اغتصاب المسلمين لأخواتهم المسلمات
تتكرر حالات اغتصاب المسلمات من قِبل إخوانهن من المسلمين في كل فترة من زمننا الحاضر ، ولا يظهر ذلك للعلن إلا إن كن من ذوات الجمال ، فوجدناه في البوسنة والهرسك ، ونجده الآن في سورية .
إن الاغتصاب لا يكون من الأعداء معاذ الله ؛ بل هو من الأصدقاء فيما يُظهرون .
تجد لعاب المسلمين في أي زمن نكبة تحل بإخوانهم يسيل ، وخيالاتهم تسرح ، وشهواتهم تطفح ، دناءاتهم تظهر .
ويكون ذاك من أغلب فئات المسلمين ؛ ميسورهم وفقيرهم ، ولكن الأول ينَفِّذ ما أراد ، والآخر يبكي متحسرا على ما فات .
يفرحون بما يحل بإخوانهم المسلمين من ضعف وتشرد فيما يبطنون ، وتدمع أعينهم كما التماسيح فيما يظهرون .
تجدهم يستغلون الضعف لاستحلال فروج لم تكن لترض أن تُسْتَحل بمثل هذه المهانة لولا هذه الظروف ، متظاهرين الوقوف معهن لتخفيف وطأة التشرد والفقر ، والمواساة عن الظلم ، والمساندة لِفَقْد المعيل .
في أيامنا هذه نسمع بين الفينة والأخرى أحاديث عن هذا الاستغلال ، فسمعنا من يتزوج من المُهجَّرات في الدول العربية بما يعادل المئتي دولار أمريكي ، وسمعنا من يذهب للمخيمات فيتزوج منهن بالجملة ، فيخرج من المخيم وقد تزوج باثنتين أو ثلاثة ، ومن يجدد الدماء كل بضعة أشهر .
لِمَ هو اغتصاب ؟
إن استغلال الظروف الحياتية الصعبة لإنسان ما لتأدية عمل ما بمقابل بخس هو من الإكراه والإرغام ، وما يحصل مع أخواتنا المنكوبات هو من نفس القبيل ، ولو كانت أحوالهن على غير ما هو الآن لرفضن هذه المهانة ، وطردن الفاجرين .
إن التظاهر بمعونة أخواتنا المسلمات في سورية لم يظهر مع أخواتنا من الصومال ودارفور وماينمار ، ولن يظهر ، لعدم انطباقهن مع معايير الجمال المرغوب به عند الفجّار .
ولو اتسعت دائرة نظرتنا لتشمل الشعوب بأكملها ، فلن تجد اهتماما بالمسلمين في الصومال ودارفور وماينمار كما هو في سورية ، وما ذاك إلا لمعايير الجمال آنفة الذكر ، فالأخوة ليست للإسلام بل هي للجمال ، والتشدق الذي نسمعه هنا وهناك ليس إلا ذراً للرماد في العيون .
تجدنا نردد قول الرسول صلى الله عليه وسلم : ( مَثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم ؛ كمثل الجسد الواحد ، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) ، ولكننا لا نعطي إخوتنا إلا بمقابل ، فالعطاء ليس تقربا إلى الله ؛ بل هو للوصول إلى الأهداف الشخصية – كلامي كله حول الأفراد ولم أتطرق للدول فحولها يطول الكلام - ، ومتى ما انتفى تحقيق هذه الأهداف ، فلن تجد التراحم والتواد والتعاطف – وأكرر ما بدأت بتقريره " ليس الجميع " - .
فحسبنا الله ونعم الوكيل
باسم الجرفالي
7 / 6 / 1434هـ