مفتاحُنا هُنا
(2010 .. في ذكرى النكبة)
في غفلةٍ من عمرِنا
والخيرُ يملأ القِفارْ
والبدرُ يشعلُ الفتيلَ في القلوبْ
والحبُّ يملأ التلالَ والسهولَ والجبالَ والبحارْ
والياسمينُ ينشرُ الشَّذَى
ويملأُ المَدَى
والتينُ فوقَ تلةٍ
قدْ كانَ يَأوي نحوَها الصغارُ والكبارْ
ليملأوا السِّلالَ بالنَّدَى
إذْ عانقَ الثمارْ
خَرُّوبةٌ عتيقةٌ
بجانبِ الطريقِ يا لِظلِّها الجميلْ
كمْ كانَ يستريحُ تَحتَها
مسافرُ وزائرٌ
ويلهو في ظلالِها الصِّغارْ
سنابلُ القمحِ ِ الأصيل ْ
تعانقُ الرياحَ مِثل أغنيهْ
وتملأُ المَدَى اخضرارْ
كمْ كانَ عِطرُ اللوزِ يملأُ الحقول ْ
وطفلةٌ صغيرةٌ تحاول الكلامْ
تصيحُ في فَرحْ:
مطرٌ مطرْ
مطرٌ مطرْ
فيفرحُ الجميعْ
وتعزفُ السهولُ لحنَها
وترقصُ الجبالْ
ما كاد حُلمُ طفلتي يجاوزُ النهارْ
حتى استحالَ سهلُنا يبابْ
واغتال غولُ الظلمِ فرحةَ الصغارْ
وآخر الذي رأتْهُ طفلَتي
وميضَ نارْ
ويصمتُ النهارْ
في غفلة من عمرِنا
قد جاءنا التتارُ يحملون وهْمَهُمْ
ليملأوا صفاءَنا غبارْ
ويقتلوا النهارْ
ستُّون عاماً أو يزيدْ
ستُّونَ جرحاً في الوريدْ
والنزفُ يملأ المدى رجالْ
والأمنياتُ فوقَ أرتالِ الغُيوم ْ
وجذوة الحياةِ تَعْلُو في القلوبْ
ستونَ عاماً من جراحْ
ستون لحناً للإيابْ
يا كلَّ أوهامِ الضبابْ
مِفتاحنا هنا
وبيتُنا هناكْ
ها قدْ عزمنا السيرَ نحوَ الأُمنياتْ
العزمُ أوَّلُ الطريقِ للحياةْ
والموتُ في الحياةِ أُغنيهْ
ويَبْزُغُ النهارْ
ويَبْزُغُ النهارْ