|
شكراً على كل الذي قدمتَهُ |
لي، يا صديقي، بعد عمرٍ في الهنا |
شكراً، فقد أتممت واجبَ منكِرٍ، |
بعد الغياب، طعنت ظهري بالقنا |
قل لي، بربك، ما الذي أذنبتُهُ |
حتى غدرتَ، كقتل أمٍ للضنى |
صعبٌ عليّ قبولُ فكرةِ أننا |
بعد السعادة قد أضعنا الموطنا |
ماذا عليك لو احتفظت بعهد مَن |
حفظ العهود، وللمودة أذعنا |
لا يا صديقي، لن أكون مجافياً |
ومعادياً، ويطيب لي أن أعلنا |
"مهما قتلت أو افتريت فلن ترى |
إلا الوفاء، لعهدنا، مني أنا" |
كم قد دعوت له وكانت دعوتي |
وداً بظهر الغيب كي لا يلعنـا |
وحملت ما سماه "أخطائي" له |
فرمى إلـي جفـاءه وترعّنـا |
وسريت في ليل الإخاء وغربة |
دامت طويلاً فالصداقة منحنى |
ولقد سعيـت لِقمّـة فـي ودّه |
وسعى لوديان الخرائب وانثنى |
أأعض هذا الجرح أم أمضي كما |
عني مضـى متنكـراً متلونـا |
أم هل أرد له عهـودي، مثلـه |
أواه يا زمن المناكـر والخنـا |
أضنيت عمري في الوفاء لعهدنا |
لطفولة عشنا معا فيهـا الهنـا |
كم مرة صـدّ الوصـال مفارقـاً |
حبَـكَ اتهامـاتٍ علـيّ وأتقنـا |
لكنـه بعـد العواصـف والنـوى |
يأتـي يـقـدم وُدّه مُتمَسْكـنـا |
فأصـدّق التبريـر منـه لأنــه |
بات القريـب الحاكـم المتمكنـا |
هذا الذي أعنيـه ليـس معرّفـاً |
رغم النوى، عندي سوى، قلبي أنا |