ الطّـريقُ ومـا اهتدينـا مـرةً
والشّـوطُ أرهقَهُ النُّحوسُ الطّالعُ
حتى الغيوم هناك تمطرنا الحزَن = والأمة اندحرت تطاردها المحن
في أول المضمار راودها الوهن = كل الجيــاد تســاقطــت من قـبــل أنْ
يُنهى المســـيرُ وليس فيهم ضابعُ
يا سيّدي : والروحُ تبعثُ رنّــةً = ملء الشعاب الداجيات ، وأنّــةً
نلهو ، نعاقر بالمآسي محنــةً = هي حالنا لمّـــا نسينا سُـــنّــةً
خلّفتَها ، فهي الدواءُ الناجــــعُ
خلّفتَها ، وتعاظمتْ في ريّهــا ... وبها النفوس تباعدت عن غيّها
هذي معالمها زهــت في وحــيها = لا خير نبلغه إذا لـــم نحيـــها
فيها الهوى وكـــذاك قال الشارعُ
وبها أحبّتنا الكرام تنعّموا = وصِلوا الفؤاد بنورها وتقدّموا
حتى إذا عبق الجمال فرنّموا = صلوا على خير الأنام وسلّموا
درعـــاً لكم لمّـــا يعزّ الدارعُ
هو سـيد الكونين موفــور الغنى= بـشــــمـائـل للخـــلـق كانـت كالـبـنـا
يـا ســــائــلا عـن حبـه متعـنِّـنـا=فـــرْضٌ محبّتُــهُ لمـــن طلـب الجـنـا
نَ ومـن أبى ، فَلَـهُ شُـــــــواظٌ لاذعُ
تمّت بمشاركة كلّ من الشّعراء :
لؤي عبد الله الكاظم
رياض شلّال المحمدي
مازن لبابيدي
محمّد ذيب سليمان
همّام رياض
ناصر أبو الحارث
نِداء غَريب صَبري
فاتن دراوشة
هذا هو الشّكل الأخير للقصيدة
أتمنّى لو تُدْلون بملاحظاتكم قبل اعتمادها
بارك الله بجهودكم أساتذتي
ودمتم ذخرًا لهذا الصّرح الرّاقي
محبّتي