حـــلم نــور
((قصة للأطفال))
بقلم : كريمة منيفي
اليوم هو يوم الجمعة و الجو جميل و معتدل و نور مازالت نائمة في سريرها لأنه يوم إجازتها الأسبوعية ، و أمها و أبوها يشربان قهوة الصباح ... مضت لحظات و استيقظت نورو نادت بصوت ناعس :
أمي ... أين أنت ؟
أنا هنا في الشرفة يا نور.
اسعد الله صباحكِ يا أمي ، و أسعد الله صباحك يا أبي ... أين فطوري ؟
إنه في المطبخ ، بإمكانك أن تحضريه هنا أو تتناولينه في المطبخ . لك حرية الاختيار.
أفضل أن أتناوله هنا لأني أريد أن أخبركم بشيء مدهش
ذهبت نور إلى المطبخ و أحضرت كوباً من الحليب و جلست بجانب أمها و أبيها و بدأت تروي لهم الشيء المدهش ( لقد كان حلم الليلة الماضية ).
حلمت الليلة الماضية حلم عجيب و جميل و مزعج **************** !
أيمكن يا بنيتي أن يكون الحلم عجيب و جميل و مزعج ؟*********!
نعم يا أبي يمكن جداً لأنه حدث بالفعل.
إذن حدثينا بالتفصيل يا فيلسوفة .
لبيك يا أمي ، حلمت بأنني ذهبت إلى حديقة الحيوان حيث توجد جميع الحيوانات الأسد ، النمر ، الفيل ، الزرافة ، القرد ، و الببغاء وا.. وا.. وا.. غيرها الكثير من الحيوانات و الطيور . و فضلت مشاهدة القردة وهي تتسلق الشجرة الكبيرة ، و حدثت نفسي لماذا لا أتسلق الشجرة أنا أيضا . أيكون القرد أكثر قدرة منِّي كي يتسلق الشجرة ، و ذهبت بسرعة إلى جذع الشجرة الكبيرة و بدأت أتسلقها بسرعة عجيبة،فرحت القرود عندما وجدتني أتابعها و ألحق
بها و فجأة وضعت قدمي على غصن صغير فانكسر ووقع بي.......
ها و ماذا حدث بعد ذلك يا نور ؟ (سأل الأب والأم معاً و بلهفة شديدة )
استيقظت من نومي و ها أنا جالسة أمامكما.
إذن كيف كان حلمك عجيب و جميل و مزعج ؟
كان حلمي عجيب لأنني تسلقت الشجرة بسرعة عجيبة مع أنها كانت عالية و كبيرة جدا و لم أخف، و كان حلمي جميل لأني تمتعت بملاحقة القرود من غصن إلى آخر، و كان حلمي مزعج لأنني وقعت و لم أعرف ماذا حدث بعد ذلك .
يمكنك الرجوع إلى سريرك الآن و إكمال حلمك العجيب الجميل المزعج .
أهذا صحيح يا أمي . أيمكن هذا يا أبي ؟
و يمكنك أيضاً أن تتوقعي نهاية لحلمك.
كيف لي ذلك يا أبي؟
أن تتخيلي ماذا حدث حين وقعت على الأرض.
نعم يا أبي ، يمكن لي أن أتخيل ذلك بسهولة ، فدعني أتخيل أن قدمي كسرت و ذهبت إلى المستشفى و وضع لي الطبيب عليها الجبس و أصبحت لا أستطيع المشي و لا أستطيع تحريكها، وتغيبت عن المدرسة ، فاضطررت أن أذهب إلي المدرسة بالكرسي ذا العجلات الكبيرة الذي يذهب به أحمد ابن عم علا .... و لكن يا أبي ستأخذ وقتاً طويلا قدمي لأن تشفى؟
ربما شهر أو شهرين أو أكثر .
و سأظل اذهب بالكرسي ذي العجلات ؟
لم اقل لكِ تسلقي الشجرة الكبيرة و لاحقي القرود . ولا تنظري إلى المكان الذي ستضعي فيه قدميك قبل أن تضعيها .
و لكن يا أبى انشغلت بمراقبة القرود و لم أنتبه لأنها كانت ممتعة و شيقة .
فهذه غلطتك و يجب أن تتحملي مسئولية أعمالك .
لكني متأكدة أن أمي ستساعدني على التحرك حتى تشفى قدمي .
دعيها تساعدك .
أمي أني أحبك كثيراً ستساعدينني أليس كذلك ؟
كيف لي أن أساعدك و أنت تقفين على قدميك و هم سليمتين و معافاتين تماماً .
آه .... يا أمي كم أنا سعيدة ، إذن قدمي لم تنكسر . الحمد لله ما أجمل أن يكون الإنسان معافى تماماً.