الفرحان بوعزة .. وصوتٌ قادم من مدن الضياء والثراء ... كم أنا ممتن لقلبك لمثل هذا التساؤل الجوهري ..
اعترف لك أني لم أقرأ ( بروتون ) ولربما هو ينتمي للمدرسة العدمية التي راجت في ثمانيات القرن السابق .. أقول : ربما .. وعلى أية حال ففلسفة مابعد الحداثة تناولت هذا الخواء وعالجت العدمية عن طريق تنبيه الإنسان إلى ( الغائية ) والمصير ...
العدم وضع أمام الإنسان الغربي بضع أسئلة تخص غايته : أليست الأزمة الكبرى لأزماننا هي أزمة تناقض عميق للإنسان الذي دخل الحروب العالمية - الأولى والثانية - أليس درب الحياة الغربية مقفلًا و ليس أمام الأمس إلا الحروب والدم والعدم .. إنها أسئلة مرتبكة .. صار الإنسان حفارًا لقبره ، وجميع الملاحظات حول نقاء الدين وبهاء الشعر وروعة التصوير وروحانية الموسيقى هي ملاحظات غير مثمرة ، وهي ليست خطأً وما هي إلا لغطا عند أي إنسان يجهل مصيره الآخروي ... إنها الضريبة التي يدفعا الفكر الغربي جراء هوسُ إخضاع كل شيء للعقل .
أقول :
وحده الإيمان هو المخلص ... لا العقل وحده
بل الإيمان العقلاني .. هو الخلاص .. لا إيمان الإساطير والخرافة ..
ولو قرأ ( بروتون ) آية من كلام الله تعالى في قرآنه المجيد كما قرأها ( جفري لانع ) الذي قال بهد القراءة التي حررته من العدمية ...
هذا القرآن : حررني وأوجدني وأدهشني وخلصني واختصرني وارشدني ...
رباه غوثك ...